لا هدنة في غزة ولا إتفاق في لبنان.. «حتى إشعار آخر»!

علي الامين
يختلط "الحابل" العسكري بـ"النابل" الديبلوماسي، على خط الحرب الإسرائيلية على غزة، وتحديداً المعركة الجانبية المتفرعة، التي "يتخبط" فيها "حزب الله" على جبهة الجنوب تحت شعار "الإسناد"، الذي يبدو انه "ليس في أفضل أحواله" خلال الأيام الأخيرة، وفي ظل تعقيدات أميركية وإسرائيلية، تحول دون هدنة في غزة أو إتفاق في لبنان، قبل أن تتضح معالم المستقبل في غزة.

الدبلوماسية الاميركية قبلة جميع الأطراف، والكل ينتظر بارقة ضوء، من وزير خارجية او موفد اميركي تلوح في “النفق” الذي دخلت به المنطقة بعد “طوفان الأقصى”، في وقت لم تتضح بعد، نتائج وزير الخارجية الأميركية انطوني بلينكن، لجهة المسار السياسي الذي لم تبد اسرائيل اي اهتمام به، فيما الاعلام العبري لم يلمس اي تفاهم، بين رئيس حكومة الحرب بنيامين نتنياهو وبلينكن في لقائهما الأخير.

وعلى خط مواز، برزت على السطح ما روج له الاسرائيليون، عن مبادرة قطرية تتضمن في اهم بنودها، خروج قيادة “حماس” من غزة، وبرزت قمة العقبة التي جمعت زعماء الاردن ومصر وفلسطين، وهي قمة تسترعي الانتباه، لاسيما انها جاءت بعد جولة بلينكن على هذه الدول، في ظل معلومات من مصادر فلسطينية، انها “تأتي استجابة لمتطلبات هدنة، يدفع بها الاميركيون في غزة، تتصل بابعاد سياسية قد تمهد لوقف اطلاق النار واعادة صياغة مستقبل غزة”.

الموفد الأميركي آموس هوكستين يعود الى بيروت، بعد ملاحقات حثيثة من نائب رئيس مجلس النواب الياس ابوصعب، وذلك في ظل تصعيد اسرائيلي مرشح الى التفاقم، في المواجهة الجارية مع “حزب الله”.

وفيما يبدو الجيش الاسرائيلي ممسكا بزمام المبادرة على الصعيد العسكري، يظهر “حزب الله” في موقع الممنوع من الرد، على الاستهدافات الاسرائيلية التي تحرجه، وهو واقع يستدرج مزيدا من العمليات الامنية والعسكرية الاسرائيلية، طالما فرصها متاحة لاسرائيل.

واشنطن نفسها لا تريد انجاز اتفاق مع لبنان قبل اتضاح الصورة في غزة

اللهاث اللبناني وراء هوكشتين، لن يؤدي الى انجاز اتفاق شبه مكتمل بين لبنان واسرائيل حول الحدود، ولن يوقف المواجهات العسكرية، ولا فك الارتباط بين غزة ولبنان، الا اتفاق اميركي اسرائيلي ليس متاحا اليوم، فالأزمة الفعلية تكمن في الخلاف الاميركي الاسرائيلي، ورغبة الادارة الاميركية برسم معالم غزة السياسية بعد الحرب، وعدم موافقة اسرائيل على ذلك، وبحسب المعلومات، فان واشنطن نفسها، لا تريد انجاز اتفاق مع لبنان، قبل اتضاح الصورة في غزة، وبالتالي، فان اشارة امين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله، الى فرصة تاريخية للبنان لاستعادة حقوقه، غير واردة قبل غزة.

من الواضح للعديد من المراقبين، التزام الحزب بعدم الانجرار لحرب مفتوحة

وما هو مقلق على هذا الصعيد، هو خروج حكومة الحرب الاسرائيلية المتدرج عن “قواعد الاشتباك”، فيما “حزب الله” يكتفي بردود لا تمنع اسرائيل من تنفيذ خططها العسكرية، اذ من الواضح للعديد من المراقبين، التزام الحزب بعدم الانجرار لحرب مفتوحة، ليس في الميدان فحسب، بل حتى على مستوى التهديد الكلامي، الذي يكاد يختفي عن منابره، في وقت كان عاليا جدا قبل طوفان الأقصى.

وعلى رغم ان السيد نصرالله، قد احال الى الميدان عمليات الرد على العدوان في الضاحية، وعلى اغتيال صالح العاروري، فان المجاهدين في الميدان في رسالتهم اليه قبل يومين، اعلنوا انهم رهن اشارته واوامره، لكن ذلك لا يعني ان “حزب الله”، يمكن ان يخرج على اوامر عدم الرد الصادرة من الجمهورية الاسلامية في ايران.

العنجهية الاسرائيلية، مرشحة لأن تمارس عدوانها اكثر في لبنان، وبالتالي رفع سقف مطالبها، لما تسميه ضمان عدم تكرار “طوفان اقصى” جديد على حدودها الشمالية، وما يحمله هوكستين الى بيروت، ليس سوى مطالب اسرائيلية، ترتبط بضمانات لأمن سكان المستوطنات، وهي شروط مرشحة لأن تزداد، كلما برز التفوق العسكري الاسرائيلي في الميدان.

السابق
8 فوائد مذهلة للبردقوش.. وتحذير للمرأة الحامل!
التالي
«متفقون مع الحزب»… باسيل: الشهداء الـ١٥٠ ماتوا دفاعاً عن لبنان!