مروان صعب يستدرك: 7 أيار كان فتنة إسرائيلية!!

جرح عميق كان بين "حزب الله" و"الحزب التقدمي الإشتراكي" اسمه مروان صعب. مروان صعب الذي كان يتهم "حزب الله" بالإجرام لأنّه اعتقل في 8 أيّار 2008 بعد معارك السابع من أيار الشهيرة. اليوم غيّر مروان رأيه: "7 أيار فتنة إسرائيلية كان ضحيتها أنا وحزب الله والتقدمي الإشتراكي"، يقول، هو الذي لم يترك فرصة ليخرج إلى الإعلام شاهرا سيف وجعه ضد الحزب.

فمن هو مروان صعب؟ ماهي قصته؟ وما مدى تأثيرها على المصالحة الدرزية – الشيعية؟

هو مسؤول الحزب التقدمي الاشتراكي في منطقة "كركول الدروز" ببيروت. مناضل حقيقي، على يصف نفسه، دافع عن أرضة وعرضه ضد الاحتلال الاسرائيلي في العام 1982، على ما يروي.

في الثامن من أيار 2008 بدأت رحلته مع المعاناة. إعتقله عناصر من "حزب الله": "أثناء المعركة التي وقعت في كركول الدروز بيننا وبين الحزب، على تقاطع شارع مارالياس والاستقلال، سمعت صوتا يناديني عبر مكبّر الصوت، وإذا به أحد ضبّاط الجيش اللبناني، وهو كان قياديا في اللواء الذي كان مرابطا هناك. طلب مني التقدم باتجاهه لتسوية الأمور، بعدما كان قد انسحب مع جنوده من نقطته االمتمركزة على تقاطع الاستقلال بقرار عرفت لاحقا أنّه كان فرديا، قبل أن يعود بأمر من قيادة الأركان، على ما قال لي قيادي أعلى رتبة منه. ليتبيّن لي بعدها أنّ هدفه كان فتح المجال لعناصر "حزب الله" و"حركة أمل" لاعتقالي. إذ فجأة خرج من وراء ملاّلة الجيش مسلحون من المشاة كانوا مع الجيش.

وبعد اتصال أجراه مع قيادة الاركان، التي طلبت تسليمي الى اليرزة وليس الى "حزب الله"، قال خلاله إن الموضوع خرج عن سيطرته، بدا لي أنه متواطئ مع تلك العناصر، ما أثار فيّ القهر وزعزع ثقتي بالجيش".

يضيف صعب: "تفاجأت منذ مدّة ، خلال زيارة قمت بها الى أحد مراكز الجيش لتقديم الشكر الى ضابط قام بمساعدة عائلتي في الخروج من المنطقة أثناء الهجوم، بأنّ القيادي ذلك تبيّن أنّه عميل إسرائيلي، هنا استرجعت ذاكرتي وتوصلت الى أن من طلب منه الإنسحاب من منطقة تمركزه هو العدو الإسرائيلي الذي لا يريد أن تسقط بيروت بيد "حزب الله" في غضون ساعات، بل يريد توريطه في معارك طويلة وفي حمام دم طائفي، خصوصا في المناطق الدرزية، بما أنّه لم يكن هناك من يقاتل في بيروت سوى الدروز، ولتصويب المعركة الى الجبل".

أمّا فيما يتعلّق بعملية التعذيب التي تعرض لها صعب أثناء اعتقاله، فيرويها على الشكل الآتي: "بداية الإعتقال كانت من نقطة حي اللجى، ثمّ قاموا بنقلي الى ثكنة فتح الله لتبدأ معها المعاناة والتعذيب. قاموا بتكبيل يديّ بالأسلاك وانهالوا عليّ بالضرب بالعصي. ومن شدّة تعبهم من الضرب كانوا يتناوبون في عملية التعذيب والترهيب بعد الاتهامات التي وجّهوها لي، من تعامل مع العدو الإسرائيلي الى عمليات إغتصاب وقتل عماد مغنية وغيرها وغيهرا".

ويتابع: "أسبوع وأنا على هذه الحال، ضرب مبرح واتهامات باطله وتخويف وتخوين، إلى أن طلبت منهم إعدامي لأنه أرحم من التعذيب والضرب الذي أكل من كل مكان من جسمي. فقالوا: هذا ما سيحدث. لكن فجأة تغيّرت معاملتهم لي. كان ذلك في اليوم الثامن من الإعتقال، ثم تفاجأت بنقلي إلى مكتب مسؤول الأمن في "حزب الله" الحاج وفيق صفا. هناك فكوّا قيودي وأزاحوا القناع عن وجهي وقدموا إليّ الطعام، إذ أمضيت أيامي الثمانية من دون طعام".

في السادس عشر من أيار تمّ الإفراج عن صعب إثر مؤتمر الدوحة. خرج وذعر بما شاهده في منزله ومحيطه الذي ولد وترعرع فيه: "من عمليات نهب وسرقة تعرّض لها بيتي، وأقدر ما تمت سرقته من اسلحة صيد وكمبيوترات وغيرها بمبلغ خمسين ألف دولار، هذا عدا الخسائر التي سببها التحطيم في منزل والدتي وأقاربي".

ويتابع متحدثا عن استيلاء عناصر من "حزب الله " على المبنى المواجه لمنزله، الذي كان يقطنه عراقيون، ولم يتركوه إلا بعدما قبضوا مبلغ عشرة الاف دولار "خلوّ"، دفعها "وقف الطائفة الدرزية" واشترى المبنى. هذا الى جانب التهديدات التي كان يتعرضّ لها في حال عودته الى المنطقة: "وإلاّ ستلاقي حتفك"، كانوا يقولون لي.

اليوم وبعد ثلاثة سنوات من الذكرى والألم، ومنذ أربعة أسابيع، قام وفد من "حزب الله"، مؤلف من صفا والنائب أمين شرّي ومسؤول سمّاه صعب بـ"أبو علي كحلول"، بزيارة صعب في منزله بكركول الدروز، الذي أجبر على تركه منذ أيار 2008.

هناك قدّم الوفد الحزبي اعتذارا رسميا على ما جرى، لتكون المصالحة الشيعية – الدرزية قد اكتملت وتجاوزت عائقات رئيسيا. وقال له الضيوف المعتذرون، الذين أمنوا له غطاء العودة الى بيروت، بعدما كان يعيش في الجبل منذ أيام 2008، إنّ هدف المصالحة هو "وأد الفتنة وفتح صفحة جديدة بين كلا الطائفتين وطمأنة أهالي الشيعة والدروز".

مروان صعب الذي تم إعتقاله زورا بتهمة تعامله مع العدو الإسرائيلي تبيّن اليوم أنّ الإسرائيليين هم الذين أوقعوا به لتعميق حفرة الفتنة التي كانت تنمو في 7 أيار.

السابق
اعلاميو مرجعيون يمتنعون عن تغطية نشاط للكتيبة الاسبانية
التالي
الاعلامية التونسية كوثر البشراوي في بنت جبيل