أوساط ميقاتي لـ”السياسة”: لن يسمح لأحد بضرب الدستور واختراع مفاهيم جديدة

بين استحالتين تحكمان المشهد اللبناني الداخلي, اعتذار الرئيس المكلف نجيب ميقاتي واستمرار حال المراوحة في التشكيل, يخضع المسرح السياسي لواقع مأزوم تبدو معه كل صيغ الحلول شبه عقيمة في ضوء محاصرة الاستحقاق الحكومي بموجات التصلب في المواقف واستحالة استجابة المطالب الكبيرة لبعض الاطراف في الاكثرية من جهة والتطورات الاقليمية التي تبدو متجهة نحو منحى خطير من جهة ثانية.

ووسط إقرار أطراف في الأكثرية علناً بالإخفاق في التشكيل نتيجة التفكك وغياب التوافق, أكدت أوساط مواكبة لمسار التشكيل ان الوقت استنفد بالكامل ولم يعد لصالح اي جهة استمرار حال المراوحة, بحيث انتقل الواقع من البحث في المطالب ومحاولة ايجاد الحلول لشروط البعض, الى مرحلة البحث عن افضل المخارج لتشكيل حكومة عمل مؤلفة من فريق متجانس تنصرف الى الاهتمام بالشؤون الحياتية الداهمة للبنانيين, مؤكدة أن صيغاً عدة مطروحة في هذا المجال قد تطلق إحداها الى العلن في وقت قريب ليخرج الدخان الابيض من قصر بعبدا إيذاناً بتشكيل حكومة ترضي اوسع شريحة من اللبنانيين.

وتقاطعت المعلومات التي توافرت ل¯"السياسة" في الساعات الماضية, من مصادر المعنيين بمسار تشكيل الحكومة, أن الأمور ازدادت تعقيداً وباتت هناك صعوبة كبيرة في ترقب إعلان الولادة في وقت قريب, بحيث أن السؤال الذي بدأ يطرح في الأوساط الداخلية يتركز الآن, ليس عن موعد إصدار التشكيلة العتيدة, وإنما عن مدى قدرة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي في الاستمرار بمهمته, أو أنه سيضطر إلى الاعتذار في نهاية المطاف, في ظل العراقيل الكبيرة التي تطوقه من جانب الذين سموه لتشكيل الحكومة.

وكشفت أوساط قريبة من ميقاتي ل¯"السياسة" أن الرئيس المكلف مستاء بشكل كبير, محذرة "من مآل الأمور على صعيد عملية التأليف, واستمرار البعض في تمسكهم بمطالبهم التعجيزية, بحيث لا يعقل أن ينصب الآخرون أنفسهم مكان الرئيس المكلف ويعمدوا إلى وضع الشروط تلو الأخرى للمشاركة في الحكومة, في محاولة باتت مفضوحة لضرب الدستور والاعتداء على صلاحيات الرئيس المكلف".
وشددت الأوساط على "أنه لن يسمح لأحد بأن يشكل الحكومة نيابة عن الرئيس المكلف, من خلال تطويقه بالشروط تحت ذريعة حجج واهية لا يمكن التلطي خلفها لتجاوز الدستور واختراع مفاهيم جديدة".
وبشأن إمكانية اعتذار ميقاتي, قالت الأوساط "إن هذا الأمر ليس مطروحاً, لكن بالتأكيد ما يحصل يعمق الأزمة أكثر ويعرقل مسيرة التشكيل كثيراً, ولا بد للذين يقفون موقفاً سلبياً من مسار التأليف أن يدركوا خطورة ما يقومون به على البلد والناس, ويعمدوا إلى تسهيل التشكيل ضناً بمصلحة لبنان واللبنانيين".

السابق
مراقبون لـ”الوطن”: موقف لبنان الطبيعي يقتضي في الحد الأدنى التضامن مع سوريا
التالي
نحو مشهد سوري قوي ومعافى