السياسة: اجتماع رباعي ماروني في بكركي اليوم برعاية البطريرك للم الشمل

"اللقاء في حد ذاته حدث, والصورة الجامعة قد تكفي, أقله في المدى المنظور, لوضع اللبنة الأولى في مدماك المصالحة المسيحية الواسعة".
بهذه العبارات لخص أحد الأقطاب المسيحيين لقاء بكركي الخماسي الذي يعقد اليوم برعاية البطريرك بشارة الراعي ويجمع كلاً من الرئيس أمين الجميل, و"رئيس تكتل التغيير والإصلاح" النائب العماد مشال عون, ورئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية ورئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع, وفق برنامج أعده البطريرك يبدأ بصلاة تأمل يعقبها اجتماع تبحث فيه الملفات المتصلة بالوضع المسيحي على تنوعها اضافة الى التطورات السياسية والوطنية ويعقبه غداء.

وعلى رغم عدم تعليق آمال واسعة سياسياً على اللقاء الذي قد يكون الأول في سياق مجموعة لقاءات قد تعقبه ترتبط بنوعية المشاورات والمضمون السياسي, فإن سرعة تلبية دعوة البطريرك وتحديد الموعد الذي شكل مفاجأة للبعض, يفتح أفقاً واسعاً على آمال عريضة مأمولة على المستوى المسيحي.
وأوضحت أوساط كنسية قريبة من البطريركية المارونية ل¯"السياسة", أمس, أن اللقاء سيكون بمثابة كسر جليد بين القيادات, في محاولة لمد جسور التواصل فيما بينها, على أمل التمكن من تضييق مساحات الاختلاف بين الموارنة, والعمل تالياً على توحيد المسيحيين انطلاقاً من حرص بكركي على ترسيخ دعائم الوحدة بين اللبنانيين.

وإذ اعترفت بصعوبة مهمة البطريرك الراعي التي لا يحسد عليها في تقريب وجهات النظر بين هذه القيادات نظراً للخلافات السياسية المستحكمة بينها, إلا أن الأوساط رأت في هذه المبادرة محاولة جادة من جانب سيد بكركي لإعادة لم الشمل المسيحي, باعتبار أن وضع الطائفة المسيحية لا يسر, لا صديقا ولا عدوا ولم يعد ممكناً البقاء على هذه الحال من التشرذم والتفكك, ولا بد من اتخاذ المبادرة للتخفيف من حدة الاصطفافات القائمة.
وكشفت الأوساط إلى أن البطريرك الراعي سيحاول الحصول من المجتمعين على ميثاق شرف إعلامي أولاً يمهد لوقف حدة التشنج القائمة, والسعي إلى تبريد الأجواء وتفادي أي توتير سياسي على خلفية الأزمات التي يمر بها لبنان.
وأشارت إلى أن لقاء بكركي قد يمهد لمرحلة سياسية جديدة, شريطة أن تتعامل هذه القوى مع الدعوة البطريركية بكثير من المسؤولية وبانفتاح شامل لطي الصفحة الماضية وفتح صفحة جديدة تصب في مصلحة المسيحيين ولبنان.
وفي هذا السياق, رأى عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب حكمت ديب أن مجرد حصول اللقاء خطوة إيجابية جداً, رافضاً التعليق على النتائج التي قد تصدر عنه لأنه لا يريد أن يستبق الأمور.
وقال ل¯"السياسة": "إن تجارب اللقاءات السابقة معنا لم تكن مشجعة, لأننا كنا الوحيدين الذين نوقع الوثائق والاقتراحات التي تصدر عن بكركي, فيما الفريق الآخر لم يوقع ولم يلتزم بشيء".

وأضاف "نحن نرحب بهذا اللقاء ونطلب إدراج عدد من الملفات على الطاولة ومنها: ملف التوطين, وملف تملك الأجانب الذي رأينا انكفاء للنواب وللشخصيات المسيحية التي تجتمع حوله, بالإضافة إلى الملف الأكبر الذي يحمل لواءه العماد ميشال عون والمتمثل باستعادة الدور المسيحي الفاعل ضمن السلطة الإجرائية".

واعتبر أن تسمية لقاء بكركي بلقاء مصالحة لا تصح, فهناك خطان في المسار السياسي, لا بد من التفاهم حول تقريب وجهات النظر بينهما.

السابق
ذكرى مجزرة قانا.. محطة ليتمسك اللبنانيون بحقوقهم وعنوان للجرائم الإسرائيلية
التالي
عون عند حزب الله: أولويّة ودَيْن إلى يوم القيامة