باسيل: لن تستقيم دولة ويقوم بلد اذا كانت حقوق الناس تخضع للمحاصصات

  أقام وزير الطاقة والمياه المهندس جبران باسيل مأدبة افطار في دارته في البترون على شرف حشد كبير من رجال الدين والفاعليات وأبناء القضاء، بحضور المطران يوسف ضرغام، مسؤول "حزب الله" في الشمال إمام بلدة رشكيدا الشيخ رضا احمد، إمام بلدة دير بللا وجوارها الشيخ حمد فايز محمد، مستشار وزير الشباب والرياضة المحامي عادل الحلو، رئيس بلدية البترون مرسلينو الحرك، مدير منشآت النفط في طرابلس معن الحامدي، مدير كهرباء قاديشا عبد الرحمن المواس ومئات المدعوين.

الشيخ احمد

بعد النشيد الوطني وكلمة ترحيب بالحضور من المحامي نجم خطار، كانت قصيدة شعرية من الشاعر سعد الله شلق، فكلمة مسؤول "حزب الله" في الشمال إمام بلدة رشكيدا الشيخ رضا احمد، شكر في بدايتها الوزير باسيل على الالتفاتة الطيبة في الشهر المبارك وقال: "الصيام فرض على كل الامم، على اليهود والمسيحيين والمسلمين والهدف من هذا الصيام، هو ان الله أراد ان ننصهر حبا فيه وفي البشر لنصل الى مرحلة نتقي فيها الله، ونحن في منطقة البترون لا نميز بين سني او شيعي او مسيحي، ولا بين اي دين او طائفة من الطوائف، إنما نحترم الانسان كل الانسان، وهدفنا خدمة هذا الانسان وبناؤه لان الله وصانا خيرا بالانسان، وبان ننفع كل الناس وان اجتماعنا اليوم في هذا الدار الكريم هو كطبق من الورد والزهر تعددت ألوانه ففاحت منه العطور وزكت مسكا وعنبرا، هذا ما يبتغيه الله منا، ان نتوحد" .

أضاف:" عنيت بالطبق من الورود، التنوع الموجود وهو تنوع خير، واليوم ونحن نجتمع في هذا المنزل نسأل الله ان يطيل عمرك يا معالي الوزير، وان يوفقنا جميعا لما يحب ويرضى، ويهاجموننا اليوم بموضوع السلاح بين أيدي المقاومة، وقد رأيناه حمى كل لبنان، هذا السلاح هو لحماية المسيحي والمسلم والسني والشيعي وكل لبنان، ولحماية غاز لبنان ونفطه وكل ذرة من ترابه، ونفدي لبنان أرواحنا فداء من اجل وطننا" .

باسيل

بدوره، رحب باسيل بالجميع فردا فردا في دارته في البترون، معتبرا هذا اللقاء تقليدا سنويا، آملا المحافظة عليه، مذكرا بما تقوم به بلدة رشكيدا بمناسبة عيد الميلاد حيث تدعو أهل المنطقة، مسلمين ومسيحيين، للاحتفال سويا، وأمل ان "يكون هناك تقليد سنوي ايضا في بلدة راسنحاش العزيزة وعلى طريقة أهلها وبالفكرة التي تناسبهم فنجتمع على ارض هذه البلدة الكريمة" .

وقال: "ان العالم كما تعلمون يعيش اليوم تناقضات كبيرة، تبدأ بلون الانسان وعرقه وقوميته وفكره وعقيدته وديانته ومذهبه، وان عيش هذه التناقضات يزيد من هذه الصراعات ويفاقمها ويولد حروبا وفتنا، والمشكلة تتمحور حول فكرة وحيدة هي الاعتراف بالآخر، واذا كنا نقبل بالآخر المختلف عنا او لا نقبل، وان ما يميزنا في لبنان منذ نشأته، اننا عرفنا في لبنان وفي مراحل معينة ان نستفيد ونكتنز من اختلافاتنا وتمايزاتنا، وفي مراحل اخرى سوداء حولناها الى بؤر للفتن والمشاكل والحروب" .

أضاف:" ان العالم بأكمله يعيش ظواهر عدم الاعتراف بالآخر، لذلك ان ما تطور وتفاقم فيه هو حالات عدم الاعتراف بالآخر مما أدى الى خلق حالات من التطرف القاتل، وهو يأخذ أشكالا متنوعة في العالم، وقد اعتدناه في لبنان عند فئة تسمى "بالانعزالية" وعند اخرى "بالاصولية"، ولكن التطرف اليوم أكثر وأكثر لم يعد لديه دين، نجده في الدين اليهودي والاسلامي والمسيحي، وآخر ظاهرة وجدناها في النروج وتتكرر احيانا في اميركا، وهي شكل من أشكال التطرف المسيحي، وشهدنا جميعا على هذا التطرف في لبنان، ونحاول ضمن سياسة مختلفة عن سياسة التصادم ورفض الآخر ان نطور سياسة التفاهم وقبول الآخر التي تؤدي الى سياسة وحدوية وسياسة التفاهم" .

أردف باسيل: "ان التحدي الاول المفروض علينا هو رفض حالات التطرف، الذي بأشكاله المختلفة، نجد أطرافه يتحالفون اما موضوعيا او بشكل ظاهر وفاضح كما هو حاصل في لبنان، وهم يتحالفون حاليا بكرههم للجيش، حيث تربوا على ثقافة كرههم للجيش اللبناني وقتله، وهم يطورون ثقافة التحريض المذهبي والطائفي والتحريضي على بعضنا البعض وانها أكبر وأخطر ظاهرة تواجه لبنان واللبنانيين، وهذه مسؤوليتنا جميعا بان نواجهها، وهذا هو التحدي الأكبر المطروح اليوم علينا" .

وتابع باسيل: " اما التحدي الثاني فهو ان ننزع حقوق شعبنا من المحاصصة السياسية التي يعيشها، وكلنا نعمل بالسياسة، وليس عيبا بل فضيلة ان يكون الانسان مسيس ولديه رأيه السياسي ويدافع عنه، ولكن ما هو غير طبيعي، ان ليس بالإمكان ان تستقيم دولة ويقوم بلد، اذا كانت حقوق الناس تخضع للمحاصصات والتوزيعات السياسية، وعندما تصبح حقوق شعب منة من المسؤول يفقد هذا الشعب كرامته ويخضع للمزاجات السياسية، وان كل ما تقوله هو ان حق الناس بالكهرباء والمياه والنقل هو حق مكتسب وواجب على المسؤول تأمينه، ووصلنا الى درجة من الانحدار انه اذا سعينا بكل ما أوتينا من قدرة لتأمين الكهرباء للمواطنين، يصبح الامر إنجازا في الوقت الذي هو واجب حيث انه من واجبات المسؤول ان يؤمن للمواطنين حقوقهم، وان هذا الموضوع يجب الا يكون مسيسا، فحقوق المواطنين يجب ان تؤمن للجميع من دون تمييز او تفرقة لا بالمذهب ولا بالمنطقة ولا بالانتماء السياسي، ولا يقوم البلد اذا لم نصل الى هذا المستوى من الفكر ويقولون لنا ان"البلد مركب هكذا"، ولا يمكنكم تغييره عبر محاولة إقناعنا بالرجوع عن فكرة معينة، نقول ان البلد قد وصل الى هذا المستوى من الانحدار لانه "مركب هكذا"، وكل احد يقتطع جزءا من المساحة او الجغرافيا او المواطنين او من الحقوق، ويصبح بذلك كل حق عمومي مخصص لفريق او لطائفة او لمنطقة، وان هذا هو التحدي الأكبر المطروح أمامنا" .

وقال: "اما التحدي الثالث فهو الوصول الى مجتمع يميز بين الفاسد والصالح، بين الآدمي والحرامي، وفي مجتمع يتساوى فيه الجميع، القاتل مع البريء، ويسمح القاتل لنفسه باتهام البريء، والسارق ان يتهم "الآدمي" من دون ان يرجم من شعبه، نكون ايضا نعيش في مرحلة من الانحطاط، وعندما يسمح لنفسه اي انسان تاريخه وسجله معروف ان يتهجم على انسان آخر، كائنا من يكون هذا الانسان ولأي طائفة انتمى، هذا يكون انحطاطا معمما على جميع الطوائف، فالفساد ليس له لا طائفة ولا مذهب ولا منطقة، وكذلك فان الآدمية والاصلاح ليس لهم لا طائفة ولا مذهب ولا منطقة" .

واكد "اننا نخلص لبنان عندما يجتمع حزب "الأوادم والاصلاحيين" سويا على القضايا المحقة، وتبقى اختلافاتهم السياسية حيث هم احرار فيها، فيرضون بلدهم ومجتمعهم وحياتهم السياسية، ولكن لا يجوز خلط مواضيع الفساد بمواضيع السياسة، فالدولة التي تريد ان تحمي فسادها بالمذهبية والتحريض الطائفي هي دولة لا يمكنها ان تقوم وتستمر" .

وأمل باسيل من خلال هذا اللقاء "النموذج" في منطقة البترون "ومع اختلافاتنا السياسية، ان نحافظ دائما على احترامنا لبعضنا البعض، واحترام حق غيرنا باختلافه عنا، وعلى هذا الاساس نبقى نعيش السلام والطمأنينة، والبترون بشكل خاص معروفة بانها منطقة السلام على أمل ان تتحول السكينة فيها الى صخب إنمائي واقتصادي وحيوية سياسية دائمة فيبنى فيها السد والطريق والمستشفى والجامعة وكافة مظاهر الحياة الكريمة التي نشعر من خلالها اننا نأخذ حقوقنا كمواطنين وكبترونيين".

وفي الختام، شارك الجميع في الإفطار الذي أقامه الوزير باسيل. 

السابق
جميل حايك: المقاومة والجيش معادلة ذهبية لن نفرط بها
التالي
علي فضل الله: ندعو المجتمع إلى ثقافة احتضان ذوي الحاجات الخاصة واحترامهم