مصدر ديبلوماسي ل«جنوبية»: زيارة كولونا «جس نبض» حزب الله لتطبيق 1701 وتراجع مقاتليه.. وإلا!

تترقب الأوساط اللبنانية ومراكز القرار وصول وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا إلى لبنان اليوم، اذ يتوقع أن يشكل ملف الرئاسة الجزء الرئيس، من أهداف زيارتها بعد النجاح الذي طالته الديبلوماسية الفرنسية عبر التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون، بعد الطرح الفرنسي الجدي في الزيارة الأخيرة للموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، إضافة الى الهدف الآخر المتمثل بتطبيق القرار 1701 والعمل على منع التصعيد في جنوب لبنان. وهذا ما دعت إليه خلال زيارتها قاعدة عسكرية قرب تل أبيب أمس قائلة “:إن خطر التصعيد يبقى قائما… وفي حال خرجت الأمور عن السيطرة، أعتقد أن ذلك لن يكون في مصلحة أحد، وأقول ذلك لإسرائيل أيضا”، مضيفة، “هذه الدعوة إلى الحذر وخفض التصعيد تنطبق على الجميع”.

يتوقع أن يشكل ملف الرئاسة الجزء الرئيس من أهداف زيارتها بعد النجاح الذي طالته الديبلوماسية الفرنسية عبر التمديد لقائد الجيش

وتأتي زيارة كولونا لبيروت، بحسب مصدر ديبلوماسي ل”جنوبية”، “في إطار دبلوماسية فرنسية نشطة إزاء لبنان لجس النبض إيران عبر امكان تراجع “حزب الله” عن الحدود اللبنانية الى ما بعد شمال الليطاني، لكونها منطقة تخضع لعمليات قوات الطوارئ الدولية “اليونيفيل”، والتي يجب ان تكون مجردة من اي سلاح خارج اطار الشرعية اللبنانية الذي يمتلكه الجيش اللبناني”.
من هنا، وفقاً للمصدر عينه، “تأتي النبرة الاميركية العالية ضد اسرائيل، بعد تعرض اكثر من مركز للجيش اللبناني في الخطوط الامامية لاعتداءات اسرائيلية مباشرة، ادت الى استشهاد احد العسكريين في مركز حدودي متقدم”.

ولفت الى ان “تفاهما اميركيا فرنسيا اوروبيا عربيا، على ضرورة ان يلعب الجيش اللبناني مع قوات “اليونيفيل” الدور الاساس في استتباب الامن على الحدود الجنوبية مع اسرائيل، بحيث سيكون هناك دعم مباشر للجيش، يبدأ بالقرار الدولي الاوروبي والاميركي والعربي ثم بالدعم اللوجستي والعسكري”.

تفاهم اميركي فرنسي اوروبي عربي،على ضرورة ان يلعب الجيش اللبناني مع قوات “اليونيفيل” الدور الاساس في استتباب الامن على الحدود الجنوبية

وأشار الى ان “هذا الدور لا يمكن ان يلعبه الجيش من دون تهيئة الاجواء السياسية له، وتوضع الزيارة في سياق معرفة مدى تجاوب “حزب الله”، الذي يدل على نوايا إيران، والفرقاء اللبنانيين الرسميين وغير الرسميين مع الحراك الفرنسي الجديد، وفي حال يحتاج ذلك الى اتصالات تجريها فرنسا مع الجانب الايراني بغية ذلك والا سيكون للموقفين الاوروبي والاميركي كلام ثان مع الفرقاء اللبنانيين تبدأ بوقف المساعدات الى لبنان، وتنتهي بقرارات قد تعرضه لمزيد من العزلة على المستويات الاقتصادية والسياسية”.

ولم يخف المصدر الديبلوماسي، “ضعف التجاوب الذي يبديه “حزب الله” مع الحراك الفرنسي الجديد، لأنه يدرس الامور جيدا ويرى اين مصلحته فيها، ويؤكد الفرنسيون ان من مصلحة الحزب والدولة اللبنانية، عدم الدخول في اي حرب تؤدي الى مزيد من الخسائر، خصوصا وان الارضية اللبنانية تعاني ما تعانيه، ولا قدرة لها على الصمود بغياب كل مقاوماته”.

وأوضح انه “مع زيادة النشاط الفرنسي اليوم بعد الزيارتين التي قام بهما الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى لبنان في العام 2020 و2021, بحيث ان كولونا زارت بيروت للمرة الأولى في شهر أيلول الماضي، ثم تبعها زميلها وزير الدفاع ومدير المخابرات الخارجية، يتركز البحث خلال كل هذه اللقاءات، على الآلية التي من شأنها توفير الأمن والاستقرار في جنوب لبنان؛ أي كيفية تنفيذ القرار 1701، علماً بأن المتابعين لهذا الملف الشائك يعرفون مسبقاً، أنه لا إمكانية للسير به، من غير انسحاب إسرائيل من المناطق التي ما زالت تحتلّها، أو على الأقل مِن غالبيتها”.

الإشكالية ترتبط بمدى استعداد “حزب الله” لسحب مقاتليه وأسلحته من المنطقة القائمة بين الحدود ونهر الليطاني

وكشف المصدر دبلوماسي، إن “الإشكالية ترتبط بمدى استعداد “حزب الله” لسحب مقاتليه وأسلحته من المنطقة القائمة بين الحدود ونهر الليطاني، وليس معروفاً ما إذا كان مسؤولو الحزب، في هذه المرحلة أو تلك التي ستَعقب نهاية الحرب في غزة، مستعدّين للاستجابة للمطلب الدولي الذي تحمله الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا”.

وجدد المصدر عينه تأكيده، أن “الهدف الأساسي لجولة كولونا، عنوانه العمل على خفض التصعيد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، وتحاشي تحوُّل الحرب في غزة إلى حرب إقليمية”.

السابق
بالصورة.. قصف إسرائيلي على بعد امتار من تشييع احد مقاتلي الحزب في عيتا!
التالي
بريطانيا وألمانيا… وقفُ نارٍ مستدام