وداع «صاحب المقالب»: الفنان محمود مبسوط (فهمان) إلى مثواه الأخير

منذ أيام معدودة، وقف الفنان الراحل محمود مبسوط (فهمان) على بعد أمتار من مبنى «تلفزيون لبنان» في تلة الخياط، ينتظر برفقة صديق الدرب فؤاد حسن (الزغلول)، الفنان بهاء العلي، للدخول معاً الى «استديو وليد البغدادي»، لوضع اللمسات الأخيرة على التسجيلات الخاصة بمشروعٍ إذاعيّ رمضانيّ.
ولكن الوقت لم يمهله إطلالة أخيرة على جمهور هو صديقه منذ الطفولة، إذ رُفع محمود مبسوط، أمس، على نعشٍ، فوق أكتافٍ رافقته في رحلة شقاء فنية طويلة. وفي المشهد الحزين، بعد طول ابتسام برفقته، أخذ زملاؤه الممثلون، وخاصة أعضاء فرقة «أبو سليم»، أدوار المشيعين، بعد سنين طويلة كانوا خلالها «ضحايا» مقالبه الاحتيالية المرحة، سواء على الشاشة أو فوق خشبة المسرح.
فبدأت مراسم التشييع، ظهر أمس، بالصلاة على جثمانه في مسجد «الإمام علي بن أبي طالب» في الطريق الجديدة في بيروت، بمشاركة نيابية وحيدة في التشييع سجّلها النائب ياسين جابر، وبحضور رئيس بلدية «كفرصير» عفيف قميحة كون قلب مبسوط توقف عن النبض فوق خشبة مسرح مدرستها. كذلك حضر مدير الإذاعة اللبنانية محمد إبراهيم، خليل شقير ممثلا الأمين العام لتيار «المستقبل» احمد الحريري ووفد من ممثلي الأمانة العامة لـ«المستقبل» برئاسة العميد محمود الجمل، مدير مكتب العلاقات العامة في مكتب الرئيس الشهيد رفيق الحريري عدنان فاكهاني، الرئيس السابق لنقابة الفنانين اللبنانيين إحسان صادق، نائب رئيس النقابة جهاد الأطرش، نقيب ممثلي المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون جان قسيس، إضافة إلى حشد من الفنانين اللبنانيين. وأم المصلين ممثل مفتي الجمهورية القاضي الشيخ زكريا غندور.
في المقابل، كان الفنان صلاح تيزاني (أبو سليم) ووزير الشباب والرياضة فيصل كرامي، ينتظران وصول الجثمان إلى مدافن «الشهداء» في قصقص، ليتقبلا إلى جانب نجل الراحل لقاء مبسوط، التعازي برحيله. وفيما عجزت قدما أبي سليم عن حمله لإلقاء النظرة الأخيرة على فهمان قبيل مواراته في الثرى، واكبت عيناه الصغيرتان الجثمان بدموع.. وهمس في أذن كرامي كلمات عن اللحظات الأخيرة التي قضياها معاً، من دون أن ينسى أن يحمّل الوزير الشاب هموم جيلٍ من الممثلين اللبنانيين، قضى عليهم الموت، قبل أن يتمكنوا من نيل أبسط حقوقهم المادية والمعنوية من الدولة.
وتقدّم موكب التشييع إلى مدافن «الشهداء» في الغبيري، مجموعة من «الفوج المجوقل في الجيش اللبناني»، حمل أفرادها إكليلاً من الزهر باسم قيادة الفوج والجيش اللبناني.
ومن اللافت أن تتشابه جنازة مبسوط كثيراً، حد الاستنساخ، مع مشهد تشييع الفنان الراحل زياد مكوك، الشريك في رحلة المعاناة.. ولكن، بقي الفارق الجوهري بين المشهدين، في غياب فهمان عن حشد المشيعين، ليحضر أمس محمولاً على نعش.  

السابق
مزارعو الموز يطالبون بدعم الصادرات ولجم أسعار الأدوية الزراعية
التالي
الخليل: المستشفيات الحكومية الـ22… “ورقة التين” الساترة لعورات الدولة الطائفية