هكذا «ينحر» شعب لبنان.. نفسه؟!

لبنان

ينتحر شعب لبنان، عندما يصدق أنه يناقش حلولاً اقتصادية من دون حل سياسي شامل.

ينتحر شعب لبنان عندما يركض خلف حقوقه بالليرة والليرة تركض خلف الدولار، فلا الليرة ستلحق بالدولار ولا المواطن سيصل الى حقوقه.

ينتحر شعب لبنان عندما يركض خلف حقوقه بالليرة والليرة تركض خلف الدولار

ينتحر شعب لبنان عندما يسكت عن حكومة تقتله كل يوم بزيادة الرسوم والضرائب، وهي تزيد من تقاسم الفقر بدلاً من خلق الثروات.

ينتحر شعب لبنان، إذا تأمل بإصلاحات مالية من التحالف السياسي – المصرفي الذي سرق أمواله وودائعه وثرواته المالية والطبيعية.

ينتحر شعب لبنان عندما لا يدرك أن أملاكه العامة تتبخر كما تتبخر المشاعات.

ينتحر شعب لبنان إذا لم يتحرك جدياً، في الداخل وفي الخارج، لاستعادة ودائعه المنهوبة.

ينتحر شعب لبنان باستحالة إنقاذه الإدارة العامة. أو إذا اعتقد أنه بأجور تقل عن 1.000 دولار في الشهر للموظف الواحد يمكن للإدارة أن تنهض من جديد.

ينتحر شعب لبنان عندما لا يدرك أن أملاكه العامة تتبخر كما تتبخر المشاعات. وأن احتياطي الذهب سيتبخر مع النفط والغاز المحتملين.

ينتحر شعب لبنان عندما يعتقد بحل سياسي بوجود سلاحين بدولة واحدة.

ينتحر شعب لبنان إذا ربط مصيره وأمنه بمصير وحروب الآخرين. وإذا تمّ تدمير بنيته التحتية وما تبقى من اقتصاده. وإذا انبرى منفرداً لحلول الأزمات الإقليمية، في حين يدفع هو فواتير لن يعوضها له أحد.

ينتحر شعب لبنان إذا بقي مرغماً في محاور إقليمية، أسيراً لسياساتها ومصالحها، خارج إطار بعده العربي.

ينتحر شعب لبنان بوجود ثلاثة شعوب على أرض واحدة، بينها شعب لاجىء وشعب نازح، من دون السعي لعودة “النازحين” السريعة والفورية الى بلادهم بكرامة، وهو يدفع من جيبه فاتورة الجميع، حتى بعد نهبه.

ينتحر شعب لبنان إذا استمر السياسيون باغتصاب العدالة، وبالهيمنة على القضاء، من دون أن يحرك ساكناً.

ينتحر شعب لبنان إذا ترك جيشه وقواه الأمنية مهددة بالتفكك، تشحذ لقمتها من حكومات الآخرين.

ينتحر شعب لبنان، إذا ما استمر الكثير من الاعلام بالسماح للسياسيين الفاسدين، بالسيطرة على المشهد في معظم البرامج الإخبارية لتبرير فسادهم وجرائهم، وليقنعوا الناس أنهم هم الحل.

ينتحر شعب لبنان إذا ما استمر بالانقسام الطائفي والمذهبي. وإذا لم ينجح بتخطي أحقاد الماضي ومد اليد الى من يشبهه من إخوته.

ينتحر شعب لبنان، إذا اعتقد أن الآخرين سيجدون الحلول له، من دون جهود جبارة (إضافية) من قبله لرفع الظلم عنه وعن أولاده.

ينتحر شعب لبنان عندما يبقى الشعب شاهد زور، و”شاهد ما شفش حاجه” على تفكك بلد “ما فيه دولة”، ولم يعد قادراً أن يبقى وطناً له.

ينتحر شعب لبنان إذا استمر بالانتظار، فالانتحار يتوقف عندما يتوقف الانتظار، فهل يستفيق فيه طائر الفينيق؟!

السابق
بالفيديو: غارة البقاع تابع.. سقوط شهيد و٨ جرحى.. واسرائيل تزعم استهداف مقرين تخزين أسلحة لحزب الله!
التالي
بعدسة «جنوبية»: «التحلية» في رمضان «بالصبر».. والقطايف «لمن استطاع إليها سبيلاً»!