إحياء ذكرى مجزرة قانا الـ28 على وقع المجازر في غزة ولبنان..«ندوب لا يشفيها الزمن»!

ذكرى مجزرة قانا 1

شموع وورود حمراء، التي ترمز إلى الشهادة والحب، غطت عشية الذكرى الثامنة والعشرين لمجزرة قانا، أضرحة الشهداء ال106، الذين يتجاورون في مماتهم، كما كانوا يتجاورون ويحتمون بأجساد بعضهم، قبيل القصف الإسرائيلي، الذي إستهدف مركز إيوائهم، داخل مقر الكتيية الفيجية، العاملة في قوات الامم المتحدة ” اليونيفيل”
تحلق العشرات من الكشفيين، في كشافة الرسالة الإسلامية، من بينهم ناجون وناجيات من المجزرة، التي نفذها العدو الإسرائيلي، في الثامن عشر من نيسان، من العام 1996، حول قبورة أحبتهم المغطاة بالرخام الأسود، مستعيدين ذكرى المجزرة، التي تتزامن مع عشرات المجازر بحق الأطفال والنساء والشيوخ العزل، في غزة، داخل فلسطين المحتلة، على نفس اليد، التي إقترفت مجزرة قانا ومجازر النبطية والمنصوري وزبقين
وغيرها .
يستعيد عوائل الشهداء والناجون، من أبناء بلدات قانا، صديقين، رشكناني وجبال البطم، ذكرى المجزرة التي يتم إحياؤها سنوياً، حيث يستعدون للإحتفاء بها، عند الخامسة من عصر اليوم بدعوة من حركة أمل .

وهذه المجزرة، التي تركت ندوباً على اجساد المصابين وجروحاً في قلوبهم لا تلتئم، يعيشون معها لحظة بلحظة .

فقدت زوجها واطفالها الثلاثة

ترافق فاطمة بلحص الاوجاع وآلام الإصابة وفقد الزوج والاولاد، وتحضر معها على الدوام ، تلك المجزرة بكل تفاصيلها.

تتذكر فاطمة، عبر “جنوبية” انها توجهت مع زوجها قاسم خليل وأولادهما الثلاثة، حسن وحسين ومحمد وآخرين من اقاربهما ، من بلدة زوجها جبال البطم ، إلى مقر القوة الفيجية في قانا للاحتماء من القصف الإسرائيلي، ظنا منهم بأن راية الأمم المتحدة ، ستمنع الطائرات الاسرائيلية من مطاردتهم .

مع إشتداد الإعتداءات الإسرائيلية الحالية ومنها الغارات على بلدتها صديقين تستعيد فاطمة بلحص مجزرة قاناويصاحبها الخوف عند سماع كل صدى قذيفة وغارة للطيران

لكن الفرح بالنجاة، بعد الوصول إلى مقر الأمم المتحدة ، تحول بعد ايام قليلة ، إلى جحيم ، عندما امطرت الطائرات بصواريخها الدقيقة ( هنغارين ) تجمع داخلها اكثر من تسعماية فرد ، كانوا أتوا على عجل من صديقين ورشكناني وجبال البطم إلى جانب ابناء من قانا ، فقضى مئة وستة من بينهم ، وسقط مئات من الجرحى .

كان “نصيب” فاطمة من هذه المجزرة استشهاد زوجها وأولادها الثلاثة، ومنهم صغيرها محمد ١٧ يوما ، الذي كان في حضنها .
ومع إشتداد الإعتداءات الإسرائيلية الحالية، ومنها الغارات على بلدتها صديقين، تستعيد فاطمة مجزرة قانا، ويصاحبها الخوف عند سماع كل صدى قذيفة وغارة للطيران.

المترجم جعفر

إبن قانا محمد جعفر، الذي كان يعمل حينها مترجماً لدى الكتيبة الفيجية، لا يغيب هذا اليوم من باله.
ويتذكر عبر “جنوبية”، بأنه “لجأ إلى المقر الدولي 925 شخصا من قرى قانا ، صديقين ، جبال البطم ورشكناني، تم جمعهم في هنغارين كبيرين ، داخل المقر ، الذي كان يضم ما يقارب ١٥٠ ضابطا وجنديا من الكتيبة الفيجية ، فكانوا مطمئنين، وبأنه لم يطالهم القصف والغارات.

إقرأ أيضاً: تصعيد جنوبي وردود عسكرية مؤلمة بين «حزب الله» وإسرائيل..والإستنزاف مستمر في غزة والمنطقة!

ويضيف “خلال لحظات تبدل كل شيء، بعدما إستهدف الهنغاران بالصواريخ، فتحولا إلى كتل من اللهب، إلتهمت الاجساد الطرية والبريئة”.

زينب ترثي

فقدت زينب برجي، إحدى الناجيات من المجزرة، والديها وجديها واكثر من عشرين شخصاً من أقاربها من اهالي بلدتها قانا.
وكتبت زينب التي ما تزال تعاني من جروحها على صفحتها على الفيس بوك ما يلي:

عام آخر، تعود معه الذكرى، حاملة معها الآلام والأوجاع، فيوم المجزرة، ظهيرة الثامن عشر من نيسان 1996، محفور في ذاكرتنا وعقولنا وموشوم على أجسادنا .

فقدت زينب برجي إحدى الناجيات من المجزرة والديها وجديها واكثر من عشرين شخصاً من أقاربها من اهالي بلدتها قانا

أستعيد في هذا اليوم المشؤوم، الذي لا يفارق مخيلتي، أجساداً بريئة وطرية، سالت دماؤها على الأرض، وتفحمت أجساد أخرى، أمام عينيّ المعتصرتين حرقة ولوعة .

في ذلك المقر الدولي، الذي يفترض ان يكون آمناً سقط أكثر من مئة شهيد بمجزرة نفذها ما يسمى الجيش الإسرائيلي، وهو جيش لئيم وحاقد، وتزامناً مع ذكرى مجزرة قانا الوحشية والاجرامية سجل في نفس الوقت مجزرة بشعة ارتكبها العدو في مدينة النبطية، ذهب ضحيتها عائلات بأكملها كما حصل في بلدتي الحبيبة قانا

تضيف، كان أبي الحنون وامي الحبيبة، وجدي وجدتي وكثيرون من أقاربي وأبناء بلدتي وجيراننا من القرى المجاورة، ضحايا هذه المجزرة البشعة، التي إهتز لها الضمير العالمي، وسميت بمجزرة العصر .

برحيلكم يا أبي وامي وجداي وأحبتي ، تركتم غصة وجرحاً لن يندمل مدى العمر.
حسرتي وحرقتي وشوقي لكم، لا يمكن ان يخمد لحظة واحدة، فأنتم تعيشون بيننا ومخلدون في الدنيا والآخرة، وستبقون تاج رؤوسنا وعزتنا وفخرنا وعزنا .

والدي الحبيبان، إني أشتاقكما واحن إليكما كل لحظة، فأنتما تسكنان روحي
وجسدي الذي يحمل ندوباً.

أضرحة شهداء مجزرة قانا الاولى
السابق
تصعيد جنوبي وردود عسكرية مؤلمة بين «الحزب» وإسرائيل..والإستنزاف مستمر في غزة والمنطقة!
التالي
مصطفى الحريري زوج بهية الحريري في ذمة الله.. والشيخ سعد ينعاه