البناء: حزب الله: لاستغلال صبرنا حدود ويد الخارج ستُقطع وخطة الكهرباء تنتظر المخارج قبل الأربعاء واجتماع في السراي اليوم

تنشط الاتصالات والمشاورات اعتباراً من اليوم، مع انتهاء فرصة الأعياد وعطلة نهاية الأسبوع، حيث من المتوقع أن تتحرك الجهود والمساعي بحثاً عن مخارج وحلول لخطة الكهرباء قبل ساعات من انعقاد جلسة مجلس الوزراء المقررة يوم بعد غد الأربعاء.
ومع عودة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من باريس مساء أمس، ينتظر أن يرأس بعد ظهر اليوم في السراي الحكومي اجتماعاً مخصصاً لبحث خطة الكهرباء، يحضره عدد من الوزراء، فيما رجحت مصادر سياسية مطلعة أن تسبقه اتصالات يقوم بها كل من المعاون السياسي للرئيس بري النائب علي حسن خليل والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين خليل. كما أشارت إلى أن هذه الاتصالات ستستمر بعد الجلسة إذا كان هناك من حاجة لمزيد من الاتصالات.
اجتماع مسائي
وقد عقد مساء أمس اجتماع في منزل المدير العام الأمن العام عباس ابراهيم ضم ممثلين عن حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر وبحضور النائب وليد جنبلاط بعد أن كان قد سبقه اتصالات على أرفع مستوى في إطار التوصل إلى صيغة مقبولة من الجميع نسبة إلى ما كان قد عرضه الرئيس بري في وقت سابق مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي.
وقد نقل الزوار عن رئيس المجلس أمس أن موضوع الكهرباء يعني كل اللبنانيين ومطلوب إيجاد مخرج لهذا الأمر.
لكنه طمأن أن لا خوف على الحكومة، مشدداً على أن تعمل من أجل معالجة الملفات الحيوية ومنها موضوع النفط بالإضافة إلى موضوع الكهرباء وكذلك التعيينات الإدارية.
وحسب المعلومات المتوافرة لـ"البناء" فإن هناك أفكاراً يجري جمعها لتشكل صيغة كاملة تتناول التمويل والتنفيذ، وأن هناك حرصاً على أن تكون هذه الصيغة جاهزة أمام مجلس الوزراء الأربعاء، خصوصاً أن المعارضة أخذت تستغل هذا الموضوع أكثر فأكثر في محاولة التصويب على الحكومة والتشويش عليها. وان هذا الأمر كان موضع تداول ومشاورات في اتصالات جرت بين أركان الأكثرية في الأيام القليلة الماضية.
أوساط ميقاتي
وذكرت الأوساط القريبة من رئيس الحكومة أن الأجواء ليست بالسلبية التي يجري تداولها في وسائل الإعلام، وإن كانت هناك حاجة الى مزيد من الاتصالات والمشاورات للتفتيش عن مخارج لبعض الأمور. وأوضحت أن الساعات المقبلة التي ستسبق جلسة مجلس الوزراء ستشهد حركة اتصالات نشطة في هذا الخصوص.
وذكرت أوساط إعلامية أن التباين القائم يتمحور حول أربع نقاط: أبرزها مطالبة وزراء جبهة النضال الوطني وآخرين محسوبين على الرئيس ميقاتي بأن توضع آلية الصرف لخطة الكهرباء بيد الحكومة وأن تُشكّل أيضاً الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء.
ولوحظ أن حزب الله الذي يؤدي دوراً أساسياً في الوصول إلى مخارج للخلاف على خطة الكهرباء أعلن أمس على لسان الوزير محمد فنيش أن "من يراهن على تصدع في الصف الحكومي يراهن على فراغ".
يذكر في هذا السياق، أن العماد ميشال عون ووزراء تكتل التغيير والإصلاح كانوا قد حذروا من القيام بخطوات سلبية تتعلق بمشاركتهم في الحكومة.
جنبلاط وخطة الكهرباء
من ناحيته، رأى رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط أن الخلاف على خطة الكهرباء تقني صرف ولا خلفية سياسية له، داعياً إلى انتظار السابع من أيلول لبت هذا الموضوع. وقال: "لقد اتفقنا على مقاربة تقنية ومالية سنقدمها بالاشتراك مع نواب حزب الله".
نحاس
وبدوره، قال الوزير شربل نحاس إن تكتل التغيير والإصلاح بانتظار جلسة السابع من أيلول، ولا تبديل ولا تغيير في موقفنا من هذا الملف. أضاف: "نحن متمسكون إلى أبعد الحدود بالخطة التي وضعها الوزير جبران باسيل، ولن نتراجع عنها مهما كلف الأمر. ورأى أن كل ما يحكى عن مقترحات لتقريب وجهات النظر أو لتشكيل هيئة رقابة، لا أساس له من الصحة. وفي حال عدم الموافقة على الخطة لكل حادث حديث".
رعد يرد على حملات المعارضة
في هذا الوقت، أطلق رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد مواقف واضحة ردّ فيها على الحملات المشبوهة التي تتعرض لها المقاومة والجيش وقال: "هناك معارضة مدعومة ولها مشروعها التخريبي في البلد وترفع شعارات تتناغم مع السياسات الخارجية التي يريدها الخارج للبنان. ونحن نقول وبكل صراحة، الذي لا يزال يدغدغ اوهامه واحلامه بالرغبة في ان نتخلى عن سلاح المقاومة، لم تعد هذه الدغدغة صادرة عن براءة في فهمنا على الاقل".
ولفت الى أننا "نقول وبكل صراحة، من يستهدف نزع سلاح المقاومة والتشويش عليه انما هو جزء من الآلة التي تخدم المشروع الاميركي ـ "الإسرائيلي" من اجل الهيمنة على لبنان واعادة الاحتلال "الإسرائيلي" اليه".
أضاف اننا "نقول ان الجيش والمقاومة عنصرا قوة للبنان ويزدادان قوة اذا ما ازداد احتضان الشعب لهما، فأي تعرض للمقاومة هو تعرض للجيش، واي مس بالجيش هو تفريط بالمقاومة".
وأوضح أن "هناك اناساً في لبنان اصبحوا بلا وعي. عندما خرجوا من السلطة تحولوا الى مجانين. اصبح قدس اقداسهم ان يدمروا البلد من اجل ان يعودوا الى السلطة، الى متى ذلك ؟ نقول اذا كان هناك احد يستغل صبرنا وتسامحنا فهذا له حدود"، مضيفاً: "انا اقول لكم ما هو السقف العام لهذا الصبر! طالما اننا قادرون على المحافظة على وحدة بلدنا وقوته بصبرنا سنبقى صابرين، ولكن اذا رأينا ان الامور سوف تمتد من الخارج الى داخل البلد، هذه اليد سوف نقطعها".
من جهته، رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق أن "حملات التحريض والافتراء من فريق "14 آذار" ضد المقاومة وصلت إلى ذروتها ولكنها فقدت كل قيمتها، فما استطاعوا أن يحجبوا إشراقة المقاومة ولا أن يهزوا حرفا من أحرفها وهي تمضي في مسيرتها بقوة وتألق وعزة وعنفوان وكرامة، ولا يضيرها أبدا عويل وصراخ الخائبين المفلسين، وكل هذه الحملات المسعورة تتكسر على أعتاب شموخ جبل المقاومة في لبنان".

تراجع كبير في حركة الاحتجاجات
أما على صعيد الوضع في سورية، فقد لاحظ الكثير من المراقبين تراجع حركة التظاهرات والاحتجاجات في الفترة الأخيرة على الرغم من حملة التحريض وتزوير الوقائع التي تمارسها بعض القنوات الفضائية خاصة "الجزيرة" و"العربية" ومعهما أقنية تابعة لما يسمى المعارضة السورية، إضافة إلى بيانات وهمية تصدر عما يسمى "تنسيقيات المعارضة" أو أشخاص مجهولين يدعون في اتصالات مع هذه الأقنية بأنهم من "نشطاء المعارضة".
وفي هذا الوقت، واصلت المجموعات الإرهابية عمليات الاعتداء والقتل وكان آخرها تعرض أحد الباصات لاعتداء من هذه المجموعات أدى إلى استشهاد تسعة عسكريين ومدنيين.
الحوار الوطني اليوم في المحافظات
إلى ذلك، من المنتظر أن يبدأ الحوار الوطني اعتباراً من اليوم في كل محافظة من المحافظات السورية بموجب دعوات موجهة باسم اللجان التحضيرية حيث سيصار إلى مناقشة كل القضايا التي تخص الواقع السوري تمهيداً لرفعها إلى مؤتمر الحوار الوطني الذي سينعقد في 20 الشهر الحالي.
وفي هذا الوقت، أعلن أمس عن موافقة سورية على زيارة الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إلى دمشق. وأوضح العربي أن سورية ترحب بزيارته المتوقعة هذا الأسبوع. وقال في مؤتمر صحافي عقده أمس في القاهرة إنه قد "يزور سورية هذا الأسبوع للتعبير عن القلق العربي إزاء ما يحصل هناك". أضاف انه: "سيتحدث بكل صراحة عن الوضع في سورية".
لقاء المعلم ورئيس الصليب الأحمر
إلى ذلك، التقى وزير الخارجية السوري وليد المعلم صباح أمس مع جاكوب كلينبرغر رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر وأعضاء الوفد المرافق حيث شرح لهم الاوضاع الراهنة في سورية وما تقوم به التنظيمات المسلحة من تدمير وتخريب وقتل وترويع للمواطنين .
واستعرض المعلم مع كلينبرغر جهود الحكومة لإعادة الامن والاستقرار الى البلاد وتعزيز مسيرة الإصلاحات التي أعلن عنها الرئيس بشار الأسد.
وفند المعلم للوفد الضيف مزاعم القنوات الفضائية التحريضية التي تخدم أجندات خارجية تهدف الى محاولة النيل من أمن سورية واستقرارها وسيادتها وقرارها الوطني المستقل .
وقد أبدى كلينبرغر ارتياح اللجنة الدولية للصليب الأحمر للإجراءات التي تقوم بها القيادة السورية في تحمل مسؤولياتها للدفاع عن حياة مواطنيها وما ابدته من تسهيلات كبيرة خلال زيارة وفد اللجنة الدولية إلى سورية.
في هذا السياق، أدانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان دعوة بعض أطراف "المعارضة" للتسليح، مبينة أن هذه الدعوات لا تنسجم مع ثقافة المجتمع السوري وأن لغة التسامح وطاولة الحوار والانطلاق من الداخل هي الأرضية الأساسية لأي حل يمكن أن يطرح مع الأخذ بعين الاعتبار أن لا مشكلة لولا التدخلات الخارجية.
وأكدت الشبكة أن المؤسسات الدولية كمجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة لو جسدت دورها الحقيقي وطبقت مواثيق التأسيس الخاصة بها لما احتل العراق ولما تدخلت الدول الغربية في أفغانستان وليبيا ولما كانت هناك مشكلة الآن في سورية ولحلت قضية فلسطين من عقود.
إرهاب المجموعات المسلحة
على الصعيد الأمني، كان الأبرز في الساعات الماضية قيام مجموعة إرهابية مسلحة بالهجوم على باص ما أدى إلى استشهاد تسعة عسكريين ومدنيين وإصابة 17 آخرين.
وأعلن مصدر عسكري سوري مسؤول أن مجموعة إرهابية مسلحة قامت صباح أمس بنصب كمين على محور سلحب خطاب بالقرب من مدينة محردة جسر الساروت وفتحت نيران أسلحتها الرشاشة عند السابعة صباحاً على باص مبيت يقل عدداً من الضباط وصف الضباط والعاملين المدنيين التابعين لإحدى رحبات الإصلاح في المنطقة الوسطى ما أدى إلى استشهاد ضابط وخمسة صف ضباط وثلاثة موظفين مدنيين يعملون في الرحبة المذكورة، إضافة إلى إصابة سبعة عشر آخرين بجروح مختلفة جروح بعضهم خطيرة. وقد لاذ المجرمون بالفرار بعد أن أمطروا قافلة المبيت بوابل من الرصاص.
وأضاف المصدر أن دورية أمنية قامت بملاحقة القتلة على طريق حماه ـ الغاب حيث جرى اشتباك مسلح مع أربعة من الإرهابيين الذين كانوا يستخدمون سيارة "بيك اب" حكومية سرقوها أول من أمس من المركز الإذاعي والتلفزيوني في مدينة سراقب.
وأشار المصدر إلى أن الاشتباك أسفر عن جرح أحد عناصر الدورية الأمنية ومقتل ثلاثة مسلحين وإصابة الرابع بجروح خطيرة واستعادة سيارة الـ"بيك أب" الحكومية المسروقة وبداخلها أربع بنادق آلية كلاشينكوف وكمية كبيرة من القنابل والمتفجرات والأدوات الطبية.
وكانت قناة الـ"ANB" قد ذكرت أمس انه "ألقي القبض على 3 مسلحين في منطقة وادي خالد على الحدود اللبنانية السورية وبحوزتهم أسلحة رشاشة".
مصير محامي حماه المختطف
إلى ذلك، أكد مصدر أمني في حماه لصحيفة "الوطن" السورية أن محامي عام حماه عدنان محمد البكور، الذي اختطفته مجموعة إرهابية الإثنين الماضي على مشارف قريته كرناز، موجود في منطقة جبل الزاوية في محافظة إدلب.
وأضاف المصدر: إن خاطفي البكور قاموا بنقله إلى جبل الزاوية إمعاناً في التضليل والتمويه، مؤكداً أن الجهات الأمنية المختصة تواصل تعقب ورصد تحركات المسلحين لتحرير البكور.
وشدد المصدر على أن كل ما قيل عن استقالة البكور وانشقاقه عن الصف الوطني هو افتراء على الرجل المعروف بوطنيته، وحرصه على تطبيق القانون، وخدمة الناس.
ادعاءات "الجزيرة" وتحريضها
في هذا الوقت، تواصل أقنية الفتنة والتآمر على سورية ودورها القومي حملات التحريض وتزوير الحقائق وصولاً إلى الدعوة الى الفتنة ومزيد من الأعمال الإرهابية التي تقوم بها المجموعات المسلحة. وهذا ما يمكن التأكد منه يومياً عبر ما تبثه قناتا "الجزيرة" و"العربية" اللتان لا دور لهما سوى بث التحريض والفتنة وفبركة التظاهرات والادعاء بقيام القوى الأمنية بقمع هذه التظاهرات.
ووصلت الأمور بقناة "الجزيرة" أمس إلى الادعاء أن طائرات حربية حلقت فوق مدينة الرستن.
وزعمت أيضاً أن عشرة قتلى سقطوا خلال ساعات في عدد من التظاهرات، وذلك كعادتها عمن تصفهم "ناشطين" وهم في الحقيقة أسماء مزورة يتحدثون من مناطق غير المناطق التي يدعون حصول حوادث فيها وفي معظم الأحيان يتحدثون من خارج سورية.
حملة الابتزاز الأميركية
إلى ذلك، واصلت واشنطن محاولات تحريض حلفائها الغربيين على اتخاذ مزيد من خطوات الابتزاز ضد سورية تحت عنوان: "العقوبات". وأعربت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند عن ترحيبها بقرار "العقوبات الاوروبية الاضافية الصادر يوم الجمعة الماضي حول حظر النفط واضافة مسؤولين وهيئات سورية جديدة الى لائحة المستهدفين بحظر السفر وتجميد الارصدة"، مدعية أن "العقوبات رسالة واضحة وقوية الى الرئيس السوري بشار الاسد بضرورة انهاء اعمال العنف والسماح ببدء عملية الانتقال السلمي للسلطة".
وفي سياق تحريك الأدوات الأميركية كرر السيئ الصيت عبد الحليم خدام دعوته الى التدخل الأجنبي في سورية تحت زعم "توفير حماية دولية للمتظاهرين". ولم ينسَ خدام التحريض على استخدام العنف من قبل المجموعات المسلحة محذراً مما وصفه "تفاقم الأوضاع وتطورها إلى نزاع مسلح بين المحتجين وأجهزة الدولة".
كذلك صدر موقف مماثل عمن يسمي نفسه رئيس مجلس الكونغرس السوري ـ الأميركي لؤي صافي والمعروف عنه ارتباطاته الخارجية خاصة مع الاستخبارات الأميركية حيث أشار إلى أن ما يسمى "المجلس الوطني سيجتمع خلال عشرة أيام للإعلان عن أسماء أعضائه".
ومن الملاحظ أن مواقف خدام وصافي جاءت في مقابلات خاصة مع جريدة "الشرق الأوسط" السعودية التي تقوم هي أيضاً بحملة تحريض وافتراءات ضد سورية ودورها.

السابق
سلامات يا علي!
التالي
عميل ونقطة على السطر