القيادي العوني رفول يهاجم حزب الله: المقاومة فاسدة وعلاقتنا مع سوريا ندّية

على وقع توتر العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحر، يبدو ان تفاهم مار مخايل انهار فعلا بين الحزبين. اذ كلن لافتا الهجوم الذي شنه وزير القصر الرئاسي في عهد الرئيس ميشيل عون الدكتور بيير رفول على حزب الله.

فقد رأى رفول ان الحرب بعد غزة ستنتقل إلى لبنان، ونحن في التيار الوطني الحرّ حاولنا ونحاول جاهدين مع حزب الله ألا يكونَ البادئ.

وقال الوزير السابق إن الرئيس نبّه من ذلك كثيراً في كل لقاءاته الأخيرة مع قيادة حزب الله، طالبين إليهم عدم إعطاء ذريعة لإسرائيل لشنِّ هجوم على لبنان، دون أن يتلقّى منهم أيّ ردّ.

وكشف الوزير اللبناني الذي يزور أستراليا اليوم، للقاء الجالية اللبنانية وبعض المسؤولين الأستراليين والنوّاب، إن إسرائيل دمّرت أكثر من 10 آلاف منزل لجمهور حزب الله، مشيراً إلى أن عدد الضحايا المدنيين غير معروف، إعلام الحزب لا يُصرّح عن ذلك، فقط يُعلن عن عدد قتلاه العسكريين الذين تجاوز عددهم 350 حتى اليوم.

واستغربَ بنوعٍ من السخرية موقف إيران الرافضة تقديم أموال لأتباعها الذين تدمّرت منازلهم وهجُّروا، سابقاً دفعت قطر، وعدد من البلدان العربية وبعض الدول الأجنبية، لكن في هذه الظروف لا أحد يساعد، وأولهم إيران.

وحسب قول الوزير السابق، فإن حزبه التيار الوطني الحرّ قدّم مساعدات لنحو 28 ألف عائلة، دون أن يُفصح عن خلفية هذه المساعدات!!
وعن شعار “وحدة الساحات” الذي طرحته حركة حماس الإسلامية وحزب الله أداة إيران في القمع والسيطرة على لبنان وشعبه ومقدراته، قال إن نظام بشار الأسد في سورية رفضه؛ لأنه لا مصلحة له في ذلك، أو لأن حماس كانت تقاتل ضدّه على الأراضي السورية؛ سواء مباشرة أو عن طريق الإخوان المسلمين، مذكّراً أن حماس كانت تمارس الإرهاب في العراق وسوريا وفق التصنيف الدولي.

وفي نفس الوقت أقرّ رفول أن “طوفان الأقصى” هي أول حرب فلسطينية ضد إسرائيل منذ العام 78.
وعن وضع الحدود اللبنانية الإسرائيلية قال: إن أميركا ربطت ذلك بالحرب في غزة.

أيّها اللبنانيون، الحربُ قريبةٌ منكم.

وعن الحرب بين إسرائيل وحزب الله قال الوزير العوني، وهو رجل حملَ ملفاتٍ سياسيةً حسّاسة لفترة من الزمن، إن الحرب قد تقع في أي لحظة، وقد تستمرّ حتى آب أغسطس المقبل، ولدى إسرائيل بنك معلومات عن مواقع المقاومة ” 1200″، هي أهداف لإسرائيل.

الهوّة كبيرةٌ بين التيار وبين حزب الله.

وقال الوزير رفول: إن ” تفاهم 6 شباط 2006 ” مع حزب الله منعَ الفتنة، وفق تعبيره، لكنه عاد وأكّد على أن حزب الله لم يلتزم الميثاق ولا الدستور، وباتوا يردّدون: كل حَدا يشوف مصلحته، كان ذلك موقفاً صادماً بالنسبة لنا!!
وبعد أن زار باسيل حسن نصرالله، تمّ الاتفاق على ورقة تفاهماتٍ جديدة، لكن للأسف أيضاً لم تنفّذ، يبدو هناك أدوارٌ كبيرة، وأشياء تحصل كبيرة، أكبر منّا، هذا كان فحوى جواب الحزب (الشيعي) على لبنان (الذي كنّا وقتها نحن الجانب الرسمي).

وكرّر الوزير “التياري” السابق لقد فاتت كل “الدولة” باللعبة!!
وشدّد الوزير رفول على أن رئيس مجلس النوّاب نبيه بري شريك كبير في الفساد، وهذا ليس سرّاً، والمستغرب أكثر أن حزب الله يمنح رئيس حركة أمل الغطاء السياسي الكامل.

وجدّد التأكيد على كل المنظومة في لبنان منهارة أو تكاد، لا نعرف، ما الذي سيحصل؟!

وبعد رسم الواقع بسواده وسوداويته الذي يتشارك الكل فيه، كنتيجةٍ لكل ما حصل سابقاً، ومع استمراره، لم يقدّم الوزير العوني أيّ تقييم لدورهم فترةَ عهدهم، أو أي إشارة لاعتذارٍ عن أخطاءٍ حصلت، سواء كانت خارج قدرتهم أو من ضمنها.

وترك الوزير رفول الذي يحمل الجنسية الأسترالية الباب موارباً في اتهام مَن هم “الذين لا يريدون قيامة الدولة”، لكنه بين سطور كلامه ذهب في الإشارة إلى مَن يحملون السلاح خارج الدولة!!

وقال الوزير في الندوة التي عقدها في ملبورن بحضور العشرات من الأطياف اللبنانية، معظمهم من الموالين لِمَا يُسمّى محور المقاومة، إن الحرب على لبنان لن تتوقّف طالما نتنياهو على رأس الحكومة الإسرائيلية، وهو آخر رجالات جيل الحروب.

وناشد الوزير اللبناني حزب الله ألا يكون البادئ في الضربة اتجاه إسرائيل، وهو أيضاً مطلبٌ أميركي؛ بهدف تجنيب لبنان “معارك إيران في المنطقة “
وأوضح في ردّه على أسئلة جريدة الناس نيوز الاسترالية حول علاقتهم الراهنة مع النظام في سورية قائلاً: علاقتنا ندّية، هم يعرفون نحن نريد المعاملة بالمثل، فيها احترام حقّ وسيادة الجوار، نحن لا نطالبهم بأمور خاصّة كما يفعل معظم الفرقاء في لبنان، منذ خروجهم (الظاهر من لبنان)، نتعامل معهم الندّ للند، العلاقة معهم شريفة ونظيفة، واستطعنا استرجاع 70 معتقلاً لبنانياً من سجونهم، وفق تعبيره.

قائلاً إن الروس يُحكمون سيطرتهم على سوريا أكثر من الإيرانيين.
ووصف الوزير والسياسي اللبناني “السياسيون في لبنان كلاب وفاسدون” على سبيل المثال رياض سلامة سرقاته بالمليارات، من أين هذه الثروة؟! هو في النهاية موظّف، كم يبلغ دخله ؟!
وتحْجمُ معظم الحكومات العربية والغربية عن دفع أي دولار للبنان بعد فقدان الثقة به.

وردّاً على أسئلة إذاعة صوت لبنان حول جريمتي المرفأ والسكوت عن النزوح السوري، قال رفول: إن جريمة تفجير المرفأ وحجم الضرر الكبير على العاصمة بيروت والسكان كبيرٌ وسببه إسرائيل، وهذا ليس سرّاً، لكن مَنْ وضع نترات الأمونيوم هناك، ذلك أيضاً معروف، ونصف جيّد كما يُقال؛ لإن جزءاً كبيراً من المخزونات قد اُستهلك قبل التفجير، فلو حصل التفجير بوجود كل الكمية لكانت تدمّرت كل بيروت، وكان حصل فيها أكثر من هيروشيما.

وعن اللاجئين السوريين قال رفول: إن ألمانيا وفرنسا تريدان إبقائهم في لبنان حالياً، بينما هذا ليس رأي الأميركان. دون تقديم المزيد من التوضيح حول هذه المسألة الحسّاسة لدى الشعبين في سوريا ولبنان.

السابق
وجيه قانصو يكتب ل«جنوبية»: نموذج معاصر لثنائية الخليفة والسلطان
التالي
المعلومات تُحبط عمليّة تهريب 148 كلغ حشيشة قبل وصولها إلى المطار!