يكاد يسلم المواطنون في الجنوب، خصوصاً أبناء البلدات والقرى الحدودية، بأن أمد الحرب طويلاً، ومع تواصله، سيستمر النزوح القسري، إلى المناطق الأكثر هدوءً وطمأنينة، والبدء بتكيفهم مع الواقع الحالي، وإندماج قسم كبير منهم بسوق العمل، سواء في أعمال فردية او عامة، وإفتتاح مؤسسات بأسم قراهم .
لكن هذا التكيف والإندماح المؤقت، لا يلغي حسرتهم، الدائمة لفقد أحبتهم و الإبتعاد عن بيوتهم ، التي دمر المئات منها، وأرزاقهم، التي إحترقت ويبست وإجتاحها الفوسفور الأبيض، الذي سيعطل فيها الحياة لسنوات .
ومع كل يوم إضافي للاعمال الحربية “حرب الإشغال والإسناد”، التي أطلقها حزب الله، دعماً وإسناداً لغزة، يحصد العدوان الإسرائيلي، شهداء جدد، وتدمير منازل عن “بكرة أبيها”، وتحويلها إلى أطلال، فيما يرفع “حزب الله” بشكل يومي ودون إنقطاع من عدد وحجم عملياته، التي يستخدم فيها، في عمليات الرد على التوغلات الإسرائيلية الجغرافية وعمليات الإغتيال، الطائرات المسيرة الإنقضاضية، وحتى الطائرات، المحملة بصواريخ S 5، كما حصل قبل نحو إسبوعين، بإستهداف آلية للعدو في المطلة، وإدخال منظومات صاروخية ثقيلة إلى المعركة.
ونعى “حزب الله” اليوم، شهيدين آخربن، سقطا ليل أمس بإحدى الغارات الإسرائيلية المسيرة، على بلدة العديسة، وهما: علي حسن سلطان، من بلدة الصوانة، قضاء مرجعيون، ومحمد علي أبو طعام، من بلدة الطيبة، في نفس القضاء، ليرتفع معهما عدد شهداء الحزب، على طريق القدس، إلى اكثر من ثلاثماية شهيد.
ورداً على سلسلة الغارات والإعتداءات الإسرائيلية على القرى وأيضاً على إستهداف فريق صيانة من مؤسسة كهرباء لبنان” شركة مراد”، في مارون الراس، شن الحزب مجموعة من الهجمات، طاولت مبان في مستوطنة افيفيم، المقامة على ارض بلدة صلحا، إحدى القرى السبع، فأصاب إحد الصواريخ مبنى إشتعلت فيه النيران، كما هاجم مواقع جل العلام ، الطيحات، كفرجلعادي، البغدادي، الصدح، والسماقة في تلال كفرشوبا المحتلة، كما شن ليلاً هجوماً جوياً بمسيرات انقضاضية، على مرابض مدفعية كتيبة 403 المستحدثة جنوب بيت هلل، حيث استهدفت أماكن تموضع واستقرار ضباطها وجنودها وأصابت أهدافها.
وكعادته، إستمر العدو الإسرائيلي، بشن طيرانه غارات، لا سيما على بلدة عيتا الشعب، التي إستهدفت اكثر من مرة، ومارون الراس وعلما الشعب ورب ثلاثين والعديسة وميس الجبل، حيث دمر عدداً من المنازل وتضرر العشرات، إلى جانب إلحاق أضرار بالمزروعات والبنية التحتية.
