الأنوار : اليونيفيل تحمل السلطات اللبنانية مسؤولية امنها وتوقف رحلاتها لبيروت

ظلّ الاعتداء على اليونيفيل أمس في واجهة الاهتمامات، فيما واصلت الجهات المعنية تحقيقاتها سعيا للتوصل الى هوية الفاعلين. وتحدثت مصادر متابعة عن بداية خيط وضعت الأجهزة الأمنية يدها عليه ومن شأنه ان يكشف النقاب عن المتورطين والجهات التي تقف خلفهم.
وقد تواصلت مواقف الشجب والاستنكار أمس، وأبرق الرئيس ميشال سليمان الى الرئيس الفرنسي ساركوزي منددا ومؤكدا حرص لبنان علي سلامة أفراد اليونيفيل. وفي الوقت ذاته نقلت طائرة فرنسية خاصة المصابين الذين كانوا يعالجون في صيدا الى باريس.
وذكرت المصادر المتابعة انه تمّ رصد السلك الكهربائي الذي كان مربوطا بالعبوة على مسافة 150 مترا، وتحديد اتجاه السيارة التي استقلها الشخص المولج الضغط على زر التفجير، والتي أقلته فور وقوع الانفجار.
وقال الناطق باسم اليونيفيل نيراج سينغ أمس ان أمن وسلامة أفراد اليونيفيل ومنشآتها ذات أهمية قصوى، حيث تتخذ البعثة فعليا ترتيبات أمن وحماية شاملة تتم مراجعتها بصورة منتظمة، كما تتخذ تدابير للحد من المخاطر مع ضمان تنفيذ ولايتها. ولهذه الغاية، تعمل اليونيفيل بالتنسيق الوثيق مع السلطات اللبنانية التي تتحمل المسؤولية الرئيسية في الحفاظ على القانون والنظام، بما في ذلك أمن أفراد ومنشآت اليونيفيل.
وفي هذا الاطار، قالت مصادر مقربة من اليونيفيل لوكالة الانباء المركزية ان القوات الدولية تفكر جديا بالطلب من الجيش اللبناني مؤازرة دورياتها المؤللة بين بيروت والجنوب بعد استهدافها بشكل متواصل على هذه الطرق.
وفي نيويورك اعلن قائد اليونيفيل الجنرال اسارتا ان ثلاثة جنود فرنسيين كانوا اصيبوا بتفجير الثلاثاء في جنوب لبنان عادوا امس الى بلادهم.
وقال الجنرال اسارتا الموكب الذي كان مجهزا باجهزة تشويش كان يضم اربع آليات ثلاث منها مصفحة، الاعتداء الاخير تم تنفيذه عن بعد، الا ان هذه المرة حصل بواسطة سلك بطول 300 متر.
والى جانب الاستنكارات الداخلية، تواصلت امس الاستنكارات من الخارج. وقال ناطق باسم الأمين العام للامم المتحدة ان بان كي مون، يأمل ان يعتقل الفاعلون قريبا وان يحالوا على القضاء.
ودان وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه الهجوم الشنيع والجبان ودعا السلطات اللبنانية وقوات اليونيفيل الى التعرف بسرعة على الجناة وتقديمهم للعدالة، مؤكدا ان امن وسلامة قوات الامم المتحدة في لبنان امر مهم جدا. واكد مساندته وثقته الكبيرة بقوات بلاده المشاركة ضمن قوة اليونيفيل في لبنان متمنيا الشفاء العاجل للجرحى.
ونددت الممثلة العليا للشؤون الخارجية بالاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون بالاعتداء، ودعت السلطات اللبنانية للتحقيق في اسباب هذه الهجمات وتقديم مرتكبيها الى العدالة.
وفي روما، قررت ايطاليا خفض مساهمتها في المهمات العسكرية في الخارج بشكل كبير، وخصوصا في لبنان، لكنها لن تخفض عديد قواتها في افغانستان، وذلك تطبيقا لمرسوم اشتراعي وافق عليه مجلس الشيوخ امس.
وسيغادر 700 جندي ايطالي لبنان بحلول العام المقبل من اصل1780 جنديا في لبنان حاليا.
وبموجب المرسوم المتعلق بتمويل المهمات العسكرية في الخارج فان 2028 جنديا ايطاليا من اصل 9250 منتشرين في الخارج، سيعودون الى بلادهم بحلول العام المقبل.
وفي ليبيا سيخفض عدد الجنود المشاركين في عمليات حلف شمال الاطلسي ضد نظام القذافي بمقدار 884 من اصل 1970 حاليا في حين ان الموازنة المخصصة لهذه المهمة ستخفض من 142 مليون يورو الى 58 مليونا.
والاقتطاعات الاخرى المهمة تتعلق بلبنان 700 عسكري من اصل 1780 والبلقان 271 من اصل 650.
الا ان الكتيبة الايطالية في افغانستان 4200 جندي حيث قتل 41 جنديا منذ بدء النزاع ستبقى على حالها.
والتمويل الاجمالي لهذه المهمات سيخفض من 811 مليونا خلال النصف الاول من العام الحالي الى 694 مليونا في النصف الثاني.
وبعيدا عن الامن، واصل الرئيس سليمان جولاته التشاورية لإعادة اطلاق الحوار الداخلي على اسس جديدة، فاجتمع امس مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي اعتبر الحوار غطاء لكل الوطن وليس للحكومة، بعدما كان عقد سابقا اجتماعات في السياق الحواري مع الحزب القومي السوري وحزب الله وحزب الكتائب لاستخلاص تصور يمكن عبره اعادة اطلاق الحوار وفق أسس جديدة وهادفة.
وقالت مصادر مقربة من قصر بعبدا ان الرئيس سليمان سيتوجه الى مقر الرئاسة الصيفي في بيت الدين في 3 آب المقبل حيث يمكث فيه نحو ثلاثة اسابيع يتابع خلالها لقاءاته مع القوى السياسية لاستمزاج آرائها في شأن الحوار.
وقالت مصادر رئاسة الجمهورية لقناة NBN ان الرئيس سليمان لا يزال في مرحلة الاستماع قبل تحديد الاطر المناسبة لشكل الحوار.
واشارت المصادر الى ان ما لمسه حتى الساعة من خلال المشاورات التي عقدها مع كل من الرئيس نبيه بري ورئيس حزب الكتائب امين الجميل، ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، هو النية والقناعة ان هناك حاجة ملحة للتحاور الذي لا غنى عنه في القضايا الخلافية. الا ان طريقة مقاربة ملف الاستراتيجية الدفاعية هو الذي يتم التشاور بشأنه لأن كل فريق متشبث برأيه.
 
السابق
اللواء : الأمن يخرق ملفات آب ··· والموالاة تهدّد بالشارع!
التالي
واشنطن وطهران: تفاوض لـ “تفاهم” وإبرام “صفقة”؟