لجنة توثيق الطلبة اللبنانيين في حوزة النجف «غير موثوقة».. إبحث عن «حزب الله»!

النجف
يبدو ان التسلط الحزبي السياسي الذي تعاني منه البلاد لا يقتصر دوره فقط على النواحي المدنية العامة التي نعيشها، انما تخطى الحدود ليصل الى الحوزات الشيعية في النجف الاشرف، التي تعاني من تمييز بغيض بسبب انشاء لجان لقبول الطلاب، يجب ان يرضى عنها ولي الأمر في ايران ولبنان.

ما تزال معاناة طلبة العلوم الدينية الحوزوية مستمرة، في الحوزات الشيعية في العالم عموماً، وفي حوزة النجف الأشرف الكبرى في العراق خصوصاً، وذلك من خلال التدخلات الإيرانية وجماعاتها، التي تحاول السيطرة على هذا القطاع الحيوي المهم، لتجنيد المشايخ والسادة العلماء والطلبة الحوزويين، لمشروعها السياسي في العالم والمنطقة.

في الوقت الذي يوجد في الحوزة اللبنانية في العالم قرابة ألفي معمم، لم يسمح في حوزة النجف الأشرف سوى لمئة طالب من هؤلاء بالاستقرار في الحوزة النجفية

اللبنانيون يعانون

وفي إدارة حوزة النجف الأشرف الكبرى في العراق، ساهم هذا الواقع الذي تفرضه لجان توثيق الطلاب التابعة للاحزاب الشيعية، اما بالنسبة للحوزة اللبنانية في النجف التي تضم طلبة العلوم الدينية القادمين من لبنان، فإن “لجنة توثيق الطلبة اللبنانيين”، وبعد مرور قرابة العقدين على سقوط نظام صدام حسين، وعودة التحرر لواقع الطلبة اللبنانيين، لم يبق بسبب جهود تلك اللجنة المنحازة الى الثنائية الشيعية اللبنانية التي يهيمن عليها “حزب الله”، سوى عدد ضئيل من طلبة العلم الديني، منهم في حوزة النجف الأشرف حالياً، في حين وصل عددهم قبل بداية حركة تسفيرهم، وقتل وسجن بعضهم من قبل سلطة البعث في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، الى حدود ثلاث مئة طالب قبل نصف قرن تقريباً.

والآن، في الوقت الذي يوجد في الحوزة اللبنانية في العالم قرابة ألفي معمم، لم يسمح في حوزة النجف الأشرف سوى لمئة طالب من هؤلاء، بالاستقرار في الحوزة النجفية، وكل هؤلاء من السياسيين المرتبطين بالسياسة الإيرانية و”حزب الله”، ومن يدور في فلك الاحزاب الولائية، ولم تسمح الإدارة اللبنانية في الحوزة النجفية لغير السياسيين ولا للمستقلين، بالاستقرار في حوزة النجف، من خلال تعيين لجنة لبنانية منحازة لدى أزلام المشروع الإيراني، لمنع الطلبة الحقيقيين والمحصلين، وفضلاء العلماء العامليين من الاستقرار في حوزة النجف الأشرف!

فمن هذا المنطلق، وبعد المتابعات الحثيثة يظهر أن اللجنة اللبنانية الموكل إليها توثيق الطلبة اللبنانيين، الراغبين بالاستقرار في حوزة النجف، هي لجنة غير موثوقة، وسمحت لنماذج هزيلة ضعيفة واهنة غير مجتهدة، للاستقرار تحقيقاً لأهداف السياسة الإيرانية الاستخباراتية في هذا الجانب، كون هذه اللجنة تم اختيارها وفرضها على اللبنانيين، استناداً إلى موازين سياسية محضة ..

مناشدة المرجعية

وقد صدرت بيانات وكُتبت مقالات عدة في مواقع إخبارية وصحفية، تُعبِّر عن هذا الواقع المرير، دون أن تقوم إدارة مكتب المرجع الأعلى السيد علي السيستاني بتغييره !

فمتى تتحرر اللجنة اللبنانية في حوزة النجف، من الرموز القمعية الاستخباراتية والسياسية، حتى يعود الطلبة والعلماء والفقهاء والمراجع العامليون من جديد، ليمارسوا الدور الريادي في حوزة النجف الأشرف الكبرى، بعد أن كانوا يمثلون التاريخ الحقيقي، الذي صنع وصان العلوم الحوزوية العليا عبر القرون، من خلال مؤلفاتهم الخالدة ككتاب: ” الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية ” للمرجع الشهيد الثاني زين الدين العاملي، هذا الكتاب الذي عليه مدار دراسات السطوح الدانية الفقهية في كل حوزات الشيعة، منذ قرابة أربعة قرون متتالية، ولا يُعمم طالب حوزوي قبل أن يدرس أجزاءه العشرة المحققة المحتوية على دورة كاملة في الفقه الاستدلالي، وككتاب : ” تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة ” للمحدث الأكبر الشيخ محمد الحر العاملي، الذي عليه مدار دراسات أبحاث الخارج، في جميع الحوزات الشيعية منذ قرابة أربعة قرون متتالية، ولا يكون فقيه ولا مرجع للشيعة، دون أن يُلم بكل أحاديث هذا الكتاب وأسانيدها المودعة، في أجزائه الثلاثين في الطبعة المحققة.

السابق
حزب الله ينعى مقاتلا جديدا
التالي
كريم مروة يروي سيرته.. بقلمه!