النهار: تمويل المحكمة والحذر من سوريا بين ميقاتي وكلينتون وجولة الراعي في الولايات المتحدة لا تشمل واشنطن

كان الحدث اللبناني أمس أميركياً. ففيما يستعد رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي لرئاسة جلسة مجلس الأمن اليوم، بعدما التقى أمس وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، صدرت تأكيدات لبنانية وأميركية معاً أن جولة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الراعوية في الولايات المتحدة الشهر المقبل لن تشمل العاصمة واشنطن بعدما تعذر ترتيب لقاء له والرئيس باراك أوباما.

المصيلح
وكان البطريرك الراعي لبى أمس دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى مأدبة غداء على شرفه في دارته بالمصيلح شارك فيها رئيس الجمهورية ميشال سليمان. وعلمت "النهار" ان البطريرك أبلغ رئيسي الجمهورية ومجلس النواب خلال الخلوة التي جمعتهم أن الهدف الأول لزيارته الولايات المتحدة هو تفقد أبناء الطائفة وأفراد الجالية اللبنانية، واذا التقى سياسيين أميركيين فسوف يردد أمامهم المواقف التي يعبر عنها في أي مكان كان فيه.
وأشاد الرئيس بري في كلمة له بمقاربة الراعي "للموقف الناتج من الاحتلال الاسرائيلي". وأضاف: "نقول وبصراحة للأقربين وللابعدين لا تخافوا من المقاومة بل خافوا على المقاومة".

السنيورة
وأفادت أوساط الرئيس فؤاد السنيورة أن سبب اعتذاره عن تلبية الدعوة الى مائدة الرئيس بري في المصيلح هو ما رافق زيارة البطريرك الراعي لصيدا. فقد وجهت الى البطريرك دعوة للغداء في منزل آل الحريري في مجدليون، لكنه اعتذر عن قبولها. ثم طرحت خلال ترتيب الزيارة فكرة أن يتم استقباله في دار البلدية في حضور كل أبناء المدينة، ففضّل أن يكون الاستقبال أمام مبنى البلدية، لتكون المفاجأة انه قبل دعوة الشيخ محمد يزبك الى الغداء خلال زيارته البقاع، ثم دعوة الرئيس بري الى المصيلح.

البرنامج
ووزع امس برنامج زيارة البطريرك الماروني للولايات المتحدة، وهي تبدأ في 4 تشرين الاول المقبل "بعدما تم تعديل الموعد الذي كان مقرراً في 30 ايلول الجاري نتيجة الغاء زيارة واشنطن". وهي تشمل ولايات عدة بينها نيويورك حيث يجتمع في 21 منه مع الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون، ليختتم في هذه الولاية زيارته في 23 منه.
 
نيويورك
ومن مراسل "النهار" في نيويورك علي بردى ان مصدراً أميركياً أبلغ بعض الصحافيين أن الوزيرة كلينتون أثارت مع الرئيس ميقاتي موضوع "التزام لبنان واجباته الدولية ولا سيما حيال المحكمة الخاصة بلبنان"، في إشارة الى المستحقات المالية المتوجبة على لبنان لهذه المحكمة بموجب القرار 1757 والبروتوكول الموقع بين المحكمة والحكومة اللبنانية. وقال إن المحادثات التي أجريت في مكتب رئاسة مجلس الأمن "تطرقت الى العلاقات الثنائية بين البلدين"، ناقلاً عن كلينتون "التزام الولايات المتحدة سيادة لبنان وقضاياه"، مبدية "تفهمها لدقة الوضع الحرج الذي يعانيه لبنان". بيد أنها "لفتت ميقاتي الى أن لبنان ينبغي أن يكون حذراً في تعامله مع الوضع في سوريا، وألا يسمح لسوريا بأن تفرض عليه عدم الموافقة على فرض عقوبات على دمشق (في مجلس الأمن) بسبب أعمال القمع التي يمارسها النظام في حق الشعب السوري".
واسترعت الانتباه إشارتها الى ان "لبنان اتخذ قراراً ذكياً" إذ نأى بنفسه عن البيان الرئاسي الأخير للمجلس عن سوريا من غير أن يعطل الإجماع الدولي الضروري لإصداره.
ومساء أمس اعلن في بيروت ان ميقاتي اتصل هاتفيا برئيس الجمهورية واطلعه على اجواء لقاءاته في نيويورك.

واشنطن
ونقل مراسل "النهار" في واشنطن هشام ملحم عن مصادر اميركية ولبنانية مطلعة ان البطريرك الراعي الغى زيارته لواشنطن التي كانت مقررة في الاسبوع الاول من الشهر المقبل، ضمن جولته الطويلة في الولايات المتحدة لزيارة الابرشيات المارونية، بعدما تعذر ترتيب موعد يلتقي فيه الرئيس اوباما في البيت الابيض. وهو يبدأ جولته الراعوية في الرابع من تشرين الأول بزيارة لمدينة سانت لويس في ولاية ميسوري، وستستمر حتى 23 منه في محطات تشمل مختلف الابرشيات المارونية الكبيرة المنتشرة في ولايات ايلينوي واوهايو وتكساس وكاليفورنيا ونيويورك وبنسلفانيا وماساتشوستس وغيرها.
وكان مفترضاً ان يصل الراعي الى واشنطن في الاول من تشرين الاول قبل ان يعدل برنامجه بعد ابلاغه ان الوقت غير مناسب لترتيب اجتماع مع الرئيس الاميركي. وكان المطران غريغوري منصور راعي ابرشية مار مارون في بروكلين قد اعلن في الكنيسة المارونية في واشنطن الاحد ان البطريرك الراعي لن يزور واشنطن، مشيرا الى ان مواقفه في باريس قد اسيء فهمها.
وقالت مصادر اميركية مسؤولة لـ"النهار" ان تصريحات البطريرك الراعي في باريس اثارت استياء واسعا في واشنطن.
ووصفت المصادر الاجتماع الاخير الذي عقدته السفيرة الاميركية في لبنان مورا كونللي مع البطريرك بانه كان "صريحا ووديا"، وهي العبارة الديبلوماسية التي تستخدم لوصف أي اجتماع تتخلله خلافات. وابدت ارتياحها الى كون تصريحات الراعي خلال جولته في جنوب لبنان لم تكرر المواقف التي اتخذها حيال سوريا "وحزب الله" خلال زيارته لباريس. 

السابق
ما بعد الطلب الفلسطيني ليس كما قبله
التالي
تعلّموا من حزب الله!