البناء: الأسبوع الحالي سيشهد ولادة الحكومة . .إلا إذا

بقيت عقدة ما يسمى بالوزير السني السادس تحول دون ولادة الحكومة بعد أن تم إنجاز معظم التشكيلة الحكومية بالأسماء والحقائب وباتت الأمور على عتبة التأليف.
لكن ما حصل في اليومين الماضيين جعل الوضع يتجمد عند هذه النقطة التي لم تكن تحتسب عقدة بمعنى الكلمة.

وقد غابت الاتصالات الجدية أمس وبقيت الأمور تراوح مكانها وسط أجواء من الانزعاج والاستياء التي سادت داخل فريق الأكثرية حيث لم يكن هناك اعتقاد بأن تتحول هذه المسألة الى عقدة مستعصية.
وعكس هذا الأمر كلام الوزير محمد فنيش أمس في الجنوب عندما أعلن أنه لم يعد هناك عقدة تواجه التأليف وحث المعنيين على الإسراع في تشكيل الحكومة.

جهود إضافية

وقالت مصادر مطلعة مساء لـ"البناء" إن هذا الأمر لن يُترك، وان جهوداً إضافية ستبذل في الساعات المقبلة سعياً إلى تجاوز هذه العقدة خصوصاً أن هناك أفكاراً قد تطرح من أجل إيجاد صيغة ترضي الأطراف المعنية.
والجدير بالذكر أن الرئيس ميقاتي لا يزال يرفض توزير فيصل كرامي، في حين أن المرجح من قبل المعارضة السنية السابقة هو نجل الرئيس عمر كرامي دون سواه.

ووفق المعلومات أيضاً فإن محاولة اختيار شخص تسوية لم تناقش جدياً حتى الآن، الأمر الذي جعل الوضع يتجمد عند هذه النقطة من دون أن يطرأ أي جديد على المشهد الحكومي.
ارسلان.. والوزير السني
وبحسب مصادر مطلعة على أجواء الاتصالات، فإن قضية الماروني السادس لم تعد تشكل عقبة لا يمكن تجاوزها، بل إن هذه العقدة أصبحت في طريق الحل، بعد أن تُركت تسمية الشخصية المارونية لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مع تمن بأن لا يشكل الاسم استفزازاً للعماد عون. وأشارت المصادر إلى أن هذا الموضوع أصبح شبه منته، بعد أن قدم العماد عون مزيداً من التسهيلات من أجل ولادة الحكومة.
وأوضحت المصادر أن العقدتين المتبقيتين هما الوزير السني السادس ومطالبة النائب طلال ارسلان بحقيبة ومحاولة الأخير وضع القضية عند الرئيس المكلف بينما هي غير ذلك.

وقالت المصادر إن حل قضية النائب ارسلان تتصل مباشرة بقوى الثامن من آذار والنائب وليد جنبلاط. أضافت أن رئيس جبهة النضال الوطني رفض التنازل عن حقيبة درزية لأن ذلك سيحجم مشاركة كتلته بحقيبة واحدة للوزير غازي العريضي مع وزيري دولة للوزير وائل أبو فاعور والنائب علاء الدين ترو. وتشير إلى أن حل هذه المسألة ليس عند الرئيس ميقاتي وعلى قوى الثامن من آذار أن تقنع ارسلان بحقيبة دولة.

وأما بخصوص الوزير السني السادس فقالت المصادر أيضاً إن هذه المشكلة لا تزال عالقة بعد أن رفع النائب أحمد كرامي صوته مطالباً بحقيبة وزاية في وقت يعترض الرئيس عمر كرامي على عدم توزير نجله فيصل، وتالياً فهناك صعوبة وحتى استحالة بتوزير شخصين من آل كرامي، فتكون عندها حصة طرابلس أربعة وزراء سنة من أصل ستة وزراء، وهذا سيؤدي إلى تغييب تمثيل باقي المناطق. وأوضحت أن هناك اقتراحات تطرح لهذه القضية بينها توزير النائب السابق جهاد الصمد وبذلك يتم أيضاً تمثيل الضنية. كما أن هناك أسماء أخرى مطروحة من بيروت وصيدا، لكن المصادر قالت إن هذه المسألة لم تحسم وتحتاج الى مزيد من المشاورات للوصول إلى حل وسطي يرضي الجميع.

علامات استفهام
ووفق المصادر المتابعة فإن علامات استفهام بدأت تطرح حول ما إذا كانت هناك أسباب أخرى تحول دون تأليف الحكومة خصوصاً أن العقد الداخلية قد حلت كلياً ولا سيما تلك التي كانت عالقة بين العماد عون والرئيس ميقاتي.

الوضع في سورية

أما على صعيد الوضع في سورية، وبموازاة حملة التصعيد الأميركية والغربية كما حملة التحريض والدعم لما يسمى بالمعارضة السورية، أنهى الجيش السوري عمليته العسكرية التي بدأت منذ ثلاثة أيام في منطقة جسر الشغور وسيطرت وحداته مساء على كامل المدينة وعملت على ملاحقة فلول التنظيمات الإرهابية المسلحة في الأحراج والجبال المحيطة بعدما عمل طيلة النهار على ملاحقة ومطاردة الإرهابيين ما أدى إلى استشهاد جنديين وجرح أربعة آخرين.

وفي المعلومات أن وحدات الجيش السوري عملت على تفكيك عدد كبير من المتفجرات كان زرعها الإرهابيون على الجسور والطرقات الرئيسية، كما عملت وحدات أخرى وبعد اشتباكات عنيفة مع المسلحين على تطهير المستشفى الحكومي في المنطقة ما أدى إلى مقتل اثنين من المسلحين وإلقاء القبض على عدد كبير منهم كما ذكر التلفزيون السوري.
أسلحة ومتفجرات
وضبط الجيش أيضاً من أماكن متعددة كمية كبيرة من الأسلحة المتنوعة والذخائر والمتفجرات المجهزة لأعمال التخريب كما ضبط خطوطاً خلوية تركية.
وأفاد سكان محليون أن الإرهابيين قبل مطاردتهم كانوا يمنعون سيارات الإسعاف من نقل الجرحى كما كانوا يقيمون الحواجز المسلحة ويطلقون النار على المواطنين.

وأعلن التلفزيون السوري عن تعرض وفد إعلامي لمكمن مسلح في منطقة جسر الشغور من دون أي تفاصيل أخرى.

مقبرة جماعية
وفي وقت لاحق أمس، أعلن التلفزيون السوري أن "مقبرة جماعية اكتشفت في بلدة جسر الشغور"، وقال: "إن العناصر المسلحة ارتكبتها بحق عناصر المركز الأمني".

وأشار أيضاً إلى أن "التنظيمات المسلحة ارتكبت فظائع بجثث الشهداء التي أخرجت من المقبرة".
ولم يشر التلفزيون إلى أعداد الجثث التي انتشلت من المقبرة.
وكانت السلطات السورية قد قالت أمس الأول إن تنظيمات إرهابية أطلقت النار على مروحيات إسعاف كانت تنقل قتلى وجرحى من بلدة معرة النعمان في محافظة أدلب، ما أدى إلى إصابة أطقم تلك المروحيات".
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن مصدر عسكري مسؤول قوله "إن تنظيمات إرهابية مسلحة قامت الأول من أمس وبأعداد كبيرة بمهاجمة مفرزة تابعة للقوى الأمنية في معرة النعمان، ما تسبب بوقوع عدد من الشهداء والجرحى في صفوف القوى الأمنية".
واضاف المصدر: "لدى قيام حوامات الإسعاف بمهمة إخلاء الشهداء والجرحى تعرضت لنيران غزيرة من التنظيمات الإرهابية المسلحة حيث أدى ذلك إلى إصابة أطقم الحوامات".

وأعلن المصدر أيضاً أن المجموعات المسلحة كانت قد هاجمت على دراجات نارية وبسيارات جيب عليها أسلحة متوسطة، مستودعاً استراتيجياً للوقود في منطقة معرة النعمان بهدف إحراقه، ما استدعى استخدام الحوامات لنقل القوات من أجل معالجة الموقف، وقد تمت السيطرة على المستودع ومنع العصابات المسلحة من إحراقه".

قرارات مهمة قريباً
إلى ذلك، علمنا  من مصادر موثوق بها أن القيادة السورية، ستتخذ قرارات داخلية إصلاحية جديدة خلال الـ48 ساعة المقبلة، وأنها ستعمل على تنفيذ كل القرارات السابقة التي صدرت والتي أعلن عنها الرئيس الدكتور بشار الاسد في وقت سابق.
وفي هذا السياق، كشف رئيس اللجنة الخاصة بوضع الضوابط والآليات للوقاية من الفساد ومكافحته في سورية القاضي محمد الغفري أن "اللجنة أوصت في مقترحاتها بعدم الاكتفاء بإعفاء الفاسدين من مهامهم ومصادرة الأموال الناجمة عن الفساد أو استردادها وإنما محاسبة الفاسدين والمفسدين، داعية إلى ضرورة إصلاح القضاء وتأكيد استقلاله".
وفي تصريح نقلته "الوطن" السورية، أشار الغفري إلى "ضرورة المشاركة المجتمعية في هذا المجال، ورصد الأداء الإداري ونقله إلى المسؤولين بشكل مؤسساتي، على اعتبار أن الشكل الأمثل لهذه المشاركة قد يكون من خلال تشجيع تأسيس جمعية وطنية أو جمعيات لمافحة الفساد".
استمرار التحريض
في المقابل، تواصلت المواقف من جانب واشنطن وحليفاتها ضد سورية وقيادتها وضد الخطوات الإصلاحية.
وأدانت الولايات المتحدة في بيان صادر عن البيت الأبيض ما وصفته "الاستخدام المفرط للعنف في سورية ودعت إلى وقف هذا الأمر فوراً" متهمة الحكومة السورية بقيادة البلاد في مسار خطير حسب زعمها.

كما أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون "استخدام سورية القوة العسكرية ضد المدنيين العزل"، ووصف هذا الإجراء بأنه "غير مقبول" حسب وصفه داعياً في الوقت ذاته دمشق إلى "الدخول في حوار شامل وتنفيذ حقيقي للإصلاحات".
وأعرب بان في بيان أصدره المكتب الصحافي عن اقتناعه بأن "الطريقة الوحيدة للتجاوب مع دعوات الشعب السوري التي تنادي بضرورة إحداث تغيير سلمي في سورية تتحقق من خلال الانخراط في حوار وطني جامع والشروع في تحقيق إصلاحات حقيقية"، داعياً السلطات السورية إلى "الإيفاء بالتزاماتها في هذا الصدد".

من ناحيتها، طالبت بريطانيا مجلس الأمن الدولي باتخاذ "موقف واضح" من الأحداث التي تجري في سورية.
كما أعربت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون عن بالغ قلقها من تدهور الأوضاع في سورية ومن تصعيد أعمال العنف.

روسيا: سورية من الأعمدة الأساسية

في مجال آخر، اعتبر المبعوث الخاص للرئيس الروسي الى بلدان إفريقيا ميخائيل مارغيولوف أن موسكو يجب ألا تقف جانباً أمام ما يحصل في سورية، حيث الاضطرابات المتواصلة تؤدي الى سفك الدماء.
ورداً على سؤال حول الموقف الروسي المتعنت من اتخاذ قرار في مجلس الامن ضد سورية وبماذا يختلف الوضع في هذا البلد عن ليبيا، لفت الى أنه "ربما بالدرجة الاولى بسبب الاهمية السياسية لهذه الدولة حيال المشاكل الدولية"، معلنا ان "سورية تعتبر احد الاعمدة الاساسية للتسوية الشرق اوسطية. ولدرجة معينة هي قلب وروح الشرق الاوسط، وبالفعل دولة مهمة. ولكن ما يحدث في سورية يثير في الواقع شعورا عارما من القلق".

وأشار الى أنه "ولهذا السبب، فقد بدأنا الاتصالات مع المعارضة السورية، اذ وجهت المنظمات الروسية الاهلية دعوة الى وفد المعارضة السورية لزيارة موسكو. وبصفتي ممثل لجنة مجلس الاتحاد للشؤون الدولية فانني انوي اللقاء بهم".
وفي الموضوع الليبي، لم يوافق ميخائيل مارغيولوف الذي زار بنغازي الاسبوع الجاري على بيان تقدم به معمر القذافي مفاده ان ممثلي الحركات الراديكالية فقط يجتمعون في المجلس الانتقالي الليبي المعارض.
سماحة

وفي المواقف المحلية اشار الوزير الأسبق ميشال سماحة لـ (ANB)الى أن الرئيس السوري بشار الأسد بدأ الإصلاحات منذ وصوله الى الحكم عام 2000، ولكنه لفت الى أن الأحداث التي حصلت منذ الـ2000 بدءا بالانتفاضة الفلسطينية وصولا الى ما يحدث اليوم آخرت كل مشاريع الإصلاح.

وأكد أن الموضوع الرئيسي طوال الفترة الماضية للدول الغربية هو كيفية فصل سورية عن إيران وتحجيم حزب الله في لبنان، مشيرا الى أن تحجيم حزب الله في لبنان يعني بقاء رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري ورئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة والدويلات التي أنشأوها ضمن الدولة هي القابضة على الدولة.

وأكد سماحة أن هذه المشاريع سقطت بسبب عدم قدرة تطويع سورية ولا منظمات المقاومة ولا إمكانية فصل سورية عن إيران.

السابق
صور والتعـدي علـى الأمـلاك العامـة
التالي
لبنان ومرجعيون ودّعا المايسترو غلمية