أما آن للشعب اللبناني والفلسطيني أن يستفيق؟!

علي الامين
تدور دوائر ويلات الحرب المستعرة، على "الشعب المسكين" من لبنان الى فلسطين، الذي آن الأوان لمخاطبته، من دون قفازات، عله يستفيق، ويبدأ بمحاسبة حكامه البائدين والمستبدين، الذين يستثمرون في إنقسامه مذهبيا وطائفياً، لقطع الطريق على محاسبتهم، على تنصيب سلاحهم خارج الشرعية والإجماع الوطني، ويكبدونه هزائم مقيمة، يغلفونها ب"قشرة" إنتصارات وهمية.

لم تنته الحرب بعد، ولم تتوقف الابادة في غزة، ولا يبدو ان جيش الاحتلال، متوجس من ارتكاب مزيد من الجرائم في رفح، وفي مجمل القطاع وحتى الضفة الغربية، طالما ان الارادة الدولية، على رغم مواقف الادانة التي عبرت عنها بعض الحكومات، لم تتخذ اي اجراء عملي يدفع حكومة بنيامين نتنياهو، الى التوقف عن الارتكابات، التي تطال المدنيين على كل المستويات.

والحرب الجارية مع لبنان، لا يبدو انها على الأحوال، استمرار العمليات الاسرائيلية من اغتيال وتدمير ومواصلة الاستنزاف الاقتصادي والمالي، في ظل تفاقم ازمة التهجير وتداعياتها، على ابناء المناطق التي يجري تدميرها ببطء وبشكل منهجي، في ظل تغييب اعلامي مقصود لحال الدمار على طول الحدود الجنوبية، بخلاف ما يجري في غزة، التي ينشط الاعلام الحزبي وغير الحزبي، في نقل صورة الدمار بلا تردد او تهيب.

يكفي ان كلفة هذه الحرب وخسائرها لا احد معني بها او يبدي استعدادا لتقديم العون او التعويض عن خسائرها لا من العرب ولا العجم

في سؤال الحرب اليوم، لا يمكن المرور على ما يجري، من دون مقاربة ما تجري بمسؤولية، اي بميزان وطني لبناني، يضع المصلحة الوطنية في سلم الاولويات، اذ لا يمكن الرهان على الانقسام الطائفي والمذهبي كوسيلة لاتخاذ قرارات، تطال تداعياتها كل المواطنين والدولة عموما، ولا يمكن التعويل على تحقيق اي انتصار، في ظل الهشاشة التي يعاني منها لبنان، على مختلف الصعد، ولا يمكن إقتحام “الميدان” بالعسكر والخطط العسكرية، ان لم يكن هناك التفاف وطني فعلي، حول هذا السلاح ومشروعيته.

إقرأ ايضاً: قائد «حمساوي» ثالث يقدمه مخيم الرشيدية.. وإسرائيل ماضية في «حرب الإغتيالات»

ولا يمكن ان تخاض الحرب باسم اللبنانيين، فيما قرار خوضها يتخذ في مكان آخر، لا علاقة للبنان باتخاذه، ولا بنتائجه وتداعياته، يكفي ان كلفة هذه الحرب وخسائرها، لا احد معني بها، او يبدي استعدادا لتقديم العون او التعويض عن خسائرها، لا من العرب ولا العجم.

طالما الشعب اللبناني وحتى الفلسطيني ليس على مستوى مساءلة او محاسبة حكامه سواء من افسد من موقع السلطة او من خاض حربا فلن يتحقق اي انتصار

ليس المطلوب وقف الحرب ولا استمرارها، ولا كلا الأمرين فيه خذلان للفلسطينيين او اهل غزة، بل انطلاقا من تجربة العدو نفسه، خصوصا تلك التي تعبر عن مصدر القوة لديه، والتي تتجاوز قوة السلاح على اهميته، اي وحدة الشعب، والقدرة على المساءلة والمحاسبة، اذ ليس في اسرائيل احد محصن من المساءلة والمحاسبة، هنا تكمن القوة التي تستجلب عناصر قوة مادية وعسكرية، وطالما الشعب اللبناني وحتى الفلسطيني، ليس على مستوى مساءلة او محاسبة حكامه، سواء من افسد من موقع السلطة او من خاض حربا، فلن يتحقق اي انتصار، بل سيراكم هزائمه المكللة بوهم الانتصار.

السابق
«اليونيفيل»: دبابة إسرائيلية قتلت المصور عصام عبدالله في الجنوب
التالي
عن خفايا سعي واشنطن لقطْع «حبل السرة» المالي بين ساحات «الممانعة»!