مركز دراسات الوحدة العربية يكرم محمد عابد الجابري في بيروت

عقد مركز دراسات الوحدة العربية، ندوة تكريمية للمفكر الراحل محمد عابد الجابري في فندق البريستول ببيروت، تحت عنوان "العقلانية والنهضة في مشروع محمد عابد الجابري"، شارك فيها 25 مفكرا وباحثا من مختلف الاقطار العربية.

افتتح المدير العام للمركز الدكتور يوسف شويري، الندوة، بكلمة قال فيها "إن أكثر آراء الجابري إثارة للجدل، هي تلك التي تعطي انطباعا ان ثمة حاجزا شاهقا بين المغرب والمشرق لجهة التفكير العقلاني والخطاب الفلسفي والمطارحات الفكرية".

وفي الجلسة الأولى التي ترأسها الدكتور حسن حنفي، تساءل أستاذ الدراسات الإسلامية في الجامعة اللبنانية رضوان السيد، في ورقته البحثية المعنونة ب "إشكالية التراث والحداثة في الفكر الجابري": "هل حقق الجابري هدفه في حل إشكالية التراث والحداثة لصالح الدولة القومية التقدمية، المتكئة على تراث عريق لكنه حي ومتحرك؟". في حين رأى المعقب الدكتور وجيه قانصو انه "لعل المشكلة الأصعب في محاولة الجابري تجاوز الفهم التراثي للتراث إلى فهم حداثي ورؤية عصرية يتم من خلالهما مواكبة التقدم الحاصل على الصعيد العالمي، كانت في عدة النقد وآليات الإشتغال التي اعتمدها لهذا الغرض".

وتحت عنوان "الاشتغال الابستمولوجي على التراث"، اعتبر انطوان سيف أن كتاب "مدخل إلى فلسفة العلوم" للجابري، هو "معلم أساسي مميز له. وعلى الرغم من أنه كتاب توليف أكثر مما هو كتاب تأليف، فإنه مع ذلك نموذج راق في مجال الكتب التدريسية العربية، المدرسية والجامعية، ينبغي عدم الاستهانة بقيمته التربوية الفلسفية في هذا المجال". وعقب عليه الدكتور عبد السلام بن عبد علي.

اما أستاذ الفلسفة في جامعة الحسن الثاني في الدار البيضاء عبد الإله بلقزيز، فرأى في بحثه "العقل النظري: المفاهيم والفرضيات"، ان "الانتقال من نقد التراث (العربي) إلى نقد العقل (العربي) ليس فعلا من أفعال التفريع أو التخصيص، أو حتى التصويب المنهجي في النظر إلى الموضوع، وإنما هي إعادة بناء للموضوع (التراث) ولمفهومه، إعادة بناء للنقد: معنى ومفهوما وأدوات".

وعقب الدكتور عبد المجيد الشرفي على ورقة بلقزيز، قائلا: "لقد امتنع الدكتور بلقزيز عن بيان حدود الإنتاج المدروس بصفة موضوعية وغير تمجيدية في مستوى النظام المفهومي نفسه".

ومما قاله أستاذ الفلسفة في جامعة القاهرة الدكتور حسن حنفي، في ورقته "نقد العقل العملي: السياسة والأخلاق": "كان يمكن تثوير الماضي من أجل فك الحصار عن الحاضر، وإعادة بناء الموروث الأخلاقي القديم حتى يصب في الوعي الأخلاقي المعاصر، خاصة وأن المقدمة في "العقل الأخلاقي العربي" حول "الفكر الأخلاقي العربي: الوضع الراهن"، والخاتمة خلاصات وآفاق "لم يدفنوا بعد أباهم أردشير" أي أخلاق الطاعة (…). فالهم كيفية الانطلاق من أزمة الحاضر إلى حاضر المستقبل. وهو يقتضي فك إزار الماضي وعدم الاكتفاء بتحليله". وعقب الدكتور فهمي جدعان، مذكرا بأنه حين أصدر الجابري "نقد العقل العربي" ووقف عند نظم البيان والعرفان والبرهان "سارعت إلى كتابة مقالة في مجلة "العربي" بعنوان "من نقد العقل إلى نقد الفعل"، لا نقضا لكتاب الجابري مثلما فعل آخرون، ولكن تنبيها إلى خطورة العقل العملي، وبخاصة الأخلاقي، وغياب الاهتمام به، ظنا من كثيرين بأن القول في الاخلاق لا يليق إلا بعلماء الدين وخطباء المساجد والدعاة".

وتستكمل الندوة غدا بمشاركة عدد كبير من البحاثة منهم الدكتور فريد العليبي والدكتور وجيه كوثراني والدكتور وجيه قانصو والدكتور كمال عبد اللطيف والدكتور فيصل دراج والدكتور انطوان سيف.

السابق
نقابة السائقين دعت إلى المشاركة في مسيرة الأربعاء
التالي
فصح الهدوء …والقلق، في جنوب 2011