التعليم جنوباً(4): مع مدير المركز الاسلامي للتوجيه والتعليم العالي

تأسس المركز الاسلامي للتوجيه والتعليم العالي مع بدء تبلور النتائج السلبية للاحتلال الاسرائيلي وانعكاس الازمات المالية والاقتصادية على الطبقات الاجتماعية المختلفة في لبنان. وتجلى ذلك بالتسرب الجامعي خاصة في ساحة الطلاب المستضعفين نتيجة ضعف الإمكانات المادية وعدم وضوح الخيارات الجامعية الصحيحة، فكان المركز الاسلامي للتوجيه والتعليم العالي الذي أُعتبر محطة ونقطة ارتكاز يعتمد عليها الطلاب في تأمين المساعدة المادية والتوجيهية.

لا نعطي سمكة بل نُعلّم الصيد
المهندس علي زلزلي مدير المركز شرح مهامه ومشاريعه المستقبلية: "إن المركز الإسلامي للتوجيه والتعليم العالي يعتمد على وسائل الإيضاح التفاعلية ليرشد الطالب الى نقاط ضعفه وقوته، وإلى معنى البيئة المحيطة وكيفية التفاعل معها، إضافة إلى معنى مناعة الأهداف وكيفية التعامل مع الذات، الأهل، والأهداف. فالطالب هو الذي يستكشف كل ما يحتاجه. ودور المركز يقتصر على التصويب والتوضيح. فنحن نعلّمه صيد السمك ولا نعطيه سمكة".
هذا بالنسبة للنوع الأول من البرامج التي يقدمها المركز، أما النوع الثاني فهو البرامج الحياتية أي أن المركز يعمد إلى إرشاد الطالب إلى كيفية إدارة الوقت بأسلوب التواصل الفعّال مع الناس، والحلّ المناسب لمعالجة صراعاته ومشكلاته إضافة إلى آليات التخطيط وكيفيته".

برامج الخدمات التربوية:
ويضيف: "والمركز مفتوح لكل محتاج وباحث في سبيل العلم، وهذه الخدمات تتركز في برامج ومواعيد، وبعضها محصور بفترة معينة خلال العام الدراسي الجامعي، وبعضها الآخر مؤّمن على مدار العام. أما بالنسبة لشروط الحصول على هذه الخدمات فهي النجاح في المراحل الدراسية السابقة، والجدّية والعمل والتحصيل، والسمعة والسلوك الحسن، والحاجة للمساعدة، والدعم. أما الخدمات فتنقسم إلى ثلاثة أقسام: "برنامج القروض الميسرة" بشقيه الطويل الأمد والقصير الأمد. "برنامج الحسومات والمُنح الجامعية" ويغطي مجموعة من الجامعات الخاصة اللبنانية. "برنامج التسهيلات العامة" ويغطي الجامعات في لبنان والخارج.

المهارات العلمية
وفيما يتعلق بالمهارات العلمية أكد زلزلي "أن للمركز دوره المهم والفعّال في حيث يتابع مع الطالب الطرق المثلى لمواجهة قلق الامتحان، وكيفية المراجعة، وكتابة الملاحظات، ناهيك عن كيفية كتابة الابحاث، وصنع خريطة ذهنية".

 
التوجيه المهني: الخطوة الاساس
وقسّم زلزلي فكرة التوجيه المهني الى شقين: الاول وهو تعرّف الطالب على ذاته، واتجاهاته، وميوله، وقدراته، ومهاراته. والجزء الثاني المقابل هوتعرّفه على المسارات التعليمية وعلى الجامعات والاختصاصات وصولاً إلى تعرّفه على المهن.
وقد أشار إلى أن العديد من الناس يعتقدون ان موضوع التوجيه المهني يقتصر على طلاب الثالث الثانوي في حين أن التوجيه والإرشاد يجدر أن يرافق الطالب منذ الصف التاسع حيث يبدأ بالتعرف على شخصيته المهنية وقدراته مروراً بالصف العاشر حيث يتعرف على ذكاءاته المختلفة ويربطها بعالم الاختصاصات والمسارات العلمية في السمات الشخصية الذاتية، وصولاً إلى الصف الحادي عشر أي الثاني الثانوي حيث يتجه إلى اتخاذ القرار السليم".

عدم إمكانية الوصول إلى المدارس الرسمية
ويكون التوجيه المهني من خلال ورش عمل متقدّمة تتضمن وسائل إيضاح مرئية واختبارات وحلقات نقاش، إضافة إلى الإرشادات المطبوعة. هذه الوسائل التي من الصعب تطبيقها في المدارس الرسمية، بالرغم من تعاون المركز مع وزارة التربية والتعليم، لذلك خصصت لهذه المدارس ساعات محدودة من النقاش لتعّذر قيام ورش تدريب وساعات عمل مطوّلة.

إصدارات المركز
ويُصدر المركز سنوياً دليلين، الأول هو "دليلك إلى الجامعات في لبنان" والذي يتضمن معلومات عن كافة الجامعات تفصيلياً. والثاني هو "دليل الاختصاصات في لبنان" الذي يقدّم شرحا لكل اختصاص، ظروفه، محيط عمله، والقدرات المطلوبة.

معرض التوجيه السنوي
وحول نشاط المركز الأساس والذي يميزه للسنة الرابعة على التوالي، يقول زلزلي "أن الطالب يحتاج إلى تواصل مباشر مع الجامعات، ومع أصحاب الاختصاصات، وهذا المعرض يشتمل على أربعة أقسام مهمة: القسم الأول: قسم التوجيه العام: ويقوم بتعريف الطالب على الأسئلة التي يجب أن يطرحها على أصحاب الاختصاص والجامعات. القسم الثاني: قسم الاختبارات الالكترونية: حيث يتعرف على ذاته وميوله. القسم الثالث: يعرفك على أهم الجامعات في لبنان، معادلاتها، اختصاصاتها، حسوماتها… القسم الرابع: قسم القطاعات المهنية: قطاع الإعلام، العلوم الهندسية، العلوم الإنسانية، العلوم الصحية، والطبية، إدارة الأعمال… علماً أنه يبلغ عدد زوار المعرض ما يقارب الإثني عشر زائر من الطلاب والمهتمين.
مشاكل التوجيه المهني: ولأن المركز الإسلامي متخصص بشؤون التوجيه المهني والإرشاد، فمن الطبيعي أن تعترضه الملمات. وحول هذه المشاكل والملمات يحدثنا زلزلي قائلاً: "أنها عديدة، ومنها: قلة وعيّ المدراء وعدم اكتراثهم لمسألة إرشاد الطالب، إضافة إلى تأثير الأهل على الطلاب بالنسبة لموضوع اختيار الاختصاص، وصولاً إلى جهل الطلاب لقدراتهم ومؤهلاتهم".
ويختم مدير المركز المهندس علي زلزلي حديثه بالتطرق إلى مساوىء الجامعات في لبنان معتبراً أن بعض الجامعات تخرج طلاباً ليسوا مؤهلين لدخول سوق العمل، عدا عن أن الكثير من هذه الجامعات لا يمتلك مراكز أبحاث، إضافة إلى غياب الدراسات العليا الفعلية".
ويبقى للمركز الاسلامي دوره المهم والمحوري في توجيه الطالب وإيصاله إلى برّ الأمان، في وقت أصبح ذهن الطالب اللبناني مشغولا بكيفية تأمين لقمة عيشه قبل الشروع بإكمال دراسته الجامعية. 

السابق
السفير: ميدفيديف نؤيّد قراراً دولياً متوازناً لا يتضمن عقوبات
التالي
ويكيليكس عن إلياس المر لفلتمان: والدي ساذج !