المركزية: جنبلاط عاد من تركيا متشائماً ويزور السعودية قريبــــاً

 وضعت الهزات الامنية المتلاحقة التي تضرب العمق اللبناني تباعا منذ حادثة خطف الاستونيين مرورا بالاعتداء الاسرائيلي في الوزاني فتفجير اليونيفل واشتباكات مخيم عين الحلوة الى الاشكالات داخل سجن روميه، الاجهزة الامنية في حال تأهب لمواجهتها في اقصى سرعة، في ظل حال الغليان الذي تعيشه المنطقة والذي ينذر بعواقب وخيمة وتداعيات غير محمودة وغير محسومة نتائجها على المستوى اللبناني الداخلي.

وفيما عرض وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل في مجلس الوزراء الذي انعقد قبل ظهر اليوم لمناقشة واقرار 95 بندا لتفاصيل حادثة روميه التي ادت الى اختناق احد نزلاء السجن والخطوات الواجب اتخاذها للمعالجة وحوادث عين الحلوة قبل اثارتها مجددا في جلسة المجلس النيابي بعد غد الاربعاء وفق معلومات "المركزية" بعدما اجرى اتصالات بالمسؤولين كافة في هذا الشأن، فإن اوساطا سياسية مطلعة اكدت اهمية العمل على اعادة ترتيب البيت الامني الداخلي الذي تتنازعه الولاءات السياسية بين معارضة وموالاة واخفاقات وانجازات، وتوجه القوى السياسية التي ترعى التعيينات في ظل نظام المحاصصة الطائفي الى تقديم المصلحة العامة على الخاصة وخصوصا في ما يتعلق بالمراكز الامنية الحساسة التي توفر شبكة امان للبلاد لا يجوز المس بها لعدم تجاوز الخط الاحمر الامني، ولا سيما في ظل الوضع المتفجر في المنطقة والشديد التعقيد.

جنبلاط الى السعودية: وفي سياق متصل، علمت "المركزية" ان رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط الذي عاد من تركيا حمل اجواء تميل الى التشاؤم في ما يتصل بالتطورات السورية، وان الزعيم الدرزي يتجه لزيارة المملكة العربية السعودية في وقت قريب.

بين بعبدا وبكركي: سياسياً، ضخّت مواقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي جرعة دعم جديدة للحوار تقاطعت مع مشاورات ومساعي رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في هذا المجال، خصوصاً لجهة دعوته الى تحويل هيئة الحوار الى مؤتمر وطني من أجل وضع عقد اجتماعي جديد ينطلق من الميثاق الوطني، ووثيقة الطائف اذ أن ربيع العرب يحتاج الى ربيع لبناني هادىء يكفل انتقال لبنان الى بلد مستقر وآمن.

ويكتسب الموقف البطريركي بعد اضافيا في ضوء اطلاقه عشية محطتين مهمتين: الاولى الافطار الرئاسي الذي يقيمه الرئيس سليمان الخميس المقبل في قصر بعبدا والذي تعول عليه أهمية كبرى باعتباره يشكل مناسبة للقاء وطني شامل للقيادات السياسية، على رغم غياب بعضها وفي مقدمهم الرئيس سعد الحريري الذي توقعت أوساطه عدم المشاركة في الافطار لوجوده خارج لبنان.

أما المحطة الثانية، فاجتماع القادة الموارنة يوم الخميس 25 الجاري في الديمان والذي يهدف من خلاله البطريرك الى إعادة اللحمة الى الصف الماروني ليشكل خزان دعم لرئيس الجمهورية يرفده بطاقة مسيحية ثقيلة تدفع في اتجاه اعادة اطلاق هيئة الحوار، حيث ان الرئيس سليمان يدفع في اتجاه توفير كل مقومات التئامه قبل سفره الى نيويورك في النصف الثاني من ايلول المقبل لترؤس جلسة مجلس الامن.

وفي معلومات "المركزية" ان رئيس الجمهورية سيعود الى قصر بعبدا نهاية الاسبوع لمناسبة عيد السيدة العذراء على ان يستقبل الثلثاء المقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس في اطار زيارة الى بيروت تستمر يومين يبحث في خلالها مع المسؤولين اللبنانيين في الاعتراف بالدولة الفلسطينية واوضاع المخيمات في لبنان.

ترحيب بالنأي: من جهة ثانية اكدت مصادر دبلوماسية لـ "المركزية" ان موقف لبنان الذي نأى بنفسه عن بيان مجلس الامن ازاء التطورات في سوريا، خلف ارتياحا واسعا كونه اتاح صدور البيان، ذلك ان الصوت اللبناني لو جاء ضد البيان لكان صدر تحت الفصل السابع والزم سوريا تنفيذه، لكنه كان جوبه بالرفض وحق النقض من روسيا والصين.

ولفتت المصادر الى ان سوريا بدورها تلقت الموقف اللبناني بإيجابية بدليل الاستقبال الحار الذي خص به الرئيس بشار الاسد وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور لأن هذا الموقف منع صدور البيان تحت الفصل السابع. وكشفت المصادر عن ان اتصالات مكثفة سبقت الموقف بين المسؤولين اللبنانيين وعواصم عربية افضت بنتيجتها الى قرار النأي.

غير ان مصادر دبلوماسية افادت "المركزية" ان لقاءات الوزير منصور مع المسؤولين السوريين لم تتناول بالتفصيل الموقف اللبناني من اي مشروع قرار لفرض عقوبات على سوريا، واكدت انه يمكن ان يعاد طرحه في مجلس الامن.

واضافت ان الجانب السوري اخذ علما بما يقوم به القضاء اللبناني بشأن تهريب السلاح الى المعارضة السورية عبر الحدود اللبنانية والمعابر غير الشرعية. 

السابق
حوادث عين الحلوة رسالة متشددة لعباس عشية زيارته لبنان
التالي
حسن فضل الله: زج لبنان بما يحدث في سوريا أمر خطير