النهار: لثوار دخلوا باب العزيزية ولا أثر للقذافي والمجلس الانتقالي إلى طرابلس والأطلسي مستمر

في خمس ساعات، سقط باب العزيزية، المقر – الرمز، فانتهى حكم معمر القذافي الذي دام 42 سنة، وإن تكن لا تزال فلول كتائبه تقاوم في بعض أحياء طرابلس، وان يكن هو لا يزال في مكان مجهول، وسط ترجيحات انه في طرابلس. أما المرحلة المقبلة، وفيها الكثير من الغموض، فتبدأ اليوم، مع الوصول المتوقع لأعضاء "المجلس الوطني الانتقالي" من بنغازي إلى طرابلس.

الأسوار الخضر للمقر الذي كانت تحميه كاميرات بالأشعة ما فوق الحمراء وأجهزة استشعار متطورة، وفيه ثكن ومبان سكنية وملعبان لكرة المضرب، سقطت في أيدي الثوار على وقع هتافات "الله أكبر"، بعد مواجهات استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمدفعية والصواريخ. وتسلق أحدهم التمثال الشهير الذي يمثل يداً ذهبية عملاقة تقبض على نموذج لطائرة أميركية من تلك التي قصفت المكان عام 1986. ومن قمة التمثال الذي صار رمزاً لحكم القذافي، أطلق المقاتل النار ابتهاجاً بسقوط نظامه.

وجال الثوار في المكان وبدت فيه آثار دمار أحدثتها الغارات الجوية لحلف شمال الأطلسي، وكانت في بعض أرجائه جثث لأنصار للقذافي. وكانت خيم استخدمها القذافي لاستقبال ضيوف أجانب تحترق. حمل ثائر جهاز تلفزيون وقال إنه يعود إلى "الشعب الليبي". وصعد آخرون إلى شرفة "بيت الصمود" التي أطلق منها القذافي خطبه النارية متحدياً الغرب، وأبناء شعبه بعيد انطلاق الانتفاضة الشعبية في 17 شباط، ورفعوا علم الثوار. وعثر في أنحاء المجمع على بنادق لا تزال مغلفة في صناديق. وانصرف كثير من المقاتلين في شاحناتهم بعدما ملأوها بأسلحة وذخائر مصادرة.

  موزاة الاعتراف الدولي المتزايد بالمجلس، قال الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز: "لا نعترف الا بحكومة واحدة، حكومة معمر القذافي. نجدد تضامننا مع الشعب الليبي الشقيق المعتدى عليه".
ولم يستبعد ثوار أن يكون القذافي لا يزال في المجمع، "تحت الأرض، كالجرذان، كما وصفنا هو". وفي كل الأحوال، ان المجمع مكان شاسع، وحتى مساء أمس كان بعض أجزائه لا يزال تحت سيطرة أنصار القذافي.
وفي أنحاء أخرى من طرابلس، أعلن الثوار سيطرتهم على مطار المدينة والتلفزيون الرسمي، ورفعوا علمهم فوق المبنى.

وفي بنغازي، صرح الناطق العسكري باسم الثوار العقيد احمد عمر باني بأن "باب العزيزية بات تحت سيطرتنا كاملاً، العقيد القذافي وأبناؤه لم يكونوا في المجمع. لا أحد يعلم أين هو". وتحدث عن وجود نحو ألفي مقاتل من الثوار في العاصمة التي يسيطرون على 80 في المئة منها. وأضاف أن الثوار سيطروا على رأس لانوف النفطية الواقعة على الطريق الى مدينة سرت، مسقط القذافي. وأمل في وصول قريب للثوار إلى بلدة بن جواد شرق سرت، في منتصف الطريق تقريباً بين بنغازي ومصراتة.
وبعدما أعلن "المجلس الوطني الانتقالي" الاحد اعتقال سيف الاسلام، نجل القذافي وخليفته المفترض، ظهر الأخير ليل الاثنين – الثلثاء في فندق "راكسوس" حيث مقر إقامة الصحافيين الأجانب، وفي باب العزيزية نفسه.

العالم

وعلى الصعيد الدولي، أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في اتصال هاتفي مع نظيره الاميركي باراك اوباما ان البلدين "سيواصلان جهدهما العسكري" في إطار حلف شمال الأطلسي الى ان يستسلم "القذافي ومعسكره".
واقترحت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية كاثرين آشتون الثلثاء ان تعقد مجموعة القاهرة التي تضم الاتحادين الاوروبي والافريقي وجامعة الدول العربية اجتماعاً الجمعة في نيويورك للبحث في الوضع في ليبيا. وأشارت إلى استعداد الاتحاد الاوروبي لتحرير الأرصدة المجمدة للنظام الليبي لمصلحة "المجلس الوطني الانتقالي".

وتوقع وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني توقيف الزعيم وأولاده قريباً آملاً في محاكمتهم أمام المحكمة الجنائية الدولية. وإذ رفض التكهن بمن سيقود ليبيا مستقبلاً، أشاد بعبد السلام جلود، الذي كان مقرباً من القذافي، وقال إنه يتمتع بصفات "ممتازة". وأضاف ان رئيس "المجلس الوطني الانتقالي" مصطفى عبد الجليل ورئيس المجلس التنفيذي فيه محمود جبريل "أثبتا انهما يتمتعان بالحكمة ورباطة الجأش، حتى في الأوقات الحساسة".

وفي الدوحة، قال جبريل إن "المرحلة الانتقالية بدأت فوراً. نبني ليبيا جديدة، مع كل الأخوة الليبيين، من أجل أمة مدنية وديموقراطية"، وأفاد ان اعضاء المجلس سيجتمعون مع ممثلين للولايات المتحدة وفرنسا وايطاليا والمملكة المتحدة وتركيا وقطر في قمة اليوم الاربعاء في الدوحة للبحث في المسألة والحصول على مساعدات بملياري دولار. وترددت أنباء عن أن أعضاء المجلس سيتجهون اليوم إلى طرابلس.
وفي

السابق
الاخبار: الحكومة تبتّ خطّة الكهرباء ليعطّلها البرلمان لاحقاً؟
التالي
اللقاء السري..الحريري: أنا قلق على بلدي وعلى سوريا