المجلس الشيعي يُقفل أبوابه أمام النازحين و يُدين «حكومته» و لا«يعجبه» الراعي!

المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى
مع ان الآذان الشيعي يصدح فيه صوت المؤذن بـ "حيِّ على خير العمل"، فإن المجلس الشيعي بات في ايامه العجاف هذه صوتا بلا عمل، وبيانات يصدرها لا تغني عن جوع ولا تغيث النازحين الجنوبيين، الذين وجدوا أنفسهم في خضم حرب خاسرة لارأي لهم فيها، فقدوا فيها املاكهم وارواح العديد من أبنائهم، "دعما لغزة" حسب الاعلام الرسمي للمقاومة، فتكبد الجنوبيون خسائر مؤلمة، دون ان يستطيعوا منع العدو الصهيوني من استكمال تدمير غزة وقتل ابنائها.

بعد غياب سنوات، إنعقد المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى أمس الاربعاء، بهيئتيه الشرعية والتنفيذية، وبرئاسة نائب رئيس المجلس الشيخ علي الخطيب، وحضور عدد من الفاعليات السياسية والدينية الشيعية، على رأسهم نواب من حركة “امل” و”حزب الله”.

المثير للدهشة هو انتقاد البيان الدولة وحكومة نجيب ميقاتي التي تعج بوزراء ونواب “أمل” و”حزب الله” و”التيار الحر”

اللافت في البيان الختامي، الذي تلاه النائب الثاني لرئيس المجلس الدكتور ماهر حسين ،فقد جاء فيه تحية للشهداء وللمقاومة والرئيس نبيه بري، ولأبناء الجنوب خصوصاً القرى الحدودية، ثم انتقد تقصير الدولة، التي لم تقدم الا اليسير لـ “الصامدين من النازحين الجنوبيين الذين لاقوا التضامن والاحتضان، في القرى والبلدات والأحياء التي اضطروا للانتقال إليها في الجنوب والضاحية”.

واضح كان رد البيان الختامي على البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي كان “رفض حربا لا علاقة لأهل الجنوب بها”

والمثير للدهشة، هو انتقاد البيان الدولة وحكومة نجيب ميقاتي التي تعج بوزراء ونواب “امل” و”حزب الله” و”التيار الحر” وسائر الحلفاء، وتخلو من احزاب معارضة، ويهيمن عليها وعلى اداراتها الثنائي الشيعي وحلفاؤه، فيقول البيان: “إننا في الوقت الذي نُحيي الإحتضان الشعبي للنازحين، فإن ذلك لا يُعفي الدولة من مسؤولياتها إتجاه شعبها وهي معنية بالتصدي لآثار العدوان، وعلى الدولة القيام بكل ما أمكن لتوفير سُبل الصمود وتحمُّل المسؤولية الاجتماعية والإنسانية”!!

هذا الخطاب “الديماغوجي” التضليلي، الذي سئمه اللبنانيون، وقد اعتادوا ان يسمعوه عند كل مفصل تنكشف فيه اخفاقات السلطة التي يتقاسمها احزاب الممانعة منذ سقوط حكومة سعد الحريري عام 2019، هذا الخطاب لم يعد ينطلي على أحد، وكان الاجدى بالمجلس الشيعي، ان يفتح ابوابه للنازحين ويعلن حالة طوارىء اغاثية كما فعل الامام موسى الصدر في حرب اذار 1978، عندما غزت اسرائيل الجنوب حتى عمق 20 كلم، وذلك من اجل تأمين ايواء النازحين واطعامهم، وتعليم ابنائهم الذين انقطعوا عن الدراسة في البلدات والقرى الحدودية في الجنوب.

وبالنهاية، فقد كان واضحا رد بيان المجلس الشيعي الضمني على البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي كان “رفض حربا لا علاقة لأهل الجنوب بها”، خصوصا وان موقف البطريرك لاقى تعاطفا لدى غالبية فئات الشعب اللبناني، لذلك جاء الرد عبر البيان الآنف الذكر “أن المقاومة التي أسّسها الامام السيد موسى الصدر دفاعاً عن لبنان وكل اللبنانيين، أصبحت اليوم ضمانة وطنية لحفظ سيادة لبنان وثرواته وردع العدوان عنه، وأن التحريض عليها يخدم أهداف العدو الاسرائيلي المتربص شراً بلبنان”.

ولكن يبقى السؤال: لماذا لم يتطرق البيان الى تفاصيل الوضع المعيشي والصحي والتربوي الذي يعاني منه النازحون الجنوبيون، وما هي رؤية المجتمعين للسبل التي يمكن تعتمدها الدولة المفلسة لانقاذهم، واذا كانت الدولة ضعيفة ولا أمل منها، لماذا لم يناشد البيان حزب الله وحركة امل ان يتحملوا المسؤولية الملقاة على عاتقهما بوصفهما سلطة امر واقع في الجنوب، من اجل تأمين حياة كريمة لهؤلاء الصامدين في قراهم او في المناطق التي نزحوا اليها؟

السابق
حرب غزة وانعكاساتها على لبنان.. ندوة للحركة الثقافية – انطلياس
التالي
ضمن اطار برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين.. السفير السعودي يستقبل وفدا لبنانيا