البناء: كلمة لسليمان أمام الجمعية العمومية اليوم قبل ترؤسه مجلس الأمن غداً

في الوقت الذي يقف لبنان على أعلى منبر دولي بشخص رئيسه ميشال سليمان ليؤكد ثوابته، واصل فريق الرئيس سعد الحريري حربه على الدولة وكل إنجاز يمكن أن يتحقّق في سبيل الوطن والمواطن.
وعكست أجواء ونتائج جلسة اللجان النيابية أمس، هذا المنحى التخريبي للفريق المذكور الذي تمكّن للمرة الثانية من تعطيل إقرار خطة الكهرباء في اللجان تمهيداً لإقرارها في الهيئة العامة، مقترحاً تعديلات أقل ما يقال عنها انها تخدم هذا التعطيل وتحاول تجاوز السلطات والنيل من سلطة الوزير المعني لأهداف سياسية بحتة.
واللافت أمس، هو أن نواب المعارضة قد حضّروا أنفسهم جيداً لهذه المهمة فاصطحبوا معهم الخطاب التصعيدي داخل الجلسة وخارجها والذي وصل إلى حد الشتائم مثلما ورد على لسان النائب محمد قباني الذي استخدم عبارات وكلمات نابية بحق الوزير باسيل في حضور عدد من زملائه، في محاولة مكشوفة لاستفزاز الفريق الآخر بقصد التصعيد لا أكثر ولا أقل.
وبالإضافة إلى ذلك، فقد استجمعت هذه القوى نوابها لضمان التصويت لصالح مقترحاتها التعطيلية، بعد أن كانت قد هرّبت نصاب الجلسة الأولى. ولم تكتف المعارضة بذلك بل لجأت إلى الأسلوب نفسه في اجتماع لجنة المال، الأمر الذي يكشف نوايا هذا الفريق ليس فقط من أجل عدم المباشرة في تنفيذ خطة الكهرباء فحسب، بل بهدف تعطيل أي إنجاز للحكومة وإبقاء مرافق الحياة والدولة مشلولة حتى إشعار آخر.
ومع أن الوزير باسيل، حسب مصادر نيابية مطّلعة، قد أكد خضوع الوزير والحكومة لرقابة المجلس وللقوانين، إلاّ أن نواب المعارضة تجاهلوا كل ذلك وواصلوا حملتهم على مشروع الحكومة ووزير الطاقة في آن معاً. واللافت أنه بعد تصريح رئيس الجلسة النائب روبير غانم المقتضب توالى عدد من نواب هذا الفريق على الإدلاء بتصريحات نارية كان بعضها مكتوباً ومطبوعاً في عملية توزيع أدوار منظمة، الهدف منها عنوان واحد، هو تعطيل عمل الحكومة والتشويش على العملية التشريعية.
جلسة الحسم
إلى ذلك، تتجه الانظار إلى يوم غد حيث تعقد الجلسة الثالثة للجان، مع العلم أن كل ما سيجري لن يؤثر على مصير مشروع القانون في الهيئة العامة باعتبار أن الأكثرية مضمونة لمشروع الحكومة، وبالتالي ما تلجأ إليه المعارضة هو محاولة عرقلة وتأخير وتضييع الوقت.

وفي هذا السياق، أكد رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان، أن نية المعارضة واضحة بتطيير الكهرباء ولا علاقة لها بالاعتماد المطلوب، لافتاً الى ان صلاحيات الوزير خط احمر وعملية التنازل عنها ليست ملكاً لأحد لأنها تشكل عندها مخالفة دستورية وهذا ما اعترضنا عليه.

وشدد كنعان على انها المرة الأولى التي نخضع فيها الإنفاق لكل انواع الرقابة القانونية والقضائية، مشدداً على ان الشفافية تقوم على احترام القوانين العامة لا على الاستثناءات التي درجت عليها الحكومات السابقة.
من ناحيته، اعتبر الوزير حسين الحاج حسن، ان تأجيل مناقشة المشروع ليس الا عمل كيدي بكل ما للكلمة من معنى.
مجلس الوزراء
في موازاة ذلك، ترأس الرئيس نجيب ميقاتي جلسة عادية لمجلس الوزراء في السراي الحكومي أمس استهلها بالقول: ان مشاركة لبنان في الجمعية العامة للأمم المتحدة تكتسب اهمية خاصة لترؤسه هذه الجمعية، ووجود الرئيس في نيويورك يعطي لبلدنا دورا مميزا لطالما لعبه ويلقي علينا مسؤولية تجسيد الارادة العربية مجتمعة لاننا نمثل المجموعة العربية، وسيكون لي شرف ترؤس جلسات مجلس الامن بعد مغادرة الرئيس سليمان نيويورك اضافة الى اجتماعات نأمل ان تصب في مصلحة لبنان الحريص على تجديد التزامه بالقرارات الدولية، آملا ان يواكب اللبنانيون هذه المشاركة بمناخات ايجابية تجعل الموقف اللبناني قويا ومتماسكا ما يسهل الوصول الى ما يطالب به المجتمعُ اللبناني المجتمعَ الدولي وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وحق العودة".
الوضع الأمني
 
وكانت الجلسة قد استهلت بالحديث عن الوضع الأمني في البلاد مرورا بجريمة البسطا التي راح ضحيتها أم وستة أولاد من عائلة واحدة، ما استدعى التطرق الى موضوع ظاهرة السلاح المنتشر بين أيدي الناس وضرورة التشدد في الإجراءات الأمنية.
وأعلن وزير الإعلام وليد الداعوق، ان الحديث عن الجريمة يقود الى الحديث عن جرائم اخرى ومنها الاعتداء على قوى الامن في جلالا الاسبوع الماضي وتكرار سرقة احد المراكز التجارية في المتن مرتين. واضاف: "تابعت ما صدر عن اصحاب المتاجر المسروقة وأضم صوتي الى صوتهم بضرورة التشدد بالاجراءات الامنية ومكافحة الجريمة، ومن حق الناس على الاجهزة الامنية بذل المزيد من التضحية لتعزيز الامن واراهن كثيرا على تعاون المواطنين وتجاوبهم لمساعدة القوى الامنية ، ولا بد من التشديد على رفض التعدي على قوى الامن".
وفي سياق آخر، أشار الداعوق الى أنه وفي ما يتعلق بخطة النقل المقدمة من وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي، لفت الداعوق الى ان "العريضي اطلع الحكومة على توجيهات سياسة النقل، على ان يعرض الوزير العريضي الخطط التنفيذية اللازمة".
كما وافق مجلس الوزراء على انشاء بوابة الحكومة الالكترونية، وتحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة اللبنانية، واستئجار مبنى لوزارة الزراعة، كذلك الموافقة على طلب مجلس الانماء والاعمار، والعمل على تخصيص جزء من هبتي الصين لتقديم تجهيزات للمستشفيات الحكومية، وقبول هبة من الصندوق الكويتي للمساهمة بتمويل وتنفيذ طريق دورس عين بورضاي، وايضا قبول هبة من الصين لانشاء مصنع يعمل بالطاقة الشمسية وبرك مائية لمصلحة بلدة الطيبة".
مغادرة سليمان
في هذا الوقت، غادر الرئيس سليمان بيروت امس متوجها الى نيويورك على متن طائرة خاصة يرافقه وزيرا الخارجية والمغتربين عدنان منصور والشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور على ان ينضم وزير البيئة ناظم الخوري الموجود في نيويورك الى الوفد الرسمي اللبناني.
ويشارك سليمان والوفد في أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة ويترأس جلسة مجلس الأمن الدولي لتقديم الطرح اللبناني حول السبل الكفيلة بتلافي الأزمات وعقد سلسلة من الاجتماعات مع عدد من الرؤساء تتناول التطورات في لبنان والمنطقة.
ويلقي سليمان مساء غد بتوقيت بيروت كلمة امام الجمعية العمومية للأمم المتحدة وكلمة اخرى مساء الخميس لدى ترؤسه جلسة مجلس الأمن.
وفي هذا السياق، اعلن وزير الخارجية عدنان منصور في حديث لـ"المنار" مساء امس ان لبنان الذي سيترأس مجلس الأمن سيكون له موقف واضح إزاء كل المواضيع التي ستطرح، ولن يكون موضوع سورية هو الموضوع الوحيد المطروح.

وأكد ان "لبنان لن يوافق على أي قرار يدين سورية، ونعمل لمساعدتها للخروج من الأزمة، وليس بصدد الوقوف بوجه سورية لتعميق الأزمة".

وشدد منصور على ان لبنان سيقف الى جانب الطلب الفلسطيني في الأمم المتحدة.  

السابق
اللواء: مأساة العائلة تفتح عيون الوزراء على انتشار السلاح!
التالي
الدولة الفلسطينية