خسروا آلاف «القفران» جراء الإعتداءات الاسرائيلية..النحالون «يُلدغون» على «طريق النحل»!

تربية النحل في القرى الحدودية

لم يسلم قطاع النحل في الجنوب، تحديدا في البلدات والقرى الحدودية، وصولا إلى تخوم وادي الحجير والمناطق الموازية له، في قرى وبلدات صور وبنت جبيل ومرجعيون- حاصبيا، من الإعتداءات الإسرائيلية، المباشرة وغير المباشرة، التي تسببت بإحراق مئات قفران النحل، ونفق آلاف القفران، جراء عدم تمكن أصحابها من تفقدها و رعايتها، لا سيما لناحية توفير المياه والمواد الاخرى.

فعلى إمتداد طول الحدود الجنوبية، الممتدة من منطقة راس الناقورة جنوبا، وحتى مزارع شبعا شرقا، والبلدات والقرى الواقعة بينهما، إلتهمت نيران الحرائق، الناجمة عن القذائف والقنابل الفسفوية، قفران النحل الموزعة، بين أحراج السنديان والصنوبر وأعشاب القندول والبلان، التي تشكل جميعها مصدر غذاء النحل، فقضت على أعداد هائلة، تقدر خسائرها بعشرات عشرات آلاف الدولارات، بعدما إحترقت خلايا النحل وصناديقها الخشبية.

محمد حسن: غير الحرب الاسرائيلية يعاني النحالون من رش المبيدات الحشرية المفرطة للبساتين والخضار على الساحل الجنوبي


عند الهدنة التي إستمرت لايام في أواخر تشرين الأول، إنطلقت عملية إحصاء الاضرار، من قبل مؤسسة جهاد البناء التابعة لحزب الله ومجلس الجنوب، لكنها لم تستكمل بسبب عودة المعارك على الجبهة الجنوبية، حيث تضاعفت بشكل كبير الخسائر ، التي لا يمكن تقديرها او إحصاؤها، قبل توقف الإعتداءات الاسرائيلية، التي ترفع يوميا من حجم الاضرار والخسائر في كافة القطاعات.

إقرأ ايضاً: إيران و«تزييف الوعي»!

يناشد النحالون، لا سيما المتضررين بشكل مباشر، وقدرت خسائر العديد منهم بآلاف الدولارات، الدولة ممثلة بوزارة الزراعة، الإلتفات، إلى المزارعين النحالين، الذين يعتاش الكثير منهم من مصدر بيع العسل، الذي تشتهر به مناطق الجنوب كافة، ومنها عسل السنديان، نسبة إلى قفران النحل، التي تتغذى من أزهار هذه الاشجار، المنتشرة، من الناقورة وعلما الشعب وصولا إلى كفرشوبا

البردان

فقد فخري البردان، إبن بلدة يارين الحدودية، حوالي سبعين رأس نحل، كانت موضوعة في منطقة علما الشعب المجاورة ليارين، على إثر إحتراق الاحراج في المنطقة، ولم يبق منها، سوى بقايا إطارات السيارات، التي كانت توضع عليها صناديق النحل.

كمال ابو سمرا: قطاع النحل منتج ويؤمن مصدر عيش أساسي ومساعد لكثير من العائلات في البلدات الحدودية


وقال البردان ل:جنوبية” إن “خسارتنا كبيرة جدا، خصوصا وأننا كنا على ابواب موسم العسل، الذي يؤمن دخلا يساعدنا في تدبر أمورنا، خصوصا في هذه الظروف القاسية، التي أرغمتنا في النزوح عن أرضنا، مضيفا نأمل من المعنيين، الاهتمام بواقعنا، والتعويض عن خسائرنا .

أبو سمرا

النحال كمال ابو سمرا، من بلدة الضهيرة، خسر بدوره، عددا كبيرا من قفران النحل، خلال الإعتداءات الاسرائيلية المتواصلة على المنطقة.
وقال ل”جنوبية” إن “قطاع النحل، هو قطاع منتج، يؤمن مصدر عيش أساسي ومساعد لكثير من العائلات في البلدات الحدودية، مناشدا التعويض على النحالين من جانب الدولة وأجهزتها”.

حسن

واوضح نائب رئيس نقابة مربي النحل في الجنوب، محمد حسن ان معاناة النحالين، ليست مرتبطة حصرا بالخسائر، جراء العدوان الإسرائيلي، رغم انها عامل أساسي ومهم، بعدما خسر النحالون آلاف قفران النحل في البلدات الحدودية، على عمق أكثر من خمسة كيلو مترات .
ولفت ل “جنوبية”، الى ان “هناك مشكلة قديمة متجددة، تتعلق برش المبيدات الحشرية المفرطة للبساتين والخضار على الساحل الجنوبي، والتي تسببت هذا العام بخسائر كبيرة جدا، تمثلت بنفق أعداد هائلة من القفران، إلى جانب تقلص المراعي بشكل كبير جدا”.

السابق
«ملتقى التأثير المدني»: في المسالِك الوعرة تُبنى الدَّولة والمواطِنة!
التالي
سخونة جنوبية..غارات وقصف اسرائيلي و«حزب الله» يستهدف موقع بركة ريشا!