فرنجية: ندعو “حزب الله” لبناء شراكة فعلية

لفت عضو الأمانة العامة لقوى "14 آذار" النائب السابق سمير فرنجية إلى أنَّ "كلام امين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله قديم لأنَّه ليس للمرة الأولى يتناول المواضيع التي تطرق إليها، بالإضافة إلى التطورات الحاصلة اليوم في المنطقة، إلا أنَّ التدقيق في كلامه يقتضي القول إنه أقر ببعض الأمور، خصوصاً أنَّه اكتشف عدم قدرته على تشكيل الحكومة، لا سيما أنَّه من دون إعتراف دولي لا يمكن التشكيل"، ورأى فرنجية: "السؤال الذي يطرح على نصرالله والسوريين أنَّه لماذا رفضوا الحل الذي طرح عليهم في الرياض ضمن مؤتمر المصارحة والمسامحة؟".

وفي حديث إلى قناة "lbc" أضاف فرنجية أنَّ "الأمر اللافت هو تطرقه لموضوع سوريا، فبعد أن كنا في مؤامرة ضد سوريا بقيادة "تيار المستقبل" أصبحنا اليوم بدعوة المجتمع الدولي للصبر على الأسد ليتمكن من إنجاز الإصلاحات"، داعياً "حزب الله" إلى "المراجعة متعظاً من مثال حركة "حماس" التي دخلت إلى المصالحة"، ونوه بأن "هذه الدعوة ليست من باب القول إنك فشلت واعترف بذلك، بل من باب المراجعة".

وحول تطورات المنطقة وانعكاساتها على لبنان، اعتبر فرنجية أنَّه "في حال استمرار الأزمة السورية أو الإيرانية وعدم قدرتهما على معالجتها، فهذا يعني في لبنان أنَّ هناك فريقاً خاسراً وآخر رابحاً، وبالعكس، فهل نبقى منتظرين كلبنانيين؟"، مشيراً إلى انَّ "العامل السوري كعامل مؤثر في السياسة الداخلية انتهى، ما يوجب على "حزب الله" تحديداً إجراء مراجعة". وإذ ذكَّر بطاولة الحوار، لفت فرنجية إلى أنَّ "حزب الله هو من نسف هذه الطاولة"، مضيفاً: "من أخطائنا أننا في كل محطة كنا نمد أيدينا".

هذا، واعتبر فرنجية أنَّ "مسألة تضخيم دور "حزب الله" هي تمهيد لضربه، خصوصاً أن الدولة الراعية له وضعها مهزوز"، مضيفاً: "فحزب الله يرى الآن وضع ايران ووضع سوريا التي لم تعد تستطيع ان تشكل السياج نفسه الذي كانت تشكله من قبل، بالإضافة إلى أنَّه يرى أيضاً حماس"، ولفت إلى أنَّ "الثورات العربية خلقت مناخاً جديداً مختلفاً عن المشروعين القائمين في المنطقة، المشروع الإيراني من جهة ومشروع المحور المضاد من جهة ثانية".

ورداً على سؤال، أجاب فرنجية: "سلاح حزب الله أصبح عبئاً عليه، بل أصبح الملف الذي على أساسه تتم عملية تركيب ملف ضرب الحزب"، مشيراً إلى أنَّ "القرار 1701 هو الحامي للبنان والحامي لحزب الله، بينما الحزب يتباهى بخرق هذا القرار الدولي بكلامه عن الصواريخ، ليضع نفسه تحت تهديد فعلي"، وأكد أنَّ "الحزب لا يمكنه استخدام سلاحه، بل أصبح هذا السلاح خطراً عليه، بالإضافة إلى أنَّه من الموقعين على القرار 1701، الذي ينص انه في نتيجة الأمر كل السلاح يجب أن يكون بيد الدولة، وما يمكن أن نساعد نحن فيه هو البحث في كيفية وضع هذا السلاح بيد الدولة، وطي هذه الصفحة لمصلحته ومصلحتنا ومصلحة الدولة"، لافتا إلى أنَّ "مشروع الصمود والتصدي والممانعة انتهى، وإذا ضعفت سوريا اكثر فسيضعف "حزب الله" بدوره أكثر أيضاً". وقال: "نحن ندعو الحزب لبناء شراكة فعلية في الداخل، بأقل كلفة ممكنة، ولا نقول له سلم سلاحك لنحكي معك، أو اقطع علاقتك بايران لنتكلم معك".

وحول مواقف رئيس تكتل "التغيير والإصلاح"، عبر فرنجية عن شعور لديه وكأنَّ "عون يعيش على كوكب آخر"، مجدداً القول إنَّ "حزب الله هو الذي يقرر في قوى 8 آذار وليس العماد عون".

وفي شأن ما يجري بسوريا، قال فرنجية: "هناك صفحة طويت في سوريا، فحتى نحن لم نشعر بعد بالذي وبماذا حصل في سوريا، فهناك صفحة طويت بعد 40 عاماً، وآن الأوان لنا لنطوي صفحتنا الداخلية بعد 40 عاماً أيضاً"، وتطرق للقمة المارونية الثانية في بكركي، فشدد على أنَّ "المطلوب ليس الإتفاق على كيفية التوزيع الإداري للموارنة في الدولة اللبنانية، فهذه مسألة إدارية، بينما يجب أن يكون هناك رؤية لدور المسيحيين في الشرق".

وشدد فرنجية على "ضرورة ألا ينسحب الجيش اللبناني من المناطق الموجود فيها عند الحدود الشمالية للبنان"، مشيراً إلى "عمليات قنص باتجاه المناطق اللبنانية"، وأضاف: "إذا كان هناك من لبناني يطلق النار باتجاه الأراضي السورية فليعتقله الجيش اللبناني، إلا أنَّ اللافت أن الإتهام السوري بدأ في درعا وليس بوادي خالد".

وسأل فرنجية: "هل الرئيس السوري بشار الأسد مقتنع بالإصلاح، وهل إذا كان مقتنعاً قادر على تحقيق هذا الإصلاح؟"، لافتاً إلى أنَّ "التحرك في سوريا أصبح يومياً، بالإضافة إلى أنَّ المعارضة متجهة أكثر إلى تنظيم صفوفها وتشكيل إطار موحد لمكوناتها"، وأشار إلى أنَّ "هناك تضامناً مطلوباً مع الشعب السوري من الناحيتين الإنسانية والأخلاقية قبل أي شيء آخر"، داعياً إلى "نمط آخر من العلاقة بين لبنان سوريا، لأن العلاقة بين الدولتين فشلت بسبب طموح سوريا للسيطرة على القرار اللبناني، بينما الآن هناك مجال ينفتح من جديد في اعادة بناء هذه العلاقة".

وأكد فرنجية انَّ "ذهاب الرئيس سعد الحريري إلى سوريا كانت فرصة لإعادة التأسيس لعلاقة جديدة بين لبنان وسوريا، إلا أنَّ موقف النظام السوري كان أن أرسل مذكرات التوقيف، فما نوع هذا العقل الذي يدير الأمور؟"، داعياً إلى "مبادرة يقوم بها رئيس الجمهورية لإنهاء الحرب اللبنانية الباردة والمستمرة منذ 4 سنوات وتخللها مراحل ساخنة كـ 7 أيار"، وأكد أنَّ "سوريا عاجزة عن نقل ازمتها إلى العالم العربي".

السابق
أفغانستان.. موسم القتال وآمال السلام
التالي
السنيورة: المقاومة عنوان وطني لكنّ السلاح موضوع خلاف