ليست المرة الأولى التي يتضح فيها أن حسابا افتراضي، ما هو في الحقيقة إلا شخصية وهمية، ولن تكون الأخيرة، فقبل سنتين من الآن اشتعل الفيس بوك بكذبة “ريم حمزة”، الشاعرة السورية الحرة، وقيل أنها توفيت بسبب السرطان، ليتضح أن الحساب لمجموعة من الأفراد، ينشرون عليه أشعارا، تماما كما حدث مع سارة إبراهيم حين اتضح أن الحساب ينشط عليه جماعة من الأشخاص، كان كسبهم كبيرا من وراء التبرعات التي كانت تقدم لسارة عبر الحساب البنكي، ناهيك عن العمرات التي كانت تقام عنها، وفي المدة الأخيرة، كتب مغرد أن سارة تدعوهم إلى إرسال مبلغٍ من المال إلى عائلة سورية محتاجة.
لربما كان الشيء الإيجابي في القصة أن المجتمع العربي الذي ظهر طيبا، متعاطفا، رحيما مع سارة، واقفا إلى جانبها، داعما لها ماديا ومعنويا، حتى بأضعف الإيمان “الدعاء”، يبعث فينا سؤالا: “لماذا كل هذا التعاطف؟”، لتكون الإجابة “الدين أفيون الشعوب”، إذ لا يُتوقع من حساب يُنشر عليه ألم المرض، الدعاء، الإيمان بالله، أن يكون كاذبا.
تويتر قد أغلق حساب سارة إبراهيم المزيف الذي كان قد حضي بمتابعة هائلة تفوق السبعين ألف متابع، كما حكم القانون بثلاثة أعوام سجنا، ومبلغ ثلاثة ملايين ريال سعودي، عقوبة على الكذبة، كونها أكبر كذبة عرفها الموقع، ورغم أن الحساب قد تم إغلاقه إلا أن هاشتاج كذبة سارة إبراهيم، يظهر بعض الصور الذي كان الحساب المزيف ينشرها، التي اتضح فيما بعد أنها لبيت في أمريكا.
هذه مجرد سارة واحدة من آلاف “السارات” في عالمنا العربي، والعالم بأكمله، لحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تخص أفرادا وهميين محتالين، هدفها الوحيد الكسب، الربح والابتزاز المادي، في عصر الانترنت، والأزمة الاقتصادية العالمية، لتكون عملا مكسبا لمن لا عمل له.