الاخبار: خطة باسيل.. الحل يبحث عمن يتبنّاه

حتى ساعة متأخرة من ليل أمس، كانت مكوّنات الأكثرية النيابية تبحث عن تسوية لخلافاتها على سبل تمويل خطة الكهرباء. وسيجتمع مجلس الوزراء اليوم، على أمل التوصل إلى اتفاق يخرج الحكومة من حالة تصريف الأعمال

حتى مساء أمس، كان الإنجاز الوحيد للحكومة هو قدرتها على الاستمرار في الاجتماع، من دون الوصول إلى حد تصريف الأعمال. فأحد مكوّنات الأكثرية الجديدة كان يعرض فكرة إرجاء جلسة مجلس الوزراء اليوم، إذا لم يُتوصّل إلى تسوية بشأن إقرار خطة الكهرباء. لكنّ شركاء الحكومة الآخرين، وخاصة فريق 8 آذار والتيار الوطني الحر، رفضوا ذلك، مصرّين على عقد جلسة يُستكمل خلالها البحث في ملف الكهرباء. وعلى هذا الأساس، ستُعقَد الجلسة اليوم، بعدما قطعت المفاوضات بين الأطراف المختلفة شوطاً مهماً حوّل التشاؤم الذي ساد خلال الأيام الماضية إلى تفاؤل ليل أمس بقرب التوصل إلى اتفاق. فقد عرض «الوسطاء»، وخاصة حزب الله، تسوية تقضي بتلبية مطالب التيار الوطني الحر لناحية تمويل خطة الكهرباء، والحرص في الوقت عينه على تلبية مطالب فريق الرئيس نجيب ميقاتي بتجزئة التمويل. والخلطة السحرية تنص على ضمان تأمين الأجزاء الإضافية من التمويل من الدولة اللبنانية، إذا لم تتوافر الأموال التي تعد الصناديق العربية بتقديمها إلى لبنان.
وحتى ساعة متأخرة من ليل أمس، كانت المفاوضات لا تزال جارية بهدف التوصل إلى تسوية من وحي ما ذُكِر، علماً بأن رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون لم يقفل الباب أمام أي تسوية حين طالب، بعد اجتماع التكتل أمس، الحكومة بتسديد الاعتمادات «وموّلوا المشروع من حيث تشاؤون، من الشياطين حتى!». ورأى عون أن الاعتراض على خطة الكهرباء لا يعدو كونه محاولة لتطويق تياره، وهم «يريدون أن يبتاعوا الكهرباء بالدولار الرمزي». وقال إنه متساهل مع «كل ما يُطلب منا، إلا إذا كان يضرب الخطة»، معلناً انفتاحه على كل ما لا يمسّ «جوهر الموضوع». وفي ردّ على ما قاله رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عن كون عون قدّم اقتراح قانون من صفحة وحيدة، ذكّر «الجنرال» بأن وزراء القوات وافقوا على المشروع ذاته، وكذلك تيار المستقبل الذي «لو لم يكن كيدياً، لبقي ملتزماً بقراره الأول وبدعمه الأول للخطة، وتسمعون ماذا كان رأيهم في الخطة على التلفزيون، لأن الكهرباء هي أيضاً لهم، لعكار المهملة، لشوارع طرابلس التعيسة، لصيدا، للجنوب، للبقاع، لكل المناطق!». أضاف عون أن البعض يحاول «التلميح إلى عمولة ما، والمشكلة فيهم كلهم أنهم يعتبروننا مثلهم ويعكسون صورتهم علينا».
وفي مؤتمره الصحافي، كرر عون تشكيكه في ما استند إليه الحكم الصادر بحق العميد المتقاعد فايز كرم الذي أدانته المحكمة العسكرية يوم السبت الفائت بجرم التعامل مع الاستخبارات الإسرائيلية، متسائلاً عمّا استندت إليه المحكمة لإصدار حكمها، وخاصة «في ظل غياب أي دليل حسّي»، على حدّ قول عون.
في المقابل، رأت كتلة المستقبل النيابية أن «الحكم الصادر بحق فايز كرم نتيجة تعامله مع العدو الإسرائيلي يستدعي من التيار العوني المسارعة إلى التنصّل منه بسبب خيانته الوطنية». وتساءلت الكتلة «عن مدى معرفة قيادة التيار بما كان يقوم به فايز كرم لمصلحة إسرائيل، وهل كانت هذه الصلات مع العدو حقيقة عملاً فردياً، وإلا ما هو تفسير هذه المحاولات البائسة واليائسة التي يقوم بها أعضاء التيار لتبييض صفحة هذا العميل والدفاع عنه؟».

وتوقفت الكتلة في البيان الذي تلاه النائب خالد ضاهر، بعد اجتماعها في منزل الرئيس سعد الحريري في وسط بيروت، عند قضية خطة الكهرباء التي يسعى وزير الطاقة جبران باسيل إلى إقرارها، متهمة باسيل بـ«ممارسة الابتزاز». ومجدداً، تجاهلت كتلة المستقبل أن الخطة التي يعرضها باسيل تبنّتها بالإجماع حكومة الرئيس سعد الحريري، التي كان من بين أعضائها نواب من كتلة المستقبل نفسها.
ولم تقتصر مداولات نواب المستقبل على الشؤون اللبنانية، بل تعدّتها إلى القضايا الإقليمية، لكونها، على ما ورد في بيانها، «استعرضت تطورات الأوضاع في سوريا»، متوقفة «أمام حجم أعداد الضحايا والشهداء من السكان المدنيين الأبرياء والعزل الذين يسقطون يومياً في المدن السورية نتيجة أعمال القمع والقتل». وتوجهت «بالتحية والإكبار لأرواح شهداء الثورة السورية الأبرار والأحرار والأبطال».
وعلى الصعيد الشرق أوسطي أيضاً، عاد النائب وليد جنبلاط من زيارته لليبيا التي دامت أقل من 12 ساعة، وكان برفقته فيها وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور ونائب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي دريد ياغي وعضو مجلس القيادة بهيج أبو حمزة. وفي مدينة بنغازي، التقى جنبلاط رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل. وقال جنبلاط إن «السلطات الليبية لن تتأخر عن المساعدة في كشف ملابسات قضية اختفاء الإمام موسى الصدر ورفيقيه».

السابق
البناء: المراوحة سيّدة الموقف وتساؤلات حول مسار جلسة اليوم
التالي
عن المنتجعات في الجنوب: الشاطر…طلع مش شاطر