14 آذار لن تلغي المؤتمر المسيحي الموسع لإصدار وثيقة ثوابت سياسية

بحسب مصادر نيابية في المعارضة فإن مسارعة البطريرك الماروني بشارة الراعي الى توضيح مواقفه «الباريسية» قد ساهم في تبريد المناخات السياسية والإعلامية وتنفيس الاحتقان الذي خلفته تلك المواقف وهو ما أعاد الأمور الى نصابها الصحيح من خلال إعادة بكركي إعلاء ثوابتها التاريخية القائمة على الحرية وأولوية خيار الدولة اللبنانية.

المصادر اعتبرت ان ما ساهم في دفع البطريرك الى امتصاص النقمة واستيعاب الموجة عائد في جزء كبير منه الى المناخ السياسي والإعلامي الذي تمكنت قوى 14 آذار، خاصة المسيحيين داخلها من تعميمه اذ لولا قيادتها هذه المواجهة بحنكة وعقلانية عبر تحييدها بكركي وشخص البطريرك وتصويبها على مضمون كلامه عبر التذكير بالثوابت التاريخية للمسيحيين لما عدل الراعي ربما موقفه في بيروت.

المصادر ترى ان قوى 14 آذار تمكنت من الفوز في هذه «المواجهة» والفوز ليس ضد بكركي انما ضد من أراد إخراج الأخيرة من تراثها في الدفاع عن الحريات، فليس من مصلحة بكركي تبني مواقف لا تنسجم مع تاريخها بالدفاع عن أنظمة بالية تتحمل وحدها مسؤولية ما أصاب المسيحيين في لبنان من وهن وضعف وتراجع في الدور، أو الدفاع عن سلاح ميليشياوي يعوق قيام الدولة اللبنانية، بالإضافة الى ذلك توضح المصادر ان عدم تهاون المكون المسيحي في المعارضة مع كل ما يمس بالخط التاريخي للمسيحيين في لبنان وعدم انزلاقه الى لغة الشتائم التي كان يلجأ إليها العماد عون والنائب سليمان فرنجية ضد البطريرك نصرالله صفير عند اعلان أي موقف لا ينسجم مع توجهاتهما السورية. أعطى هذا المكون مزيدا من الصدقية في مقارباته الوطنية. ان لجهة تمييزه بين العلاقة الشخصية مع البطريرك الراعي التي لا يجب ان تتأثر باختلاف وجهات النظر السياسية والثوابت الوطنية التي لا مساومة عليها من قريب أو من بعيد.

ولفتت المصادر الى ان «عرض القوة» الذي أظهرته 14 آذار قد مكن من إعادة تحييد بكركي اذ في حال كانت الأخيرة عاجزة أو غير مستعدة على القيام بدورها كرأس حربة في الدفاع عن أدبياتها التي تحولت الى دستور لكل اللبنانيين فالأحرى تحييدها عن الصراع الوطني القائم عوضا عن استخدامها للاطاحة بكل النصوص المرجعية التي كانت السباقة في وضعها.

المصادر أكدت ان توضيحات الراعي التي جاءت حفاظا على دوره «الجامع» لن تثني مسيحيي 14 آذار عن مواصلة التحضير لعقد المؤتمر المسيحي الذي ستصدر عنه وثيقة سياسية تعيد الاعتبار لثوابت المسيحيين وأدبيات بكركي من السينودس من اجل لبنان الى الارشاد الرسولي وما بينهما المجمع الماروني وثوابت الكنيسة المارونية، وسوف تؤكد هذه الوثيقة على ميثاقية العلاقة بين المسلمين والمسيحيين ليس في لبنان فحسب وإنما في المنطقة العربية.
  

السابق
واشنطن محرجة بالفيتو ضد الدولة الفلسطينية ومفاوضات أخيرة قبل الخيارات الحاسمة
التالي
ابتكار كمبيوتر يتحسَّس الوجع