المسيحيون..والهجرة

(خاص الموقع)

– دعوات لجعل المسيحي مشارك في النسيج الاجتماعي يعكس واقعاً صعباً
– إغراءات الخارج أقوى من موانع الداخل جعلت المسيحيين قلّة
– المسيحيون كثيراً ما يتحولون إلى "زوّار انتخابات" وحضورهم "مرور كرام"

عرفت صيدا المسيحية منذ بداية الدعوة لها. وسكنها مسيحيون منذ القرن الأول للميلاد، وإذا كان الانقطاع المسيحي عنها نتج بسبب الحروب الصليبية، إلا أن الوجود المسيحي عاد إليها وبنى الكنائس لمختلف الفرق المسيحية. لكن هذا الوجود عاد وتعرض للتهجير الفعلي عام 1985 بعد معارك شرق صيدا التي افتعلها العدو الإسرائيلي واستخدم بها فئات لبنانية مسيحية ساهمت في تهجير المسيحيين من مدينتهم على الرغم من إعلان تلك الفئات عن رغبتها في حمايتهم.
يقول المختار محمد البعاصيري: في لوائح الشطب الأخيرة وردت أسماء أكثر من 3 آلاف مسيحي ومسيحية مقابل 5 آلاف من المسلمين الشيعة و49 ألف من المسلمين السنة، لكن في الانتخابات النيابية عام 2009 لم تتجاوز 700 منتخب أي نحو خمس المسيحيين على الرغم من الجهد الكبير الذي بذلته الماكينات الانتخابية آنذاك لحثهم على المشاركة.

حي القناية
يُعرف حي القناية بصفته حياً لمسيحيي المدينة. إذ يقيم به وحسب لوائح الشطب أكثر من 500 مسيحي ومسيحية على الشكل الآتي :
موارنة رجال 200 موارنة نساء 132
كاثوليك رجال 75 كاثوليك نساء 47
أرثوذكس رجال 25 أرثوذكس نساء 18
كلدان 1. ونجد في الحي 7 إنجيليين وإثنان لاتين
يقول مختار الحي سليم خليل عبود: أبرز العائلات المارونية هي: عبود، صهيوني، براك، معتوق، صالح، متى.
والعائلات الكاثوليكية هي: قبرصي، صهيوني، فاخوري، يارد، برشا، عبود.
والعائلات الارثوذكسية هي: مجدلاني وحوراني.
ويضيف المختار عبود: معظم هذه العائلات نزحت إلى بيروت، خصوصاً بعد عام 1985 إلا أن بعض العائلات هاجر إلى كندا والولايات المتحدة. ويزيد: تعرض البعض إلى حوادث أمنية بعد عام 1985 لأن هذا البعض كان متورطاً بالعلاقة مع إسرائيل. ومعظم النازحين باعوا بيوتهم وممتلكاتهم.
لكن المختار عبود يشير من جهة أخرى إلى بقاء نحو 20 عائلة مسيحية في الحي "وهي عائلات عبود، صهيوني، متى، فاخوري. ومعظم أفرادها يعملون في وظائف رسمية وبعضهم في مهن حرة مثل محلات أو محطة بنزين".

حي مار نقولا
وحي مار نقولا من الأحياء الكبيرة في صيدا، إذ يقيم فيه حسب لوائح الشطب نحو 4100 صيداوي وصيداوية "منهم أكثر من الفين يدينون بالمسيحية" حسب تعبير مختار الحي الياس الجيز.
يعدد الجيز الوجود المسيحي الرسمي قائلاً: "هناك نحو 1800 كاثوليكي، 200 موارنة، 22 ارثوذكس و50 أرمنيا".
ومن العائلات الكاثوليكية: الجيز، صاحي، دبانة، برشا، نحاس وفاخوري.
أما العائلات المارونية فهي: رومانوس وعون. وهناك عائلة أرثوذكسية وحيدة هي عائلة عودة. ويضيف الجيز: الجميع نزح عن صيدا، وأعتقد أنه لا عودة إلى هذه المدينة وعدد المقيمين حالياً لا يتجاوز عدد أصابع الكفين.
وعن أسباب الهجرة، يقول الجيز: في بداية السبعينات، كانت الهجرة طبيعية كبقية أفراد المجتمع، كانت هجرة طموح، لبناء مستقبل جديد وتحسين أوضاع معيشية شأنهم شأن الشباب المسلم، لكن بعد عام 1985 ومعارك شرق صيدا، هاجر الجميع إلى بيروت وإلى الخارج، ومعظمهم باع بيوته وممتلكاته محاولاً البحث عن مستقبل في منطقة أخرى. وعن مشاركتهم في الانتخابات، يوضح الجيز، عملنا المستحيل ولم يحضر أكثر من مئة شخص للانتخابات.

حي الشارع
يقيم في حي الشارع نحو 5800 شخص حسب لوائح الشطب الأخيرة. بينهم 464 مسيحيا ومسيحية، موزعين على الشكل الآتي:
موارنة كاثوليك ارثوذكس ارمن كاثوليك ارمن ارثوذكس سريان كاثوليك لاتين انجيلي كلدان
ذكور 34 143 11 2 25 2 17 13 –
اناث 39 96 21 2 30 2 13 9 2

يقول مختار حي الشارع زياد حمود: "إن مشاركتهم في الانتخابات النيابية كانت كبيرة إذ وصلت إلى 170 مقترعاً في حين أن المشاركة في الانتخابات البلدية لم تتعدَّ 35 مشاركا من الذكور و25 مشاركة من الإناث".
أما أبرز العائلات في الحي من الموارنة هي: نمور، رومانوس، كنعان، البستاني باسيل، عبد النور، حرفوش وعازوري. والعائلات الكاثوليكية هي: لطوف، الحسيني، الجمال، حداد، عودة، غفري، زاخر، هرمنس، بنوت، حريصي داغر. أما العائلات الأرثوذكسية فهي، زهار، دبغي وحوا.
ويضيف المختار حمود: من بقي في مدينة صيدا لا يتجاوز الـ20 شخصاً من آل كنعان، حوا، يوسف، رزق الله، حريصي داغر و فاخوري.
ويرى حمود أن الحرب الأهلية التي اندلعت عام 1975 لم تؤثر على الوجود المسيحي في المدينة، "وكانت هجرة شبابهم كهجرة الشباب المسلمين، للتفتيش عن فرص عمل أفضل، وكان الطلاب يتوجهون إلى بيروت طلباً للدراسة".
ويشدد حمود على دور الاحتلال الإسرائيلي في تهجير المسيحيين إذ يقول: الهجرة الكبيرة لأهلنا المسيحيين من مدينة صيدا بدأت مع الاحتلال الإسرائيلي وخصوصاً بعد حوادث 1985 إذ افتعل البعض المعارك تحت شعار حماية المسيحيين فكانت النتيجة تهجير المسيحيين من المدينة وهم من أهلها الأصليين.
ويقترح حمود تحديد مراكز إدارية رسمية للمسيحيين في الإدارات الرسمية حتى يشعر المسيحي الذي يعيش في محيط المدينة أنه جزء من النسيج الاجتماعي للمنطقة، وخصوصاً في ظلّ التنافس الحالي بين السنة والشيعة على المراكز الإدارية. "كذلك وضع خطة تنموية للمنطقة تؤمن فرص عمل للشباب المسيحيين لتثبيتهم في المنطقة، إذ لا تكفي حفلات الغداء والتشريفات ولا ليالي صيدا الميلادية بإيجاد حل لمن تبقَّى من مسيحيي المنطقة وخصوصاً أن معظمهم أقدم على بيع منازله.

حي الدكرمان
أما في حي الدكرمان وهو من أكبر أحياء المدينة فيقيم فيه حسب لوائح الشطب 417 مسيحياً ومسيحية على الشكل الآتي: 215 كاثوليك، 154 موارنة، 22 أرثوذكس و26 إنجيلياً.
ويعدد المختار إبراهيم عنتر العائلات المسيحية قائلاً: العائلات المارونية هي: رزق الله، عبود، نمور والبستاني. والعائلات الكاثوليكية هي: صافي، فران، أبو صافي، ثلج، عيسى وحوا. والعائلات الأرثوذكسية هي مطر وقازان. أما الإنجيلية فهي مرقص، اسطفان، بستاني.
ويؤكد عنتر مشاركة ما بين 25-30% منهم في الانتخابات البلدية الأخيرة، أما عن وجودهم الحالي فيقول: إنه يقتصر على عدد من الأشخاص لا يتجاوز عدد أصابع الكفين. ويشير عنتر إلى مسؤولية الاحتلال الإسرائيلي الأساسية في تهجير المسيحيين ويضيف "خلال الحرب الأهلية لم تنتهك أية دار للعبادة في المنطقة عكس المناطق الأخرى وكان هناك حرص على الوجود المسيحي لكن سياسة الاحتلال وافتعال حوادث 1985 أدت إلى تهجير العدد الأكبر منهم.
أربعة أحياء من مدينة صيدا تشكل نماذج للوجود المسيحي إذ لا يوجد حي في المدينة تسكنه فئات من لون واحد ففي كل الأحياء نجد مختلف الأديان والفرق الدينية.
إلا أن هذه الخارطة الديموغرافية تشير إلى أن المدينة اللبنانية المعروفة باتجاهاتها الوطنية وتعددها الديني بدأت تتجه نحو أحادية دينية تكون صيدا هي الخاسرة الأولى فيها.

السابق
قوى وطنية: الإسراع بتشكيل الحكومة لتحصين لبنان
التالي
“سمارت تي ڤي” من سامسونغ:مفتاح العالم … كلمة!