إسرائيل تباغت «حزب الله» بحرب أمنية «دموية» تهز «توازن الرعب»!

لعل "حزب الله"، نجح الى حد بعيد في إظهار "توازن رعب" عسكري "مدوزن"، بينه وبين إسرائيل في الميدان، غير ان تحويل إسرائيل المعركة الى حرب امنية وبوليسة واستخبارية بتقنيات عالية، عبر تنفيذها عمليات إغتيال تستهدف قياديين ميدانيين من الصف الأول، أربك الحزب وحركته وهز هيبته، وكشف عدم التكافؤ الأمني، وحجم الإختراق في منظومته وداخل بيئته.

مسلسل الاغتيالات يستمر من قبل اسرائيل، عبر عمليات قتل تطال افرادا محددين، مقاتلين ومسؤولين في “حزب الله”، وبطرق تشير الى متابعة ومراقبة دقيقة، بحيث انها تستهدف محازبين، من دون ان توقع ضحايا مدنيين.

هذا ما حصل اليوم وامس في خربة سلم، من خلال استهداف القيادي في “حزب الله” وسام الطويل، و مسؤول وحدة المسيرات علي برجي الذي نعاه الحزب.

الانكشاف الامني، يظهر ان لدى “حزب الله” خللا في مواجهة الامكانات الامنية الاسرائيلية

الاختراقات الامنية، او ما يمكن ان يُسمى الانكشاف الامني، يظهر ان لدى “حزب الله” خللا في مواجهة الامكانات الامنية الاسرائيلية، لم يستطع معالجته، منذ بدء العمليات القتاليه على الحدود مع اسرائيل، غداة “طوفان الأقصى”.

عملية التنقل الآمن لمقاتلي “حزب الله” غير متوافرة الى حد كبير

بحسب خبير عسكري، فان “عملية التنقل الآمن لمقاتلي “حزب الله” غير متوافرة الى حد كبير، لاسيما منفذي الهجمات الصاروخية منهم، وهي ثغرة برزت منذ البداية ولم يستطع الحزب معالجتها، كما لم يجد حلولا للحد من أذى المسيرات الاسرائيلية، سواء التي تحمل قذائف صاروخية، او تلك المراقبة”.

ولفت الخبير عينه الى “ان اسقاط هذه الطائرات يبدو غير متاح، خصوصا انها كهربائية وغير حرارية، ولا تنفع معها صواريخ سام التي يمتلكها الحزب، علما ان طائرات حربية نفاثة تمتلكها اسرائيل ومنها F35، تطلق صواريخها من علوّ، ولا يبدو ان الحزب اظهر حتى الآن، ان لديه صواريخ S300، يمكن ان تتعامل مع بعض الطائرات النفاثة”.

الحديث عن امتلاك اسرائيل لداتا الاتصالات، فضلا عن اختراق شبكة الاتصالات الخلوية والثابتة في لبنان، لم يعد من الاسرار

الى ذلك، أشار الى ان الحديث عن امتلاك اسرائيل لداتا الاتصالات، فضلا عن اختراق شبكة الاتصالات الخلوية والثابتة في لبنان، لم يعد من الاسرار، وهو ما يزيد من قدرة اسرائيل على المراقبة والرصد، علما ان الامكانات الاسرائيلية التقنية على هذا الصعيد، ليست واضحة او معروفة تماما، كما تشي معلومات في الميدان”.

الثابت حتى الآن، من ملامح المرحلة الثالثة للمعركة، التي تحدثت عنها اسرائيل، هو البعد الامني للعدوان، من خلال تنفيذ عمليات امنية واغتيالات، تريد اسرائيل ادراجها على ما يبدو ضمن قواعد الاشتباك، وهي قواعد تعيد اسرائيل بناءها استنادا الى موازين القوى، بحيث ان رد “حزب الله” حتى الآن لا يعكس قدرة على لجم التصعيد الاسرائيلي المتدرج، منذ تنفيذ اغتيال القيادي في “حماس” صالح العاروري في الضاحية الجنوبية قبل اسبوع.

وبالتالي، فان توقعات المراقبين، ان اسرائيل سوف تستثمر في ما يظهر من ارباك لدى الحزب، حيال نوعية الرد وطبيعته، بمزيد من تنفيذ اغتيالات تشمل مسؤولين، ومراكز حساسة عسكريا وامنيا.

عدم رغبة “حزب الله” الدخول في حرب مفتوحة، والتزامه بمتطلبات ذلك اقليميا ودوليا، عزز من الشهية الاسرائيلية لاستهدافه، في مناطق وبطرق كانت تبدو غير واردة قبل “طوفان الاقصى”.

عدم قيام “حزب الله” بضرب العمق الاسرائيلي سيزيد من وتيرة العدوان الاسرائيلي

كما ان عدم قيام “حزب الله” بضرب العمق الاسرائيلي، كرد على استهداف الضاحية، كما كان هدد الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله مرارا في السنوات السابقة، سيزيد من وتيرة العدوان الاسرائيلي، الى حد محاولته فرض شروطه لجهة تفسير القرار ١٧٠١، وفرض الضمانات التي توفر شروط عودة آمنة لمستوطني الشمال، وهذا ما سينقله على الارجح، الموفد الأميركي آموس هوكستين، في زيارته المرتقبة الى بيروت الاسبوع المقبل، بحسب ما اكد رئيس الحكومة المستقيلة نجيب ميقاتي، على وقع توجس اللبنانيين من.. الآتي الأعظم!

السابق
٣٥٦ يوماً داخل المجلس… خلف: اما حان وقت الامتثال الى احكام الدستور؟
التالي
انتقاماً لـ طويل… مقرصنون يخترقون مواقع اسرائيلية!