عرس الغالي ابن الغالية

نبارك للمعازيب السابقين زفاف نجلهم الأمير وليام بن تشالز حفيد ملكة بريطانيا العظمى سابقا ونجل الأميرة ديانا التي ألهبت مشاعر شعراء الخليج أيام الثمانينيات ودبجوا في حسنها وجمالها المعلقات، ويبدو أن قصائدهم فعلت الأفاعيل في وجدان ديانا وغمزت «السنارة» فهامت حبا ووجدا في الشاعر الشعبي دودي الفايد فلم يخيب الله تعب شعراء الخليج، فالأميرة «ما راحت بعيد» فقد أحبت واحدا منهم وفيهم وكاد العرب أن يحكموا بريطانيا لولا مؤامرة اللوبي الصهيوني ونحاسة البريطانيين، فما لا تدركه الجيوش تدركه سهام العواطف، فقد كانت مملكة بريطانيا الإسلامية قاب قوسين أو أدنى ولا اعلم إن كان دودي الفايد يعتبر شهيدا على اعتبار انه احد الفاتحين أو كاد أن يكون كذلك، ومثلما انشغل العالم بزفاف الأميرة ديانا انشغل أيضا بزفاف الغالي ابن الغالية الأمير وليام، فقد تابع حفل زفافه الأسطوري أكثر من مليار بني آدم وأكثرهم غاب عن صلاة الجمعة، وقد حضر للمشاركة في الحفل أمراء وملوك الدول الأوروبية وغاب عنه الزعماء العرب لعدم إمكانهم توفير «عانية» العرس بسبب تأخر صرف رواتبهم ولانشغالهم بإبادة شعوبهم، والسبب الأهم أن موعد العرس صادف يوم جمعه، ويوم الجمعة في الوطن العربي يوم شؤم بالنسبة للزعماء فهو «يوم الغضب الشعبي» و«يوم الرحيل» فقد أخطأت العائلة المالكة البريطانية باختيار هذا اليوم موعدا لزفاف ابنهم، فالبريطانيون لا يتركون خبثهم فهم لاشك يقصدون الإهانة وإلا «اشمعنى» يوم الجمعة بالذات؟ على الأقل كان يجب احترام مشاعر الرئيسين حسني مبارك وزين العابدين بن علي، فطالما ناداهما الأمير وليام: عمو حسني وعمو زين فكان بالإمكان تأجيل الحفل إلى ما بعد تسلم علي صالح والقذافي رواتبهما الشهرية فهدايا الزواج غالية وكرسي الحكم أغلى «يدفعوا لمين ولّا لمين»، فالزملاء في البيت الأبيض أوقفوا الحسابات وصادروا الممتلكات ولم يعد أحد يسلف أحدا بسبب الأزمة الاقتصادية.

السابق
معالجة سياسية لمشكلات سياسية
التالي
أوغاسابيان: “حزب الله” يتجه الى مزيد من الضغوط على سليمان وميقاتي