زيادة ساعات التقنين الكهربائي تضرب الاصطياف في بنت جبيل

 يحل فصل الصيف ويليه الشتاء ومن ثم يعود الصيف ثانية وثلاثاً ورباعاً، ولكن ازمة انقطاع الكهرباء في بنت جبيل تبقى على حالها، لا بل تتفاقم مع تحويلها بشكل مكشوف إلى المناطق المصنفة «درجة اولى»، وفق مفهومهم للسياحة والإصطياف. وما بين التصنيف المناطقي والتقنين العادي يعيش سكان الاطراف على «فضلات» ما يمكن توفيره من الطاقة الكهربائية خلال ساعات الليل المتأخرة.
واذا كانت ساعات التغذية العادية التي تتراوح بين 10 و16 ساعة يوميا قد اصبحت امرا واقعا يحاول الجنوبي ان يتعايش معه، الاّ ان دفع المواطنين لثمن الازدهار السياحي المنشود في بلد «تركيب الطرابيش» غير مقبول بالنسبة لنقابة اصحاب المؤسسات التجارية في بنت جبيل. ويطالب رئيس النقابة طارق بزي «برفع هذا الغبن المزمن عن المنطقة، حيث نسعى نحن ايضا الى خلق حركة سياحية واصطيافية بمجهودنا الخاص، وبعكس التيار الرسمي في غالبية الاحيان».
فكما في كل عام، زاد التقنين في بنت جبيل والقرى المحيطة حيث انخفضت ساعات التغذية الى اقل من اربع ساعات يوميا في احيان كثيرة، فيما يتكرر انقطاع التيار مرات عديدة خلال ساعات التغذية القليلة هذه.
ويضرب بزي مثلا على درجة الاهتمام الرسمي بالمنطقة، فيشير الى «ان النقابة كانت اتفقت مع وزير السياحة وليد عبود لرعاية حفل اطلاق مهرجان السياحة والتسوق في بنت جبيل الذي انقطعنا عن تنظيمه بعد عدوان تموز 2006 بسبب تدمير السوق، وتفاجأنا قبل الافتتاح بيومين باعتذار الوزير المعني الذي فضل اقامة حفل تكريمي للصحافة الاميركية على رعاية مهرجان على حدود الوطن».
ويشير بزي الى ان الانقطاع المتزايد للكهرباء يؤثر على الحركة التجارية مما يدفع المحلات إلى زيادة الاكلاف على منتجاتها، كما وانها تؤثر على اعداد المقيمين من المصطافين المغتربين والمحليين لانهم يفضلون السكن في بيروت بشكل رئيسي وتمضية ايام قليلة في بلداتهم، وبالتالي ضياع الموسم الذي ننتظره سنويا.
ويشير فراس حمد، وهو مغترب جنوبي، الى انه من المعيب ان تكون الاحوال بهذا السوء في مناطقنا حيث لا نرى اي تغيرات لا على صعيد الماء ولا على صعيد الكهرباء، لافتاً الى انه يزور لبنان منذ اكثر منذ عشرين عاما، وان الامور لا زالت على حالها، لا بل ان مشاكل الماء والكهرباء تزداد سوءاً بحيث ان المغترب الذي يزور بلده لقضاء اجازته يقضي اكثر من نصف زيارته بين هم الكهرباء وتأمين الماء، فيما نرى اماكن الاصطياف الاخرى في المناطق المصنفة سياحية، اكثر حظوة بالحصول على الخدمات ألأساسية. 

السابق
مسرح الدمى يجمع شتات فلسطين في «إقامة فنية»
التالي
طريق جديدة بين الرشيدية وصور بمحاذاة المحمية الطبيعية