اللواء: سليمان وأوباما.. خلاف على منصة واحدة الأربعاء

على الرغم من اهمية الحدث المتمثل برئاسة لبنان لمجلس الامن الدولي، مع افتتاح اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة في دورتها السادسة والستين، بدءاً من يوم الاربعاء في 21 ايلول الحالي، فإن ضغط المواضيع الداخلية كاد ان يغطي على الحدث المتوقع، حيث سيكون لبنان في صدارة دول القرار العالمي في مقاربة الملفات الدولية الساخنة، من قضية اعلان الدولة الفلسطينية، الى مصائر <الربيع العربي> وتطورات الوضع في سوريا والازمات الاخرى التي تشغل العواصم الكبرى·
وبالانتظار، فإن اللجان النيابية المشتركة تستأنف اليوم مناقشة مشروع القانون المعجل المحال من الحكومة حول الكهرباء، وسط اصرار كتل 14 آذار على ادخال تعديلات بعضها سبق لمجلس الوزراء ان ضمنه الموافقة على الخطة سواء في ما يتعلق بالصناديق الداعمة، او مسار عملية الانتاج، والهيئة الناظمة، ومجلس الادارة، كما اكد رئيس لجنة الاشغال النيابية محمد قباني لـ<اللواء>، الذي اوضح ان التعديلات ستجعل المشروع يتطابق مع قرارات مجلس الوزراء في 7 ايلول الحالي، في اشارة الى ان المشروع المطروح لم يلحظ الضوابط التي وضعت من قبل الحكومة، في حين استغربت اوساط وزارية الكلام حول وجود مشروعين واحد أقر في الحكومة وآخر وصل منقوصاً الى مجلس النواب، وقالت ان هذا الكلام عار من الصحة، لان مشروع القانون لاحظ المسائل الثابتة التي يجب اصدارها بقانون، بينما هناك قرارات تحتاج الى متابعة حكومية، مثل تعيين مجلس ادارة الكهرباء، وبالتالي، فإن هذه المسائل لا يمكن ادراجها في صلب القانون·

ولفتت الى ان تعديل القانون 462 الخاص بالكهرباء سيجري البحث بتعديله في الاجتماع الوزاري، الفني الذي سيرأسه الرئيس نجيب ميقاتي في السراي غداً الثلاثاء، مؤكدة ان لا صحة لما يقال ان الحكومة ستمضي في تعديل المشروع، بل هي ستدافع عن مشروعها، وبالنهاية مجلس النواب هو سيد نفسه·

ولم يشأ النائب قباني، في المقابل، أن يصيغ سيناريو محدداً لجلسة اللجان اليوم، مشيراً إلى أن كل الاحتمالات واردة، مثل اللجوء إلى التصويت أو التأجيل بتطيير النصاب، مؤكداً أن الكتلة ليست مضطرة لسلق الأمور، وإن كان يحدوها رغبة بالتفاهم مع الحكومة لتحسين الخطة، لأننا بالنهاية نريد الكهرباء وليس العتمة·

وأوضح أن التعديلات التي ستتقدم بها الكتلة من شأنها أن تضع الضوابط التي تحسن عمليات الرقابة، وامكانية التمويل بواسطة الصناديق المانحة، وتحسين التنسيق بين الإنتاج والنقل والتوزيع وتعطى للحكومة صلاحيات بخصوص تصديق دفاتر الشروط ونتائج المناقصات، وتفتح الباب لاحقاً، في حال حدثت مفاوضات مع الصناديق للتمويل بمفعول رجعي·

إلى ذلك، يجتمع مجلس الوزراء بعد ظهر اليوم برئاسة الرئيس ميقاتي في السراي، لمناقشة جدول أعمال يتضامن 41 بنداً، أبرزها موضوع المنطقة الاقتصادية في البحر، المؤجلة من الجلسة السابقة، بالإضافة إلى خطة النقل التي يبحثها الرئيس ميقاتي قبل الظهر مع نقابات السائقين، بالتزامن مع بدء وزارة المال بتسلم استمارات رديات البنزين من قبل السائقين، على أن يتوجه رئيس الحكومة في نهاية الأسبوع إلى نيويورك، بعد أن يعود منها رئيس الجمهورية ميشال سليمان، يوم الجمعة المقبل·

سليمان في نيويورك معروف، أن الرئيس سليمان سيتوجه ظهر اليوم إلى نيويورك في زيارة رسمية تستمر ثلاثة أيام، يلقي خلالها كلمتين: الأولى أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة يوم الأربعاء، حيث سيكون أحد الخطباء الرئيسيين عند افتتاح أعمال الدورة العادية السادسة والستين·

والثانية امام مجلس الأمن الدولي الذي يترأسه لبنان هذا الشهر، وستكون الجلسة بعنوان <الدبلوماسية الوقائية>، وذلك في آليوم التالي لوجوده في نيويورك، أي الخميس·

وأوضحت مصادر رسمية أن كلمة سليمان أمام الجمعية العامة، ستركز على الثوابت اللبنانية، بالتأكيد على السلام المرتكز على مرجعية مدريد ومبادرة السلام العربية في بيروت، وتتناول تطورات المنطقة والدولة الفلسطينية، وحق لبنان في ثرواته الغازية والنفطية في البحر، وتأييد لبنان للحوار والاعتدال·

أما الكلمة أمام مجلس الأمن فستأتي في إطار جلسة عنوانها <الديبلوماسية الوقائية> وموضوعها كيف يمكن العمل لمنع وقوع النزاعات، وفي حال وقوعها كيف يمكن تلافيها· 

ونفت المصادر أن يكون في جدول أعمال الرئيس سليمان ترؤسه جلسة حول فلسطين، لأنه لم يتقرر بعد عقد مثل هذه الجلسة، مشيرة إلى أن رئيس الجمهورية، سيلتقي على هامش أعمال الدورة، عدداً من رؤساء الدول، من بينهم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس، أما اللقاء مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي فلم يتحدد موعده بعد، على اعتبار أن أجندة الأخير مضغوطة، إلا أن هناك؛ رغبة مشتركة بأن يتم اللقاء·

وعلم أن الرئيس سليمان يلتقي أيضاً الرئيس الأميركي باراك أوباما في إطار الاستقبال الذي يقيمه تقليدياً على شرف رؤساء الوفود، في اليوم الأول لافتتاح أعمال الجمعية، وسيكون مقعد سليمان إلى جانب أوباما على الطاولة الرئيسية، نظراً لتبوء لبنان رئاسة مجلس الأمن هذا الشهر·

جولة الراعي البعلبكية على أن الحدث، بالرغم من كل هذه الانشغالات والهموم المحلية والاقليمية والدولية، تمثل في الجولة الراعوية التي قام بها البطريرك الماروني بشارة الراعي على مدى اليومين الماضيين في بعلبك والهرمل، حيث نظم له <حزب الله> استقبالات شعبية، في كل المحطات التي شملتها الجولة، في ترجمة عملية لتأييده المواقف التي أعلنها الراعي في خلال زيارته الأخيرة لفرنسا، والتي رحب بها الحزب وحلفاؤه، فيما فاجأت مسيحيي 14 آذار وأثارت اعتراضهم لولا بعض التوضيحات التي خففت من حدة المعارضة لها·

وإذا كان الراعي قد كرر في خلال الجولة، ما كان قد أعلنه في فرنسا من مخاوف وخشية مما يجري هنا وهناك في الدول العربية، وخصوصاً في العراق ومصر من استهداف للمسيحيين، معرباً عن تخوفه من تفتيت العالم العربي الى دويلات طائفية ومذهبية، فإنه تجنب الحديث عن سوريا وعن السلاح، داعيا الى المصارحة والمسامحة، والى تسوية الخلافات بالوحدة وبالشركة والمحبة وبالحوار·

وقال الراعي، خلال العشاء التكريمي الذي اقامه على شرفه الوكيل الشرعي العام للسيد خامنئي في لبنان رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك <ان علينا ان نتضامن مع عالمنا العربي، وان نتفهم هذا العالم، ونساعده لئلا يستمر في العنف وفي الحرب، علينا ان نساعده لاننا جزء من العالم العربي، ولذا يجب ان نسرع الى مائدة الحوار لكي نتدبر الامر ونتجنب تداعيات بسبب ترابطنا العميق مع كل العالم العربي، مطالباً الاسرة الدولية بالعمل على تنفيذ القرارات الدولية واولها خروج اسرائيل من اي شبر من ارض لبنان، مشيرا الى انه عندما تنفذ الاسرة الدولية مسوؤلياتها على ارضنا نحن نستطيع ان نتفاهم، متوجها الى السياسيين قائلاً: <آن الأوان للجلوس معا بشجاعة ونفتح قلوبنا لبعضنا البعض، لان 95 في المائة من خلافات الناس هي بسبب سوء التفاهم>، معتبرا ان الثقة لا تولد من الاتهامات·

اما يزبك فدعا الى وحدة اسلامية مسيحية تعود معها المقدسات ويعود الاقصى وكنيسة المهد وتحرير فلسطين ويعود اللاجئون الى دولتهم فلسطين وينتصر الحق ويهزم الباطل، لافتا الى انه لا يمكن النأي بلبنان عما يجري الا برؤية موضوعية توحد ولا تفرق>· 

السابق
جريمة مروعة ضحيتها ام واولادها الستة في البسطة
التالي
النهار: جلسة حاسمة اليوم لمعركة الكهرباء وشرط تمويل المحكمة شهود الزور