جبل نفايات جديد على شاطئ الأوزاعي – خلدة

مدخل بيروت الكبرى الجنوبي، تحوّل الى مكب للنفايات والردميات، التي بدأت تزحف، بكل ما فيها من روائح كريهة، باتجاه مدخل نفق الاوزاعي – خلدة الجنوبي·
ويكاد ارتفاع المكب، الذي بدأ يكبر يُذكر بجبل النفايات في مدينة صيدا، فيما لو استمرت شاحنات الردم، رمي حمولتها عند اطراف الاوتوستراد، بحيث غطت <الزبالة> رصيفه تماماً، ولم يعد يظهر منه إلا بعض نواحيه التي تنتظر الشاحنات لتفرغها فوقها خلال الايام المقبلة، مع تراخي وإهمال المعنيين في البلدات لتلك الناحية من بيروت الكبرى، وعدم اهتمامهم بالبيئة في نطاق عمل بلديتهم·

المكب الجديد الذي بدأ يسد الواجهة البحرية لا يشوّه فقط مدخل العاصمة، قلب بيروت الكبرى، بل يُضيف الى الصور السياحية، التي يُمكن ان يلتقطها الوافدين الى لبنان، بالطائرات صوراً لمزيد من تشويه الشاطئ اللبناني الساحر الذي يتداخل مع بحره على شكل خلجان ورؤوس، بحيث تبدو تلال النفايات جزر تلوث البحر الابيض المتوسط، وتسبح فيه نحو البلدان الاخرى، مع ما تحمله من مجارير تكب في تلك الناحية··

ولا يقتصر التشويه البيئي على جبل النفايات عند مدخل نفق الاوزاعي – خلدة، فالإهمال يبدو جلياً للاوتوستراد الذي يصل من النفق الى جسر خلدة، حيث روائح المجارير، الى جانب نفايات الاسمدة العضوية التي تُرمى على المزروعات في بعض الاماكن الزراعية القريبة من الاوتوستراد، يمنع العابرين من تنشق الهواء النظيف، فيحبس المارة انفاسهم بانتظار مقطع تلك المسافة بسياراتهم للوصول الى ما بعد جسر خلدة·

اما اطراف الاوتوستراد فقد تم نهب اغطية <ريغاراته> التي باتت مكشوفة لكل من يحاول ان يترجل ليمارس رياضة المشي او احتمال ان يتنزه، مأخوذ بسحر الشاطئ الجميل في تلك الناحية، من دون ان يكون قد سبق وزار المنطقة سابقاً·· ليكون مصيره في قلب الريغار··

خاصة مع عدم وجود انارة للاوتوستراد·· بحيث صار اشبه ليلاً بأماكن مقفرة، ومرعبة، يُمكن ان يتعرض فيها المواطن لأذى من مختلف الانحاء··

العابرون في تلك المحلة، اطلقوا تعليقات عابرة على الاهمال الحاصل في تلك الناحية، فمنهم من كان يُمارس هواية صيد السمك، التي تكثر وتزداد قرب المجارير، ومنهم من تعود على تلك الروائح الكريهة، اثناء ممارسة المشي او التنزه··

ابو احمد، الذي كان يصطاد السمك قرب المكب، اشار الى ان الشاحنات تأتي ليلاً وترمي حمولتها واحد يراها مع غياب الانارة عن الاوتوستراد··

واضاف: إن اغلب هذه النفايات هي ردميات·

واعتبر حسن صفوان الذي كان يتنزه على الرصيف مع غياب الشمس، ان بعض الذين يبيعون الخردة الحديد قاموا بسرقة أغطية <الريغارات> وشجعهم على ذلك عدم وجود متابعة ومحاسبة، واهمال هذا المدخل الجميل للعاصمة من قبل المسؤولين·

ووصف ابو خالد فوعاني <ان الساحل عند هذه المنطقة يُعتبر من اجمل مناطق الشاطئ، لكن لا تعرف لماذا اهملوه وتركوه بنفاياته وعدم وجود إنارة واستبدلوه بنفق المطار، الذي ارتعب واخاف كلما مررت فيه، لان ليس له مخارج طوارئ للحالات الطارئة، بينما هذا المدخل منتزها لكل القاصدين والعابرين الى الجبل والاقليم والجنوب·

وطالب الصياد احمد الخليل <المسؤولين الاهتمام بهذا الاوتوستراد المجاور للمطار، الذي يُمكن ان يراه ركاب الطائرات من الاعلى>، مطلقاً تحذيره <من تحوّل تلة النفايات قرب النفق الى جبل مثل صيدا>·

وقال: إن المدخل الاساسي نحو الجنوب، هو من هنا، وعلى المسؤولين ايجاد البديل لهذه الردميات، كما من المفروض دراسة مشكلة المجاري التي تكب في هذه الناحية، خصوصاً مع وجود مسابح متعددة تنتشر على طول الاوتوستراد سواء نحو خلدة او العاصمة بيروت·

السابق
السفير: الامتحانات الرسمية تنطلق غداً للشهادة المتوسطة في لبنان ، وتستكمل الاستعدادات الإدارية واللوجستية في المراكز وغرفة العمليات
التالي
تفاقم مشكلة النفايات في النبطية