معاناة النازحين الجنوبيين ترتفع… والايجارات «تتماهى» مع جزر المالديف!

يدخل كثير من النازحين، من البلدات والقرى الحدودية والخلفية، مرحلة جديدة من المعاناة والحيرة، خاصة منهم، الذين سكنوا في بيوت، قدمت لهم مجانا، قبل ثلاثة أشهر، وأصبح أهلها بحاجة لها، وأمهلوا النازحين وقتا محددا لإخلائها، في وقت يواجه نازحون جدد، وتحديدا من منطقة الناقورة ومحيطها، تحديات عدم وجود منازل فارغة، وإن وجدت فإن ايجاراتها أصبحت مرتفعة جدا، لا سيما الشقق المفروشة، في كل ضواحي صور، إذ يبلغ الحد الادنى للشقة المفروشة، بين خمسماية إلى ستماية دولار ، ويتجاوز في بعض الاماكن السكنية المعروفة الألف دولار، لا يقوى على تأمينها النازح، او غيره من المواطنين.

يواجه نازحون جدد وتحديدا من منطقة الناقورة ومحيطها تحديات عدم وجود منازل فارغة وإن وجدت فإن ايجاراتها أصبحت مرتفعة جدا


وإلى جانب هاتين الحالتين من النازحين، ترتفع مشكلات النازحين، في مراكز الإيواء الخمسة، في كل من صور والبرج الشمالي، مع بدء الصقيع، والذين يقارب عددهم سبعماية فرد، في معظمهم من بلدات بيت ليف، عيتا الشعب، الضهيرة، البستان وبليدا وعيترون، وهذه الفئة تتلقى معظم المتطلبات الأساسية المعيشية، عبر إدارة وحدة الكوارث في إتحاد بلديات صور، التي تتولى توزيع الحصص الغذائية و الفرش.

ترتفع مشكلات النازحين في مراكز الإيواء الخمسة في كل من صور والبرج الشمالي، مع بدء الصقيع

لا يستخف النازحون، بمبادرة آلاف العائلات الجنوبية، تقديم منازلهم مجانا لاهلهم من قرى جنوبية، ومنها المنازل المفروشة مع بداية الأزمة، التي لا يقيم اصحابها في لبنان، كما انهم يتفهمون، حاجة أصحاب هذه البيوت لمنازلهم، بعد ثلاثة أشهر ودخول النزوح شهره الرابع.


وقال أبو علي ل”جنوبية”، وهو احد النازحين من عيتا الشعب الى إحدى البلدات، التي تتعرض على الدوام للقصف والاعتداءات وسقوط الشهيد تلو الآخر، انه “مضى على ضيافته، في منزل مفروش، في إحدى القرى المحيطة بصور( طيردبا) إن أصحاب المنزل، الذين يقيمون في الطابق الارضي، فيما نحن نقيم في الطابق الاول، طلبوا قبل إسبوع، تأمين منزل بديل، بسبب إستعداد إبنهم وعائلته، للمجيء من الخارج لإستخدام منزله”.
وأضاف”: حتى الآن، لم نتمكن من إيجاد منزل ولو ببدل مالي، فكل البيوت مستاجرة، مضيفا أننا في حيرة من امرنا، فالعودة إلى قرانا مستحيلة، وبالتالي لا نعرف وقتا لإنتهاء الحرب والعدوان الإسرائيلي .

النازحون

نزح علي س. مؤخرا من بلدته الناقورة، ولم يجد مكانا ياويه مع عائلته المؤلفة من اربعة أفراد، فاضطر إلى إستئجار منزل صغير، عبارة عن غرفة واحدة وحمام، على مدخل صور الشمالي ( جل البحر) ببدل شهري قيمته أربعماية دولار أمريكي، يضاف إلى هذا المبلغ، بدل إشتراك الكهرباء والمياه وغير ذلك .
وقال ل “جنوبية”، :إننا توسطنا مع صاحب الغرفة، لتخفيض الإيجار، وبعد جهد جهيد، وافق على شطب خمسين دولارا فقط، و إن بدل إيجار ما يسمى بمنزل، كان يؤجر قبل النزوح بإقل من مئة وخمسين دولارا، وختم بالقول “هذا ابشع وجوه الإستغلال”.

النازحون في المدارس

وقالت ام علي وهي إحدى النازحات من عيترون، لقد إستأجرت شقة مفروشة صغيرة، منذ شهور في بلدة العباسية بثلاثماية وخمسين دولارا، لكن صاحبة الشقة، تريد حاليا زيادة الإيجار، الذي أجمعه أصلا من أشقائي المغتربين، وأضافت متهكمة، “على لحظة رح نحس حالنا بجزر المالديف”!.

السابق
بالفيديو: إسرائيل تعلن مقتل مسؤول مكافحة التجسس في حماس.. وهذا موعد انتهاء حرب غزة!
التالي
بعد هدوء حذر ليلا.. قصف اسرائيلي يستهدف منزلا في الجنوب وحزب الله ينعى مقاتلا جديدا!