هدوء حذر جنوبا واستنفار اسرائيلي على الحدود

ساد جانبا الحدود بين لبنان وإسرائيل اليوم هدوء حذر على خلفيّة الحوادث الدراماتيكية التي وقعت امس أثناء التظهرات التي نفذها اللاجئون الفلسطينيون في منطقة مارون الراس في مناسبة الذكرى 63 لنكبة فلسطين تحت شعار "حق العودة"، في ظل رفع الجيش الإسرائيلي من استفار قواته في القطاع الشرقي عموما وفي مزارع شبعا المحتلة خصوصا، ورصدت آليات مدرعة عدة تتحرك في المنطقة الواقعة بين موقعي العلم والفوارة وصولا حتى موقع مرصد جبل الشيخ، تبعها تقدم عناصر مشاة مزودة ببنادق رشاشة ومناظير من جهة موقع العلم لتنتشر وبشكل قتالي خلف ساتر ترابي قريب من السياج الحدودي الفاصل قبالة بركة النقار ولفترة زادت على ساعة، كما عملت فرقة تضم سبعة جنود إسرائيليين مدعومة بدباباتين، على اعادة تأهيل واصلاح الشريط الشائك، بعدما تمكن الفلسطينيون امس من إحداث فجوة فيه في محاولة للدخول الى الاراضي الفلسطينية المحتلة. كما عملت الورشة الإسرائيلية على تنظيف الطريق الاسرائيلية المقابلة لمارون الراس من الحجارة التي رشقها الفلسطينيون.
طيران إسرائيلي: وترافق ذلك مع تحليق مكثف للطلعات الإستكشافية للطيران الحربي الاسرائيلي فوق المناطق المحرّرة في العرقوب وحاصبيّا وصولاً حتى راشيا الوادي في ظلّ تحليق مماثل للطيران المروحي الاسرائيلي فوق مزارع شبعا المحتلّة وصولاً حتى تخوم قرى العرقوب المحرّرة.
الجانب اللبناني: في المقابل سير الجيش اللبناني و"اليونيفيل" دوريات مشتركة على الجانب اللبناني من الحدود.
عدد الضحايا: في غضون ذلك، ارتفع عدد الضحايا الفلسطينيين الى 11 حيث توفى الفلسطيني خليل أحمد محمد صباحا في مستشفى بنت جبيل متأثراً بالجروح التي أصيب بها جراء إطلاق النار من الجنود الإسرائيليين أمس .
قرار إسرائيلي: في غضون ذلك اصدر رئيس اركان الجيش الاسرائيلي بيني غنتش تعليماته الى قوات الجيش بان تكون على اهبة الاستعداد والتأكد من عدم حصول عمليات تسلل عبر الحدود.
كما أعطى تعليماته الى فرقة الجولان بإجراء تحقيق في احداث أمس في مجدل شمس واستخلاص العبر منها واصفا ما حدث بالسيئ. واشار في اول تقويم للاوضاع الى انه "يجب الفصل بين مرحلة الاعداد لمواجهة محاولات التسلل وبين عملية اتخاذ القرار ميدانيا" معتبرا ان "القرارات كانت صائبة.
شكوى إسرائيلية: الى ذلك، تقدمت اسرائيل بشكوى الى الامم المتحدة ضد سوريا ولبنان في اعقاب الاحداث التي شهدتها الحدود الشمالية أمس. وسيؤكد مندوب اسرائيل لدى المنظمة الدولية انه على رغم التحذيرات من وقوع احداث في الخامس عشر من الشهر الجاري على امتداد الحدود فان سوريا ولبنان لم تتخذ الدولتان اجراءات لمنع اندلاع اعمال العنف والمساس بسيادة إسرائيل، موضحا ان "جيش الدفاع" تصرف من منطلق ضبط النفس. وفي هذا الاطار، أعلنت مصادر مطلعة لـ"المركزية" ان الوضع كاد يخرج عن السيطرة لولا تدخل القائد العام للقوات الدولية العاملة في الجنوب الجنرال ألبرتو أسارتا مع إسرائيل لضبط النفس وتوقفها عن إطلاق النار على الفلسطينيين الذين وصلوا الى الشريط الفاصل بين لبنان وإسرائيل حيث أحدثوا فجوة فيه ورفعوا العلم الفلسطيني عليه . ونجح الجيش اللبناني في إبعاد الفلسطينيين وإضطر بعد رفض عدد منهم الى إطلاق النار فوق روؤسهم لردعهم، لكنهم لم يرتدعوا وتجاوزوا إنذارات الجيش المتكررة لهم.

السابق
دوفريج متخوف من عودة النظام الأمني
التالي
ايخهورسـت من الناقورة: واثقون في منع حوادث أخرى على الخط الأزرق