معلّقين بذنب هالخيّ: إن هجْ مِنْهِج وإن حج منحج

 شاخ أسد وعجز عن الصيد. فقام ثعلب كان في حاشيته أيام العز والقوة بجلب ما تيسر له من صيد صغار الحيوانات مما لا يسمن ولا يغني من جوع. وفي أحد الأيام كان الأسد والثعلب جالسين في المغارة إذ بهما يفاجآن بجمل يرقد على باب المغارة وقد أدار قفاه إليهما وتكاد مؤخرته لضخامتها تسد باب المغارة.
ففرحا بهذا الرزق الضخم يدق بابهما، وأخذا يفكران بالطريقة التي بها يدخلان الجمل إلى المغارة حيث يأكلانه على مهل ولمدة طويلة. وبما أن الأسد غير قادر تقريباً على الحركة فقد تكفل الثعلب بتنفيذ الخطة التي اتفقا عليها بجر الجمل إلى داخل المغارة، وهي أن يربط الثعلب ذنبه بذنب الجمل وبكل بساطة يجره إلى الداخل وهناك يتكفل الأسد بالباقي من ذبح وسلخ وتقطيع. وربط الثعلب ذنبه بذنب الجمل بخفة دون أن يحس الأخير بذلك وما كاد الثعلب يشد قليلاً حتى جفل الجمل وانتصب مذعوراً، وأطار صوابة شعوره بشيء معلق بذنبه، فراح يجري بأقصى سرعته لا يلوي على شيء يلوّح بالثعلب هيجاناً وذعراً وسرعة في الجري المتخبط. وبينما الثعلب المسكين على هذه الحال وتكاد تزهق روحه، إذا بأحد رفاقه من الثعالب يراه فيذهله هذا المشهد ويصيح به: إلى أين؟ فيجيبه صاحبنا وهو متقطع الأنفاس: مثل ما أنت شايف، معلقين بذنب هالخيّر إن هج منهج وإن حج منحج.
 

السابق
أخضر يابس هات
التالي
عون: الحوار حول المحكمة محصور بين رئيس الحكومة وحزب الله