أبحاث عن النبات لإنقاذ الكوكب

تكاتفت جهود علماء النبات على مستوى العــالم للمحــاولة فى توحــيد صــفوفهم وتركيز أبحاثهم لمواجهة المشاكل التى تؤرق البشرية وتهدد وجود الجـنس البشري كله، فحالياً سدس سكان العالم يعانون الجوع ويتركز غالبيتهم فى دول العالم الــنامي، فثلث سكان أفريقيا مثلا يواجهون تلك الأزمة، هذا بالإضافة لانتشار الأمــراض والأوبئة. يعاني العالم من قلة مـصادر الطاقة ولجوء البعــض لإنتاجها من المــحاصيل الغــذائية فيما يعرف بالوقود الحيوي، فبدلا من توجيه المحاصيل لغذاء البشر يحاول البعض استخدامها كوقود.

ويعاني العالم من ظاهرة صنعها بنفــسه وحــتى اليوم لم يتــفق الساسة على حلها، وهي مشكلة تغير المنــاخ. فنرى الفيضانــات والأعاصــير والحرائق تفتك ببني البشر وتهدد مستقبلهم، وهذا كله يؤثر على البيئة ويدمر التنوع الحيوي فى كل مكان على وجه الكوكب. كل هذا يهدد بنفاد وتدمير موارد كوكب الأرض التى يجب أن تدخر لمستقبل الأجيال القادمة. كل هذه المشكلات والمعضلات يمكن أن تساهم فى حلها أبحاث النبات لتوفير الغذاء الملائم واستنباط الأصناف النباتية التى تلائم البيئات المختلفة ذات الإنتاجية العالية، أيضا يمكن إنتاج الوقود الحيوي من نباتات غير مستعملة فى الغذاء أو هندسة نباتات معينة لهذا الغرض مثل طحالب البحار والمحيطات.

هذه الأفكار وغيرها تبنتها بعض الجمعيات العلــمية الرائدة فى علوم النبات حول العالم (من بينها الجمعية الأفريقية لعلوم الحاصلات الزراعية ACSS، والتي مثلت قارة أفريقيا)، و التقى رؤساؤها منذ عامين فى إطار قمة تاريخية عقدت فى هونولولو، هاواي، الولايات المتحدة الأميركية عام 2009، في قمة نظمتها الجمعية الأميركية لعلماء الأحياء النباتية (American Society of Plant Biologists «ASPB») . انبثق عن هذا الاجتماع «المجلس العالمى للنبات Global Plant Council « كنواة لتلك الأفكار. ثم تحدد له مهمة وذلك بالمشاركة في وضع استراتيجيات عالمية منسقة لمعالجة القضايا الحيوية، وزيادة الوعي بالدور المركزي لعلوم النبات في القرارات الدولية لمواجهة تلك المعضلات. والرؤية المشتركة وتوحيد جهود علماء النبات من جميع مناطق العالم، سيمكن من الاستخدام الأكثر فعالية للمعارف والموارد لمواجهة التحديات الرئيسية في القرن الواحد والعشرين.

واستكمالا لبرنامج المجـلس العالمي للنــبات (GPC) التقى رؤســاء وممــثلو تلك الجمعيات وأخرى انضــمت لعضوية هذا المجلس فى لقائهم التاريخي الأول لاستكمال أعمالهم، ونظمت هذا اللقاء الجمعية الكندية لعلماء فسـيولوجيا النبات « Canadian Society of Plant Physiologists» بمدينة مونتريال بمــقاطعـة كيبــيك بكــندا بين 28و29 تموز 2010، وتم وضع الخطوات الهامة واللوائح والأسس ومناقـشة الخطط المستقبلية، ووضع تصورات لهذا المجلس ودعوة كافة جمعيات النبات العلمية حول العالم للمشاركة، وتم تسجيل هذا المجلس (فى دولة سويسرا) كهيئة علمــية عالمية مسـتقلة لا تهدف للربح وفتح باب قبول العضوية لكافة الجمعيات العلمية حول العالم وتم تدشـين صفحة على شبكة الإنترنت (http://www.plantbio.o/gpc/)

لتكون منبرا لمخاطبة العالم أجمع.
تلقفت الصين «العملاق القادم فى هذا الكوكب» هذه الفرصة ودعت لاستضافة وتنظيم اللقاء الثاني للمجلس عبر الجمعية الصينية لعلماء الأحياء النباتية (Chinese Society of Plant Biologists) الذي سيشارك فيه رؤساء وممثلو الجمعيات العلمية للنبات حول العالم فى فعاليات الاجتماع السنوي الثاني للمجلس العالمي للنبات (GPC)، والذي سوف يعقد خلال فترة 27و30 حزيران الجاري بمدينة كينجداو، شاندونج، بجمهورية الصين الشعبية ((Qingdao, Shandong, China، ليتقدم هذا المجلس خطوة للأمام فى سبيل حل مشكلات العالم.

السابق
طوني فرنجيه: طوني فرنجيه:التغيير الحقيقي بيد الشباب فالتغيير الحقيقي بيد الشباب
التالي
ثورة» الكترونية مصرية على شاكيرا