ذكرى مجزرة قانا.. محطة ليتمسك اللبنانيون بحقوقهم وعنوان للجرائم الإسرائيلية

تشكل الذكرى الـ 16 للمجزرة الأليمة التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية في بلدة (قانا) في جنوب لبنان في العام 1996 محطة متجددة لكي يتمسك اللبنانيون بحقوقهم واستعادة كامل أراضيهم المحتلة وعنوانا للجرائم التي ارتكبتها إسرائيل ضد لبنان على مدى عقود من الزمان.

وأعادت هذه الذكرى الى الاذهان ما خلفه القصف الإسرائيلي آنذاك من ضحايا في إطار عملية أطلقت عليها اسم «عناقيد الغضب»، وذلك من خلال استهدافها للمدنيين العزل بالصواريخ والقنابل العنقودية فقتلت 106 لبنانيين معظمهم من الاطفال والنساء والشيوخ وجرحت 300 آخرين في بلدة (قانا)، حيث كانوا يختبئون في احد مقرات القوات الدولية التابعة للامم المتحدة.

من جانبه، أكد وزير الدولة اللبناني عدنان السيد حسين لـ (كونا) اهمية ملاحقة إسرائيل على الجرائم التي ارتكبتها ضد الانسانية في لبنان وفلسطين المحتلة ومقاضاتها امام المحاكم الدولية.

وقال «انه ليس مطلوبا من اللبنانيين والعرب الآخرين ان يرصدوا العدوان الإسرائيلي بأشكاله المختلفة فحسب بل المطلوب منهم ملاحقة إسرائيل دوليا تمهيدا لمقاضاتها في المحافل الدولية ولو بعد حين».

وأضاف «لا يجوز ان يتخلى لبنان عن حقوقه في الدفاع عن سيادته وحماية أمنه وملاحقة إسرائيل قانونا كي تجبر على دفع تعويضات في مقابل الاضرار المادية والمعنوية التي ألحقتها بالشعب اللبناني والاراضي اللبنانية».

وتابع ان «مراجعة دقيقة لقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة والقواعد العامة التي تحكم الشرعية الدولية تؤكد حق لبنان في الأمن والسيادة ومقاضاة إسرائيل في محاكم دولية خاصة».

ودعا الوزير اللبناني السلطة الحكومية اللبنانية الى المتابعة الحثيثة لهذا الملف انطلاقا من ضرورة انسحاب إسرائيل من الاراضي اللبنانية المحتلة كافة حتى الحدود «المعترف بها دوليا منذ اتفاقية الهدنة عام 1949».

وقال ان مجزرة (قانا) ستبقى عنوانا للعدوان الإسرائيلي على الشعب اللبناني بل وعلى الامم المتحدة أيضا عندما قصف الطيران الحربي الإسرائيلي مواقع قوات الطوارئ الدولية المعززة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) حيث كان يلجأ اليها مئات الابرياء من الاطفال والشيوخ والنساء.

وأضاف ان هذه الجريمة لا تسقط بالتقادم وتبقى ماثلة في ملف جرائم الحروب ضد شعب آمن» متسائلا «لماذا لا نطارد إسرائيل ديبلوماسيا في الوقت الذي تسعى مجموعات يهودية غربية الى تبييض صفحة إسرائيل عالميا ورفع الضغط الاعلامي عنها ومحاولة تجنيبها العقوبات الدولية اللازمة؟».

من جهته قال عبد برجى احد الناجين من مجزرة (قانا) ويبلغ من العمر 59 عاما انه فقد 18 شخصا من افراد عائلته من بينهم أبواه وأشقاؤه وأولادهم، داعيا الله عز وجل ان يوحد جميع اللبنانيين «لنكون قلبا واحدا لمواجهة اي اعتداء».

وأضاف «اننا ننشد الاستقرار وسنبقى نتذكر شهداءنا الذين سقطوا وقد رووا بدمائهم ارض وطنهم ولكن في الوقت نفسه نتمسك بكامل حقوقنا وسندافع عنها مهما كبرت التضحيات».

من جهته، قالت زينب بلحص انها فقدت كتفها وساقها اليمنى «حين صب العدو الإسرائيلي حمم قذائفه علينا عندما لجأنا الى مركز للامم المتحدة لنختبئ من القصف البربري لكن إسرائيل ما عرفت يوما معنى حماية شرعية حقوق الانسان والمواثيق الدولية».

وكانت إسرائيل ارتكبت خلال عدوانها على لبنان في عام 2006 مجزرة ثانية بحق المدنيين العزل في بلدة (قانا) في جنوب لبنان ذهب ضحيتها اكثر من 40 شهيدا نصفهم من الاطفال.

السابق
الانباء: حزب التحرير يدعو للتظاهر ضد النظام السوري وأحزاب “8 آذار” لمسيرة إلى دمشق دعماً لقيادتها
التالي
السياسة: اجتماع رباعي ماروني في بكركي اليوم برعاية البطريرك للم الشمل