سقوط النظام السوري؟

كل العالم يسأل عن مستقبل النظام السوري.

عندما بدأت المنطقة تثور من تونس الى مصر انتقالا الى دول عربية اخرى، لم يتوقّع أحد انتقالها الى سوريا، او بهذه السرعة على الأقل، وذلك لصلابة النظام وأدواته، ولوقوف الجيش الى جانب نظام الاسد.

قد يكون لثورة الاتصالات والإعلام والفيسبوك والتويتر واليوتيوب دور ودافع مساعد لاندلاع الثورة في سوريا، لكنّ الحديث عن مؤامرات دولية، دائما يتصدّر، لسوء الحظ، في العالم العربي وكأن غالبية هذه الانظمة العربية هي في قلب الديمقراطية الحقيقية، ودور المؤسسات ناشط، والتطوّر غير ضئيل!

لم نر تعتيما إعلاميّا مثل الذي نراه من قبل الدولة السورية، لكن الجميع يلتفت اليوم الى سوريا، وينتظر مستقبل التحركات وتداعيتها… طبعا ما كان احد ليتصوّر، منذ سنة، أن حتى فرضيّة تهديد النظام موجودة… وها هي قد وجدت، على رغم انعدام أي إمكانية لوجود مراسل او صحافي، أو صورة واضحة، لدرجة أن كل ما يَصل الى العالم هو عبر التهريب وبكمية قليلة… لكنه فِعل مقاومة!

هذا المَس بحرية التعبير والتفكير والرأي، والمسّ بواجب الصحافة في نقل الاحداث والحقيقة، قد لا يُشبه لبنان بشيء. لبنان الذي، على رغم الاحتلالات والضغوطات والعسكرة، تمكّن من بناء عمارته الاعلامية وصروحه الحرّة، حتى أفرط في ذلك ليبلغ حدود الطوائف، فصار لكلّ طائفة إعلامها وأمسى كلّ زعيم "إعلامي".

إنّ التعتيم الإعلامي في سوريا، ليس دليل مؤامرة، فمن يعتبر انها مؤامرة عليه ان يطرحها امام العالم ليقف العالم معه وليس العكس؛ أمّا اذا كان مصير النظام هو المطروح اليوم على بساط البحث، فهذا يعني بالتالي مستقبل الشعب والدولة وكذلك الإعلام، او قبل كل شيء الإعلام. وبالأخصّ بعدما تمكّن الشعب السوري من فرض نمطية خاصّة به، تجاري التطور وتتواصل مع الإعلام الجماهيري عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

النظام في سوريا يستشعر الخطر، لكن الأهمّ ان شعب سوريا يستشعر المستقبل!

السابق
مجهولون في حزب الله
التالي
حكومة 8 آذار باقية ما بقي السلاح…