فضل الله: ليتابع الشباب ما انطلقوا به بوعي تحت سقف الحرية

اعتبر العلامة السيد علي فضل الله انه مع دخول الثَّورات في العالم العربيّ مراحل جديدة، يبرز حجم التدخّل الغربي والأمريكيّ منه على وجه الخصوص.
السيد فضل الله، وفي خطبة الجمعة، رأى أن اللّعبة الغربيَّة ظهرت على حقيقتها بعد قرارات مجلس الأمن الأخيرة الّتي تركت المجال واسعاً للولايات المتَّحدة الأمريكيَّة وحلف "الناتو" لكي تقرّر ما تراه مناسباً في ليبيا، ولكي تستخدم الحظر الجوّيّ وفق ما تقتضيه مصالحها، فتقوم بأكبر عمليّة تدميرٍ لمقدّرات الشّعب اللّيبي بحجَّة وضع حدٍّ للطّاغية، بينما تبعث بالرَّسائل المتواصلة الّتي تقول فيها بأنَّها لن تستهدف الطّاغية بالذَّات ولا تعمل لإسقاط نظامه، معتبراً أن الإدارات الغربيّة لا تنظر إلى المنطقة إلا بعين النِّفط.
ولفت إلى أنه من المعيب أن يصعد البعض في العالم العربيّ والإسلاميّ إلى القطار الأمريكيّ الّذي يستخدم عنوان المذهبيّة والفتنة الطّائفيّة، للالتفاف على الحركة الشّعبيَّة المطلبيّة هنا وهناك، داعياً الشّباب ليتابعوا ما انطلقوا به بكلّ وعيٍ وتصميمٍ تحت سقف الحرية.
وعن حرق القرآن الكريم، تساءل فضل الله: "لو أنّ أحداً من المسلمين في أمريكا أو في أيّ بلدٍ غربيّ أساء إلى المعتقدات اليهوديّة، فهل كانت المسألة تمرّ مرور الكرام، أو أنّ الدّنيا تقوم ولا تقعد؟ داعياً المسلمين جميعاً، وخصوصاً المرجعيّات الّتي ينخرط بعضها في لعبة المذهبيّة، إلى العمل بكلِّ الأساليب للذّود عن القرآن الكريم وعن الدّستور الإلهيّ، وأن يعتبروا أن العداء يوجّه إلى الإسلام، كما دعا المسيحيّين للتّعبير عن موقفهم الرّافض لهذا الأسلوب العدوانيّ الّذي يتنكّر لكلّ القيم الإنسانيّة والمبادئ الرّساليّة.
هذا، وشدد فضل الله على الجميع في الدّاخل الانخراط لإصلاح أمور البلد من خلال العمل على تحصين البلد سياسيّاً وأمنيّاً، لمواجهة أيّ خطرٍ قادمٍ من الجبهة الجنوبيّة، وأيّ حماقةٍ قد يُقدم عليها العدوّ، والعمل لاستقرار الوضع الاقتصاديّ من خلال المسارعة في تشكيل الحكومة لمواجهة التحدّيات الاقتصاديّة والسياسيّة الكبرى، داعياً اللّبنانيّين إلى الخروج من دائرة الانتظار الّتي بات يعيشها الواقع السياسيّ والحكومي.

السابق
تأجيل الاعتصام الاحتجاجي على ارتفاع اسعار المحروقات
التالي
تنظيم التنافس الدولي