الديار : توجُّه لعقد جلسة عامة لمجلس النواب والرئيس المكلف لن يعتذر

لا جديد على صعيد التشكيلة الحكومية، وان كانت الاكثرية الجديدة منقسمة حول التعامل مع الرئيس المكلف نجيب ميقاتي بعد مضي 3 أشهر ونصف على تكليفه.
فحزب الله يؤكد عبر النائب نواف الموسوي التمسك برئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي وبأن هناك من يحاول دفعه للاعتذار. اما العماد ميشال عون فبدأت اوساطه تسرب عنه دعوته الى حلفائه بأخذ خيار الحسم وسحب الثقة من الرئيس المكلف، رغم عدم وجود آلية قانونية او دستورية للتنفيذ، كما واصل العماد عون توجيه انتقاداته لرئيس الجمهورية.

التسريبات امس، اشارت الى ان الساعات الـ 48 المقبلة ستكون حاسمة لجهة تأليف الحكومة، والا فإن الامور ستتخذ منحى مفصليا، عبر طرح التيار الوطني الحر دعوة قوى الاكثرية بالبحث الجدي عن بديل لميقاتي.
وقال مصدر وزاري مطلع لـ الديار امس انه يخشى ان تكون عملية تشكيل الحكومة قد دخلت في سبات عميق، لكنه استدرك قائلاً ان الاتصالات والمحاولات مستمرة لتجاوز العقبات والصعوبات التي تحول دون ولادة الحكومة.
واضاف المصدر: لقد حصلت اتصالات امس نهاراً ومساء من اجل اجراء جولة ثانية من هذه المساعي، لكن لم تطرح بعد اي افكار او اقتراحات من شأنها ان تعالج اسباب حصول عقبات جديدة بعد حل مشكلة حقيبة الداخلية. في هذا الوقت برز موقف الرئيس بري الذي يعمل على خطين: الاول ممارسة المزيد من الضغوط واطلاق الرسائل باتجاه الجميع من اجل تشكيل الحكومة فورا، والثاني باتجاه السعي الى تفعيل المجلس النيابي وامكانية ان يأخذ المجلس زمام المبادرة للبحث والبت بقضايا وملفات ملحة.

وقد دعا لهذه الغاية هيئة مكتب المجلس ولجنة الادارة والعدل لاجتماع مشترك يعقد عند الحادية عشرة من قبل ظهر غد الاربعاء في مجلس النواب برئاسته ويتوقع ان يتناول البحث امكانية عقد جلسة عامة لمجلس النواب ومناقشة القضايا الملحة استنادا الى تفسيرات دستورية يمكن ان يتم اللجوء إليها.
الى ذلك، لم تبرز اي معطيات تشير الى عقد لقاء قريب بين الرئيس ميقاتي والخليلين وباسيل، ذلك ان الرئيس المكلف ما زال ينتظر اجوبتهم لتحديد خطواته والاجراء المناسب بعدما ابلغهم بوجوب ان يتقدم كل فريق بلائحة مضاعفة من الحقائب المطلوبة وثلاثة اسماء، مقترحة لكل منها يختار بنفسه واحداً من بينها وفق الدستور. كما ذكرت اوساط مقربة من ميقاتي رفضه محاولات احتكار وزارات او تحديد اسماء ثوابت في اي تركيبة، معتبرة ان الحصرية ممنوعة. واكدت الاوساط مضي ميقاتي في مهمته وانه لن يعتذر.

اما اوساط الاكثرية الجديدة، فرفضت معادلة الحكومة الثلاثينية وفق التوزيع الآتي: 11 وزيرا للرئيسين سليمان وميقاتي وجنبلاط و10 وزراء للعماد عون و9 وزراء لامل وحزب الله والقومي وارسلان وفتوش، وان هذه الصيغة لن توافق عليها الاكثرية.
واشارت اوساط الاكثرية، الى ان التوافق مع ميقاتي بات صعبا، لكن سحب التكليف يصطدم بموقف جنبلاط الرافض لهذا الامر بالاضافة الى الوزير محمد الصفدي والنائب احمد كرامي.
وأكد النائب نواف الموسوي التمسك برئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي لتشكيل الحكومة، وبأن هناك من يحاول دفع ميقاتي الى الاعتذار.
واشارت مصادر حزب الله الى ان التباين والخلاف في الافكار والخيارات مع رئيس الحكومة لم تصل الى مرحلة خطرة.

واشارت الى ان سحب الثقة من ميقاتي لا يتم من خلال آلية قانونية فلا شيء في الدستور ينص على ذلك، مؤكدة انه لم نصل الى خاتمة العلاقة مع ميقاتي.
وفي المقابل، اكد رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب بعد اجتماعه بالعماد عون بدء البحث بصيغ جديدة وقانونية لنزع الثقة من رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، واشار الى ان لا عقدة لدى رئيس الجمهورية الا عقدة ميشال عون.
في موازاة ذلك، سيشهد منتصف الاسبوع سلسلة من التحركات الشعبية الضاغطة لتحسين الاوضاع المعيشية تبدأ بإضراب اساتذة التعليم الثانوي الرسمي والمهني والتقني غدا، يعقبه نهار الخميس اضراب عام الاتحادات ونقابات قطاع النقل البري. ومن المتوقع اقفال معظم الطرقات الرئيسة بالسيارات العمومية، مما سيؤدي الى شلل عام في البلاد وبالتالي عرقلة وصول الموظفين الى عملهم وكذلك المسافرون.
وعلى صعيد آخر، شهدت المناطق الحدودية في مارون الراس وعلى طول الحدود مع فلسطين المحتلة هدوءاً حذراً على خلفية المسيرات الشعبية الحاشدة في يوم النكبة تحت شعار حق العودة، ورافقت الهدوء تحركات للجيش الاسرائيلي مع بقاء الاستنفار بين جنوده. كما عملت فرق اسرائيلية على اعادة اصلاح الشريط الشائك بعدما تمكن المتظاهرون من احداث فجوة فيه. كما عملت القوات الاسرائيلية على تنظيف الطريق الاسرائيلية المقابلة لمارون الراس. ورصدت تحركات لآليات اسرائيلية وصولا الى مرصد جبل الشيخ، فيما اتخذ الجنود الاسرائيليون مواقع قتالية وواصلت الطائرات الاسرائيلية تحليقها.
وقد سير الجيش اللبناني واليونيفيل دوريات مشتركة.

وقد ارتفع عدد الشهداء الى 11شهيدا بعد وفاة الفلسطيني خليل احمد محمد في مستشفى بنت جبيل.
الى ذلك، شيعت المخيمات الفلسطينية في لبنان الشهداء وسط حداد عام في مخيمات لبنان وفلسطين وسوريا والاردن.
كما شيع اهالي القنيطرة الشهداء الذين سقطوا في المواجهة التي حصلت مع جيش الاحتلال في مجدل شمس.
في موازارة ذلك، اكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله المضي في طريق المقاومة حتى تحقيق النصر وتحرير كل الارض والمقدسات مؤكدا في هذا الاطار وقوفه الى جانب كل الذين تظاهروا الاحد في ذكرى النكبة على الحدود اللبنانية والسورية مع فلسطين المحتلة وداخل فلسطين.
وحيا نصرالله شجاعة المتظاهرين وبسالتهم وايمانهم وتوجه إليهم بالقول: انتم ايها الشرفاء، اثبتم للعدو والصديق ان تمسككم بحقكم غير قابل للمساومة ولا للنسيان ولا للتضييع وان عودتكم الى دياركم حق وغاية وامل ويقين تبذل من اجلها الدماء والنفوس والتضحيات الجسام. واضاف نصرالله: رسالتكم القوية للصديق انكم لا ترضون عن فلسطين وطنا بديلا، فلا يخافن احد من التوطين لان قراركم الحازم هو العودة الذي يعتبر حقا لا ريب فيه واقرب الى الانجاز من اي وقت مضى.
وختم نصرالله: معكم نعيد للامة نبضها وعنفوانها.

من جهة ثانية، حض الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاسرائيليين والعرب على ضبط النفس تفاديا لاعمال عنف جديدة، بعد المواجهات التي ادت الى سقوط 12 قتيلا في الاراضي المحتلة. كما زارت صباح امس رئيسة بعثة الاتحاد الاوروبي السفيرة انجلينا انجهورست القائد العام لقوات الامم المتحدة المؤقتة في لبنان الجنرال ألبرتو اسارتا في مقر اليونيفيل ودانت انجهورست بشدة الاحداث التي وقعت واسفت للخسارة في الارواح واشارت الى ان الاتحاد الاوروبي واثق من ان جهود جميع الاطراف ستمنع وقوع حوادث اخرى على طول الخط الازرق، واكدت ان الاتحاد الاوروبي يقدر عمل اليونيفيل.

كما حضت الولايات المتحدة الاميركية جميع الافرقاء على ضبط النفس لمنع وقوع المزيد من العنف على حدود اسرائيل، واعتبرت واشنطن ان لاسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، واعربت عن اسفها لوقوع ضحايا في الاشتباكات على الحدود.
ورأى رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، خلال افتتاح الدورة الصيفية للكنيست الاسرائيلي، ان حزب الله يسيطر على لبنان بمعاونة ايرانية، معتبرا ان الآلاف حاولوا اول من امس الدخول الى اراضينا والمساس بسيادتنا.
ولفت نتيناهو الى ان الشرق الاوسط يتغير بشكل دراماتيكي وسريع والملايين حولنا يناضلون من اجل الحرية، مشيرا الى ان هذه التغيرات لا يمكن منعها وقد تكون مفيدة لمصلحة الناس، واذا نجح هذا الصراع، فذلك سيدفع عملية السلام الى الامام، معتبرا انه في الوقت الراهن وفي هذه المرحلة الانتقالية وضعنا قد يكون امام تحديات ونرى ما يجري في مصر وفي سوريا وفي لبنان.
كذلك تقدمت اسرائيل بشكوى الى مجلس الامن ضد لبنان وسوريا وحملتهما مسؤولية ما حصل من مسيرات في يوم النكبة.

السابق
السفير: من يجر لبنان لمحاربة سوريا؟
التالي
لقاء للاحزاب في اقليم الخروب تحضيرا للاحتفال بعيد المقاومة الاحد