الحرب والمرض «يضربان» زراعة وإنتاج التبغ جنوباً..«الريجي» تتدخل!

زراعة التبغ

يشهد إنتاج التبغ في الجنوب، إنخفاضاً هذا الموسم هو الأعلى، منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي، فبعد الأزمة الإقتصادية وهبوط سعر صرف الليرة، مقابل الدولار الأميركي، بعد العام 2019، الذي دفع بأعداد كبيرة من المزارعين التوقف عن الزراعة، نتيجة عدم توازي الكلفة مع بدل الإنتاج، الذي تدفعه إدارة حصر التبغ والتنباك” الريجي”، حيث تقلص الإنتاج حينها إلى مليون ومئتي الف كيلو غرام، بدلاً من خمسة ملايين و800 كيلو غرام، فيما عاود الموسم الماضي إلى التحسن، ليصل إلى أكثر من مليوني كيلو، بالتزامن مع إعتماد الريجي التسعير بالدولار .

مرد هذا التراجع الطبيعي، يعود إلى عدم تمكن المزارعين في غالبية البلدات المصنفة أولى في إنتاج التبغ، من زراعة أراضيهم، جراء العدوان الإسرائيلي، وفي مقدمها عيترون وعيتا الشعب وراميا ومروحين والضهيرة والجبين وصولاً إلى مارون ويارون وبليدا وميس الجبل وحولا ومزرعة “حلتا”، في كفرشوبا، في حين زرعت بلدة رميش، التي تأتي بعد عيترون في إنتاج التبغ على مستوى لبنان، اكثر من خمسين بالمئة من حقولها البعيدة عن الحدود مع فلسطين.

نتيجة الهجر القسري لزراعة التبغ في البلدات الحدودية التي تشكل غالبية الإنتاح، سجل “نزوح” للتبغ إلى البلدات والقرى الساحلية في جوار صور

ونتيجة الهجر القسري، لزراعة التبغ في البلدات الحدودية، التي تشكل غالبية الإنتاح، سجل “نزوح”، للتبغ إلى البلدات والقرى الساحلية في جوار صور، ولكن بأيادي عدد من مزارعي القرى الذين نزحوا عن بلداتهم، فغابت إلى حد كبير حقول القمح، لتحتل مكانها شتول التبغ، التي لاحقها ساحلا وجبلاً مرض” الماليديو”، الذي يصيب شتول التبع ( الكعب والاوراق)، بالإصفرار واليباس، ما يساهم في خفض الإنتاج أيضاً.

وتزامناً مع بدء قطاف التبغ في عدد من الحقول، التي أبكر أصحابها في زراعة الموسم، تتواصل في أراض كثيرة في الساحل الجنوبي، أعمال الزراعة، بينما يعمد العدد لأكبر من المزارعين إلى ” رش”، حقولهم بالأدوية المناسبة لمكافحة مرض” المايلديو “، الذي يفتك بالتبغ.

رميش تحافظ على خمسين بالمئة من الزراعة

أصيبت في بلدة رميش، في قضاء بنت جبيل، غاليية حقول التبغ بهذا المرض، وتداركاً من المزارعين، لوقف زحف المرض، بدأ المزارعون أعمال الرش بالأدوية المناسبة، بعدما حصلوا على هذه الأدوية، من إدارة “الريجي”، التي أوفدت مهندسين لمعاينة الوضع الزراعي .

وأكد المزارع ريمون العبدوش، ل”جنوبية” أن “حوالي النصف من مزارعي بلدة رميش، قاموا هذا الموسم، وعلى الرغم من كل المخاطر، بحراثة وزرع أراضيهم بالتبغ، الذي يشكل مصدراً، لأكثر من سبعين بالمئة من العائلات.
وقال إن “:الحاجة، دفعت هذه العائلات لزراعة الموسم، على وقع الغارات والقصف، وتركزت أعمال الزراعة في الحقول القريبة من المنازل، لكن الكارثة، حلت بالمزارعين نتيجة المرض، الذي يفتك بشتول التبغ، والذي من شانه خفض الإنتاح، مضيفاً منذ بدء إمتهان الزراعة قبل عشرات السنين، لم نشهد حجم أضرار المرض، المعروف ” بالمالديو”.

يعمد العدد لأكبر من المزارعين إلى ” رش” حقولهم بالأدوية المناسبة لمكافحة مرض” المايلديو ” الذي يفتك بالتبغ


وفيما يخص معالجة هذه الآفة أوضح العبدوش أن “مهندسين من إدارة حصر التبغ والتنباك ” الريجي”، عاينوا حقول التبغ، وأرسلت الإدارة الأدوية المناسبة لهذا المرض، وقد بدأ المزارعون رش حقولهم، للتخفيف من المشكلة والسيطرة على المرض”، منوهاً بوقوف الريجي إلى جانب المزارعين، خاصة في هذه الأوقات الصعبة”.

زبقين تزرع

وفي بلدة زبقين، في منطقة صور، التي تحدى فيها قسم من المزارعين الأوضاع الأمنية في بلدتهم، التي تعرضت لغارات إسرائيلية عديدة على بيوتها، فأقدموا على زراعة مساحات واسعة من أراضيهم بالتبغ ، ومن بين هؤلاء المزارعين، عبد الله بزيع “أبوإيهاب”، الذي زرع عدد من الدونمات، لم تسلم بعضها من المرض، الذي يحتاح إلى المكافحة.
وقال بزيع ل”جنوبية”، “إننا رغم خطورة الوضع في زبقين، بسبب الإعتداءات الإسرائيلية، فإن عزيمتنا لم تلين، فكان الإصرار على الزراعة والتمسك بالأرض”.

إقرأ ايضاً: إسرائيل «القاتل المتسلسل» لطاقات الحزب..آخرها «أستاذ الفيزياء»!

وأضاف “بخصوص مكافحة المرض وأدوية المكافحة، فقد راسلنا إدارة الريجي، للحصول على الأدوية الملائمة للمكافحة،” مضيفا أن “المطلوب من الريجي هذا الموسم تحسين الأسعار، نتيجة الإرتفاع المتواصل في كلفة زراعة وإنتاج التبغ”.

صديقين في صدارة قرى صور

تعد بلدة صديقين من كبريات بلدات منطقة صور في زراعة التبغ، وينتشر أبناؤها في حقول خارج بلدتهم، حيث يعتمدون على هذه الزراعة، أباً عن جد في تدبير لقمة عيشهم .


ولفت المزارع حسن بلحص ل”جنوبية”، الذي كان يقوم برش دواء لمكافحة الأمراض في حقله، في بلدة طيردبا، أن “هذه المرض يأتي سنوياً، لكن هذا العام كان أقوى، وإننا نعمل على مكافحته لتخفيف الضرر”.

المولى: إنخفاض الإنتاج مؤكد ونكافح المرض

مدير التبغ في إدارة الحصر (الريجي) المهندس عبد المولى المولى أوضح ل “جنوبية” أنه “من المؤكد ان هذا الموسم، سيشهد إنخفاضا في الكميات وعدد المزارعين، بسبب النزوح والدمار، إبتداء من الناقورة وحتى سهل الخيام.
وأضاف، “لغاية الآن لا نستطيع التأكد من نسبة التراجع في كميات الإنتاج، لأن زراعة التبغ، ما تزال متواصلة إلى الآن في العديد من القرى الداخلية( الساحلية)، من جانب مزارعبن نزحوا عن بلداتهم وقراهم الحدودية”، مؤكداً أن “الريجي تؤمن أدوية مكافخة الأمراض، وخصوصاً المالديو”.

إرشادات إلى المزارعين

بسبب تغيُّرات الطقس الهائلة والسريعة،حرارة بين ١٦ و ٢٠ و احتمال امطار ، طلبت نشرة خاصة بالمزارعين منهم، اخذ الحيطة والحذر من الامراض الفطرية وبالأخص البياض الدقيقي، إذ تتميز ‎أعراض الإصابة بانحناء حواف ‎الأوراق، وبظهور بقع صفراء دائرية على السطح العلوي للورقة يُقابله نمو زغبي ذو لون بنفسجي مزرق.

حشرات المن تصيب نبات التبغ في المشاتل والحقول حيث تمتص حشرات المن العصارة النباتية من الأوراق والسيقان التي تتطفل عليها

واشارت النشرة، الى انه من “اهم علامات المرض على الاوراق هي: إصفرار النبات المصاب وموته وفي كثير من الاحيان، فتتجعد الاوراق وينمو فطري عليها في السطح السفلي، وفي حالة اصابة النبات في الحقل تظهر العلامات بشكل بقع صفراء على السطح العلوي للاوراق السفلية في النبات، كما ينتشر المرض في الحقول المظللة، وفي الحقول ذات الكثافة النباتية العالية، بشكل أكبر من غيرها.
وأضافت أنه ومن الأفضل الرش الوقائي والتعشيب لتخفيف الرطوبة وزيادة التهوئة بين الشتول، وأيضاً وجوب التقليل من كثافة الشتول في المناطق الموبوءة كما يجب جمع بقايا النباتات المصابة والتخلص منها بالحرق.

ونبهت الى ان “حشرات المن تصيب نبات التبغ في المشاتل والحقول، حيث تمتص حشرات المن العصارة النباتية من الأوراق والسيقان، التي تتطفل عليها، ويترافق ذلك عادة بظهور ندوة عسلية مكان توضع حشرات المن على النبات، مما يسمح بظهور العفن الأسود، الذي يضر كثيراً بالمحصول الورقي، و تتدهور نوعية محصول التبغ.

السابق
إسرائيل «القاتل المتسلسل» لطاقات الحزب..آخرها «أستاذ الفيزياء»!
التالي
متخصّصة بتخزين الهرويين وتوزيعه على المروجين في قبضة شعبة المعلومات