الفراغ الماروني الثالث..مع وقف التنفيذ!

قائد الجيش جوزيف عون

تحتاج الظروف الاستثنائية الى قرارات استثنائية. ومن الطبيعي أنه لا يمكن تفريغ الجيش من قيادته، في ظل تفريغ البلاد من رئيسها، وقد كنت قد حذرتُ منذ أكثر من سنة أن المركز الماروني الثالث سيصبح شاغراً بعد رئاسة الجمهورية وحاكمية مصرف لبنان، يوم اعتبر البعض أن انتخاب رئيس هو مسألة أشهر، واعتبرت في حينه أن تصرف القادة “الموارنة” سيكون تصعيدياً مع اقتراب فراغ مركز قائد الجيش.. وهذا ما حصل!

ومع أن استحقاق ملء فراغ قيادة الجيش هو استحقاق وطني، ولكن المعركة السياسية هي بالأساس “مارونية”، والمواجهة بين القوات والتيار انتهت ب “نصر” قواتي بالتجديد لقائد الجيش جوزاف عون، الذي عينه الرئيس الأسبق ميشال عون!

المواجهة بين القوات والتيار انتهت ب “نصر” قواتي بالتجديد لقائد الجيش جوزاف عون الذي عينه الرئيس الأسبق ميشال عون!

ضروري هو عدم الفراغ في قيادة الجيش مع قائد “لم يؤخذ عليه” الكثير (سوى “قلة الوفا” بحسب رئيس التيار البرتقالي الذي نجح باستبعاده، حتى الآن، عن رئاسة الجمهورية)! ولكن معركة التمديد هي أيضاً “انتصار الحد الأدنى” في وجه استمرار الفراغ الرئاسي، فلبنان البلد بلا دولة، وبلا مؤسسات وبلا إدارات للدولة، ومع ذلك “البلد ماشي”، البلد ماشي، ولكن الشعب مكسور الظهر، البلد ماشي، ولكن من دون عدالة، البلد ماشي، ولكن من دون مال ومن دون ودائع ومن دون كهرباء، ومطاره يغرق كما تغرق طرقاته، وأنفاقه لا تحتاج لضخ المياه فيها!

إقرأ ايضاً: الكاتب والأديب الجنوبي عصام نور الدين يدق باب الغياب!

“البلد ماشي” ولكن، حتى كلمة السر الدولية لا تخضع لهدنة إطلاق الأسرى، ولبنان ليس حتى في ذيل لائحة اهتمامات المجتمع الدولي المنشغل بين حرب روسيا – أوكرانيا و”حرب اسرائيل على حماس”، ولكن لبنان نجح، حتى الآن، في تحييد الكأس الأمَرّ وتجنب الأسوأ، وفي عدم تحوله الى ما يشبه غزة أخرى في الدمار وفي الخسائر بالأرواح!

لبنان نجح حتى الآن في تحييد الكأس الأمَرّ وتجنب الأسوأ وفي عدم تحوله الى ما يشبه غزة أخرى في الدمار وفي الخسائر بالأرواح!

خلال سنة “يخلق الله ما لا تعلمون”. ولكننا “كنا نعلم” أن الفراغ الرئاسي السابق استمر سنتين ونصف السنة. ما يعني أن الفراغ الرئاسي الحالي قد يستمر لسنة إضافية أو أكثر، “الشباب مش مستعجلين”، ومسألة الفراغ في قيادة الجيش قد تُطرح من جديد. أي أن الفراغ الثالث هو سارٍ مع وقف التنفيذ، وقد يحتاج بعد سنة الى معركة مماثلة، أما الرئاسة، للحفاظ على ما تبقى من البلد، وبانتظار ولادة جديدة للدولة (“يمكن ما تكون عا إيامنا”)، فهي في خبر كان، والشيء الوحيد المستمر في لبنان هو: “ما في دولة”!

السابق
الكاتب والأديب الجنوبي عصام نور الدين يدق باب الغياب!
التالي
بعد اقل من 3 اعوام على توليه البلاد خلفاً لأخيه صُباح..امير الكويت الشيخ نواف في ذمة الله!