العريضي: مقتنعون بان النظام الطائفي لا يمكن ان يوفر العدالة المساواة

أقامت منظمة الشباب التقدمي وبلدية الخريبة "معرض الارشاد الجامعي السابع"، في احتفال أقيم في خلية الخريبة الاجتماعية، برعاية رئيس اتحاد بلديات المتن الاعلى المحامي كريم سركيس، في حضور وزير الاشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الاعمال غازي العريضي، النائب السابق أيمن شقير، رئيس البلدية زياد البنا، وكيل داخلية الحزب الاشتراكي في المتن الاعلى هادي ابو الحسن، الامين العام لمنظمة الشباب التقدمي ريان الاشقر، مفوض الشباب والتربية في الحزب التقدمي زياد نصر، أميني سر منظمة الشباب في المتن والشوف زياد ابو عاصي وكمال العماطوري، رؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات تربوية وطالبية وروحية وحشد من المواطنين.

البنا
بعد النشيد الوطني وعرض فيلم عن الشهيد كمال جنبلاط وكلمة تعريف لأكرم القاقون ألقى رئيس البلدية زياد البنا كلمة نوه فيها ب"هذا النشاط الذي يساعد الطلاب في اختيار الاختصاص المناسب في المرحلة الجامعية".

حريز
وتلاه شوقي حريز بكلمة الهيئات التعليمية اعتبر فيها ان "العولمة سمحت للتيارات الغربية والغريبة عن مجتمعنا بدخول منازلنا وعقول اولادنا عنوة، فبات علينا المزيد من الانتباه والحذر والمراقبة ورأب الصدع في البناء الاجتماعي والتربوي والاسري".
وألقى سركيس كلمة نوه فيها بمنظمة الشباب التقدمي التي هي "من لدن حزب نهضوي أسسه المعلم الراحل الحاضر مع مجموعة من رجال العلم والقانون مواكب في مراحل مسيرته الوطنية مسيرة الحياة فينا كما يتابع على الخطى نفسها الزعيم وليد جنبلاط".
واضاف: "عالمنا اليوم يتطور بسرعة كبيرة وعلينا ان نواكب هذا التطور ونتابعه، فهذه الخطوة أي لقاؤنا اليوم من اجل الارشاد الجامعي هي خطوة مباركة وعلينا مساعدة الجيل الجامعي الجديد بارشاده الى اختصاصات جديدة للدخول في الحياة العملية ومنها الصناعة والاعمال اليدوية وشهادات التجارة والاقتصاد والاتصالات وعالم الكومبيوتر والبورصة والسياحة والفندقية والتطور الاعماري واليد العاملة المختصة".
وختم مطالبا الجيل الجامعي بأن "يتوجه الى اختصاص يكون لديه فيه فرص عمل دائمة وأكيدة".

رنا البنا
وألقت رنا البنا كلمة باسم المنظمة فأكدت "مواصلة هذا العمل الثقافي لما فيه مصلحة طلابنا في التوجه الى اختصاصات يحتاج اليها سوق العمل".
واضافت: "13 نيسان ذكرى أليمة نتمنى على الجميع أخذ العبر والدروس منها وعدم الوقوع فيها من جديد".
العريضي
بعدها ألقى الوزير العريضي كلمة قال فيها: "المعرض الذي يقام اليوم بعد هذا النشاط الكبير هو شكل من أشكال التنمية البشرية التي لا بد من التركيز الدائم عليها في مواكبة التطورات لا سيما ان الشباب معنيون دائما ومطالبون وهم يلبون هذا المطلب بالانخراط الكامل في الحياة العامة إن في المدارس او الجامعات ثم في مجالات الحياة المختلفة فكيف اذا كانوا شباب منظمة أطلقها ايضا قائد كبير أمضى حياته من اجل الفقراء والفلاحين والكادحين والطلاب والمعلمين والمثقفين والشباب ليوفر حياة افضل لهم ولكل أبناء الوطن".
واضاف: "استمعت الى بعض الكلمات التي شددت على التربية والمعرفة، ومن قلب السياسة اقول ان السياسة ليست فقط خطابات ومهرجانات وبيانات واطلالات على الشاشات والمنابر لاطلاق مواقف من دون ان يكون ثمة رؤية وبرنانج وقراءة كاملة للاحداث التي تحيط بنا، الا ان القوة الاساس في أي مجتمع ليست قوة مادة او سلاح، القوة الاهم والاقوى والافعل والامضى هي قوة المعرفة عندما كان كمال جنبلاط يجول في كل انحاء العالم انطلق من لبنان حيث كانوا يتعاطون معه انه زعيم لطائفة صغيرة في عشيرة في وطن كبير اي العالم العربي لكن عندما كانوا يناقشونه او يستمعون اليه وهم على عروش وفي مراكز متقدمة ويملكون من السطلات والامكانات ما لا يملك منه شيء هذا الرجل كانوا يقفون امامه بكل اجلال واحترام لان كمال دنبلاط كان قويا بعقله، بعلمه، بفكره، بمعرفته بثقافته الواسعة، باستيعابه لكل ثقافات وحضارات التاريخ والعالم وبقدرته على مناقشة الجميع. ولطالما فتح بعضهم مواضيع في بلادهم وجدوا ان كمال جنبلاط مطلع عليها اكثر منهم وهو على قدر واسع من الاحاطة بها. هذا امر يدعونا الى مزيد من القراءة والمتابعة والغوص في فكر هذا الرجل وعلمه، لذلك عندما نتطلع اليوم الى الشباب، للأسف نفتقد الكثير من المعرفة والمتابعة والجدية".
وتابع: "نحن تعلمنا السياسة في الثانويات والجامعات ومن النضال من أجل القضايا المطلبية. كنا نشعر بأننا أقوياء بالموقف وبالرؤية ولم يكن ثمة سلاح في تلك الفترة، وكمال جنبلاط استطاع ان يقود اكبر حركة سياسية في تاريخ لبنان مدى عقود اخترق من خلالها كل الحواجز والمناطق والطوائف والمذاهب وبات يشكل تحديا كبيرا لنظام سياسي عفن متخلف، فكان الخطر الاكبر عليه من هذه الناحية بينما كان الخير الاكبر للبنانيين لأنه كان يبحث عن وحدتهم وانتمائهم الوطني الحقيقي وعن تطور نظامهم السياسي الديموقراطي. لذلك، اذا كان من كلمة في مناسبة الارشاد الجامعي فهي الدعوة الى شباب المنظمة ولكل الشباب اللبناني الى مزيد من الوعي والاطلاع والمعرفة والثقافة والبحث العلمي والتحصن بهذه الصفات والابتعاد عن المذهبية والطائفية والغرائزية والعصبية لأننا بذلك نكرس انتماءنا الى هذه المنظمة وهذا الحزب وهذا الوطن".

وقال: "فيما نشهد اليوم في العالم العربي ترجمة حتمية لتغيير الانظمة مثل الافراد تعيش تكبر تشيخ ثم سقط وتتغير مثل الافراد تماما. لذلك حركة التغيير التي نعيشها هي حركة طبيعية حتمية، والمهم ان تصل الى ما نريد. المهم ان يكون ثمة ادارة سياسية واعية مدركة لكل ما يحيط بهذه الحركة لضمان سلامتها ومرورها بأفكارها واهدافها الى شاطىء الامان".
وتابع: "كنا نعيش في ظل نظام طائفي. الانقسام كان طائفيا. حاول كمال جنبلاط ان يجعله انقساما وطنيا بمعنى ان يكون الصراع فوق الطوائف والمذاهب. فكان يشكل التكتلات السياسية على اساس برامج سياسية وطنية شاملة، لكن هذا لا يلغي أن طابع الصراع في لبنان لفترة طويلة كان طائفيا. للأسف، طبعا التجارب المشرفة كانت مع ذلك الرجل الكبير لكنها سقطت وبدأت تتراجع مع كل الحياة السياسية اللبنانية يوم أطلقوا تلك الرصاصات الغادرة عليه. منذ ذلك الوقت، تكرس الصراع الطائفي حتى بتنا اليوم في ما بعد الطائفية أي بالمذهبية ومنها تتفرع الفئوية وهذا كله يؤدي الى مزيد من التفكك والانقسام والضعف على مستوى البنيةالوطنية اللبنانية".
وقال: "ان المشهد السياسي مؤلم. كان الخلاف على هوية لبنان هل هو عربي او غربي؟ في 1943 قيل ذو وجه عربي، في الطائف 1989 قيل عربي الهوية والانتماء في 1943 لم تكن اسرائيل قد قامت لكن كان صراع الغرب على هذه المنطقة وصراع بعض هذه المنطقة مع الغرب للمحافظة على الانتماء العربي الحقيقي الموحد لأبناء هذه الامة. واليوم النقاش الدائر على المنابر لبنان عربي او ايراني. اسرائيل سبب الخراب والدمار وكل المشاكل في هذه المنطقة. اسرائيل أرادت ان تستغل موجات التغيير في العالم العربي لتدعي وتقول: كنتم تتهموننا باننا سبب كل شيء في هذه المنطقة، تفضلوا هذه الثورة في تونس ومصر وليبيا وفي كل مكان لا علاقة لها بالصراع العربي – الاسرائيلي ولم نسمع كلمة عن اسرائيل واميركا. هذا صحيح، ولكن هذا لا يعني ان اسرائيل ليست الخطر الاكبر والجسم الغريب الذي زرع في هذه المنطقة وسبب الكثير من المشاكل، وندخل، في المقابل، على خط المشاكل التي تنمو من داخل الانظمة. بالعكس يجب ألا ننسى هذا الامر ويجب ان نركز دائما على هذا الخطر".
واضاف: "الى اين سنصل بهذا المستوى وبهذه الطريقة من النقاش السياسي في لبنان واين هو الشباب اللبناني في ورشة الارشاد؟ لست مرشدا لكني رفيق من صفوف منظمة الشباب والحزب بتجربة متواضعة. أقول اياكم والحقد والكراهية والمذهبية والطائفية والعصبية والغرائزية. هذه امراض قاتلة لا يمكن ان تنتج مجتمعا سليما او خيارا سياسيا صحيحا. وأبرز دليل اليوم تعلو صيحات في لبنان بعنوان "اسقاط النظام الطائفي".أول من رفع هذا الشعار وناضل من اجله هو الحزب التقدمي بقيادة كمال جنبلاط مع اقرارنا بتغيير الظروف. لكن يبقى هذا هدفا من اهدافنا لاسقاط كل عوامل التمييز بين أبناء الشعب الواحد، لكن كيف تدار هذه العملية؟".
وتابع: "أود ان اسجل ملاحظتين: الاولى تعني منظمي هذه التظاهرات وهم على حق، ونحن نبارك تحركهم وخطواتهم وكل ما يقومون به من اجل ابقاء هذه القضية حية ومن اجل القاء الضوء على سبب المشكلة الاساس الكامن في جوهر النظام السياسي هو النظام الطائفي.المؤسف عندما نرى ان اخوة ورفاقا وابناء اعزاء يشاركون في هذه التظاهرات ينظمونها، لكنهم يرفضون مشاركة غيرهم بطريقة او بأخرى لسبب او لآخر. هذا امر خاطئ. تعالوا لنحرك المشترك بين بعضنا البعض. قد تكونون على خلاف مع منظمات شبابية واحزاب أخرى. قد تكون لكم وجهات نظر محترمة ومقدرة تجاه آخرين، لكن هم اخوة لكم وشركاء اذا كانوا مقتنعين بضرورة اسقاط النظام الطائفي فيجب ان تتركوا نقاط الخلاف جانبا وتفيدوا من هذا الموقف المشترك كي يتعاون الجميع من اجل الوصول الى هدف نريده كلنا وهو اسقاط النظام الطائفي.
أقول لكل الشباب وعلى رأسهم شباب منظمة الشباب التقدمي لكي تكون هذه القراءة كاملة وشاملة يجب ألا ننتظر تظاهرة يطلقها هذا الفريق او ذاك تحت عنوان تغيير النظام الطائفي، لنذهب ونشارك فيها كي لا يقال اننا مقصرون او بعيدون او اننا غيرنا رأينا. نحن اصحاب قضية ومقتنعون بان هذا النظام الطائفي لا يمكن ان يعيش في لبنان ويمكن ان يوفر العدالة المساواة على كل المستويات بين اللبنانيين، وبالتالي هذه القضية يجب ان تكون قضية دائمة نتفاعل معها وليس تحركا موسميا في ظروف سياسية معينة تفرضها تطورات من الداخل أو محيطة بنا فنذهب وكأننا موجات تأتي في مواسم معينة ثم ننكفئ ونذهب الى قضايا اخرى لا نمارس في اطارها الا العصبية والغرائزية والتمترس الطائفي والمذهبي، فلا نرى أمامنا اي شيء بل نقبل كل شيء في قوالب جامدة. لا نناقش ولا نفكر ولا نبادر ولا نطلق أفكارا او مبادرات او اشارات او مواقف معينة تحرك المجتمع السياسي اللبناني".
ودعا قطاع الشباب الى طرح أسئلة في كل الاتجاهات والتيارات السياسية: "هل الكهرباء مشكلة لفريق من دون آخر والكل يدفع الفاتورة ويعيش في ظلام وتلوث بيئي مع انقطاع الكهرباء؟ هل تلوث المياه هو مشكلة لفريق من دون آخر وكذلك المدرسة الرسمية وما تعانيه يعبر عن فئة او منطقة من دون أخرى؟ هل مطالب اساتذة التعليم الرسمي والجامعة اللبنانية وواقع المدرسة الرسمية وكذلك الجامعة الوطنية هي مطالب وحقوق حصرية لفريق من دون آخر، موالاة ومعارضة؟ الموالاة تتغير بين حين وآخر وكذلك المعارضة، فيما المطالب والقضايا والمعاناة هي واحدة وتبقى هي نفسها منذ الاربعينات حتى الآن. هل الغلاء موجود في منطقة وغير موجود في منطقة أخرى؟ هل الدين العام يؤثر على فريق من دون فريق آخر؟ اذا عرضنا كل هذه المشاكل وصولا الى الضمان الاجتماعي والواقع الصحي وحاجات المستشفيات والخطر الذي يهدد الضمان الاجتماعي، هل هذه المسائل تعني فريقا من دون آخر، اضافة الى مشاكل البطالة ونجد مئات الشباب امام ابواب السفارات هل ينتمون الى طائفة واحدة او حزب او تيار واحد أو انها مشكلة يعانيها كل الشباب اللبناني؟ نسمع الكثير من الحديث عن الفساد، هل هو في بيئة واحدة؟".

السابق
اللقاءالاول لرؤساء بلديات الجنوب والبقاع الغربي ، أمل وحزب الله: ترجمة عملية لتطبيق بروتوكول التعاون
التالي
“المستقلون الديمقراطيون” يتدارسون تقديم شكوى ضد شكر: