المركزية: لمسات اخيرة على التشكيلة وميقاتي يتمنى عدم الافصاح عن الاسماء

 تطورت عملية تأليف الحكومة في اليوم الثاني والأربعين بعد المئة على التكليف، في شكل ملحوظ، نقل الواقع المحيط بالحكومة من حال المراوحة الى المحطة ما قبل الأخيرة في المسار بعدما وضع الاجتماع الثماني في المجلس التشريعية التي بقي حبر الدعوة اليها على ورق الرئيس نبيه بري من دون ترجمة فأرجئت الى الأسبوع المقبل على امل ان تضع ولادة الحكومة قبل هذا الموعد حدا للخلاف السياسي والدستوري حول شرعيتها.
في انتظار ميقاتي: ومع ان جميع المعنيين هللوا للنجاح في إحراز الخرق في جدار أزمة المراوحة، فإن حال السكون الذي خيم على قصر بعبدا اليوم بعد الحراك الليلي لم تفرز اي معطيات جديدة في انتظار زيارة مرتقبة للرئيس المكلف نجيب ميقاتي الى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان للتشاور معه في حصيلة المشاورات وتسليمه المسودة الأولية للتشكيلة، وأوضحت أوساط بعبدا لـ"المركزية" ان لا موعد محدداً للزيارة أقله في ساعات ما بعد ظهر اليوم. وأكدت ان رئيس الجمهورية يترقب ما ستؤول اليه حركة الاتصالات وهو لن يفصح عن أسماء وزرائه الا في مرسوم التشكيل.
تفاؤل حذر: وعلى وقع محاذرة أوساط بعبدا الإفراط في التفاؤل في شأن موعد ولادة الحكومة، باعتبار ان الشيطان يمكن في التفاصيل، تسلم ميقاتي من قوى الأكثرية لائحة بأسماء وزرائها المرشحين لدخول الحكومة بعدما تم التوافق النهائي على توزيع الحقائب، الا ان الرئيس ميقاتي، وفق ما أوضح مصدر مواكب لعملية التأليف، تمنى على القوى السياسية عدم الإفصاح عن الأسماء قبل التشاور مع الرئيس سليمان وصدور المراسيم آملاً في تعاط ايجابي ومسؤول من قبلهم ولا سيما في ما يتعلق بعدم وضع شروط من قبل اي طرف على آخر.
ولفت المصدر الى ان آلية التشكيل التي يعتمدها الرئيس المكلف لا رجوع عنها وإذا كان من ملاحظات لدى اي فريق فإن مكان إبدائها الوحيد هو المجلس النيابي حيث يمكن عدم منح الثقة للحكومة، وشدد على ان رئيس الجمهورية الذي يمتلك تصوراً واضحاً لاسماء وزرائه سيسقطها على التشكيلة قبل اصدار مراسيمها.
ذروة الحراك: والواقع ان حركة الاتصالات والمشاورات كانت بلغت ذروتها أمس بين المقرات المعنية بالتأليف، من فردان التي تحولت خلية نحل متحصنة بالكتمان والصمت المطبق حيث اجتمع الرئيس المكلف الى الوزير غازي العريضي العائد من دمشق ناقلاً أجواء تدفع نحو التشكيل وأجرى جولة مشاورات مع المعاونين السياسيين لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل والأمين العام لحزب الله، الحاج حسين الخليل بعيد اجتماع مطول مع الرئيس بري، الى بعبدا التي استقبلت بدورها "الخليلين" اللذين وضعا رئيس الجمهورية في آخر ما آلت اليه حركة الاتصالات متمنين الإسراع في التشكيل. كما شهدت دارة العماد ميشال عون في الرابية ليلاً حال استنفار بين أبناء الفريق الواحد لتذليل بعض العقبات.
وأكد المصدر المواكب للاتصالات ان الأمور بلغت مرحلة "الرتوش" الأخير وسط أجواء إيجابية ملحوظة، مشيرة الى أن عقدة الوزير السني السادس ذللت ورسا الخيار على شخصية من البقاع، بعدما تم تخطي إمكان توزير نجل الرئيس عمر كرامي، فيصل كرامي، حفاظاً على مبدأ التوزيع العادل بين المناطق، بحيث لا يجوز تمثيل طرابلس وحدها ما بثلاثة وزراء في الحكومة، وأوضح ان الوزير طلال إرسلان الذي كان طلب حقيبة خدماتية سيحظى بحقيبة المهجرين.
أما قضية توزير شربل نحاس فأوضح المصدر انها لم تحسم في شكلها النهائي بعد لجهة الوزارة التي ستسند اليه حقيبتها، علماً ان الرئيس المكلف يفضل اسناد وزارة الاتصالات الى شخصية مستقلة، ذلك ان نهج الوزير نحاس لم يكن مرضياً، بدءاً بمواقفه في جلسات مجلس الوزراء في مواجهة رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، مروراً بتعاطيه مع وزيرة المال ريا الحسن وصولاً الى حادثة "الاتصالات" أخيراً. 

السابق
“الراي”: الساعات المقبلة مفصلية
التالي
الحكومة المفترضة محكومة بطابع انتقالي