نظّم “منتدى جنوبية” في مقرّه في بيروت، ندوة حاضر خلالها الدكتور أدونيس عكرة حول “وثيقة الأخوّة الإنسانية، من أجل السلام العالمي والعيش المشترك، تأسيساً للدولة المدنية في لبنان”، التي صدرت عن شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيّب وقداسة البابا فرنسيس، أثناء اجتماعهما في أبو ظبي بتاريخ 4 شباط 2019، بدعوة من أميرها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
حضر الندوة عدد من الوجوه الثقافية والسياسية والاعلامية من المهتمين في الشأنين السياسي والثقافي، كما أعقب محاضرة الدكتور العكرة مداخلات متنوّعة عبرت عن اهتمام المستمعين بموضوع الندوة وما جاء في الوثيقة موضوع الندوة من بنود تحتوي على أفكار تقدمية ومفاهيم سياسية اجتماعية حديثة.
وتألّفت محاضرة العكرة من: مقدّمة، وثلاثة فصول، وخلاصة. والفصل الأوّل متمثل: “في صياغة الإشكاليّة”؛ والفصل الثاني متمثل “في تفاصيل الإشكالية: بين الدين والمواطنية”؛ والفصل الثالث متمثل بـ”الحلّ المطروح: وثيقة الأخوّة الإنسانية”.
وجاء في مقدمة المحاضرة أنها تندرج في سياق أهداف مركز “تموز للدراسات والتكوين على المواطنية”، الأهداف التي منها:
1 – العمل على إقامة الدولة المدنية في لبنان.
2 – اعتبار وثيقة الأخوّة الإنسانية الصادرة عن الكرسي الرسولي والأزهر الشريف أساساً للتعليم الديني للناشئة (التربية وفق ما يضع الأخلاق الدينية في خدمة المجتمع الديموقراطي).
ومما جاء في هذه المحاضرة: “أن المواطنين في الدولة الديموقراطية، هم مصدر السلطة الأساسية في الدولة وجميع السلطات المتفرّعة عنها، وهم أحرار (بالإرادة والرأي والمعتقد)، ومتساوون تجاه القانون الصادر عنهم، وفق الآليات التي يضعونها هم بإرادتهم الذاتية وبالتشارك، وليس بإرادة خارجة عن كينونتهم، ويحاسبون مَن يوكلون إليه الحق بالحكم، وولاؤهم الأول لليكان السياسي الذي يقيمونه (الدولة) المواطنية”.
ورأى “ان التعليم الديني يمكن أن يكون وسيلة من وسائل التربية على المواطنية، بشرط اعتراف الأديان ببعضها، والاعتراف بالمواطنية الكاملة، على أن يظهر هذا الاعتراف، في ميدان التعليم والتربية الدينيين وفي المواعظ الدينية في المساجد والكنائس”.
واعتبر ان “هذه الوثيقة مرتكزاً أساسياً للتعليم ديني، يُسهم إسهاماً حاسماً في مشاريع التربية على المواطنية في لبنان والعالمين العربي والإسلامي”.
وختم العكرة بقوله: “إن قيام المواطنية الكاملة في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، هو مشروط بهذا التعليم الديني دون غيره”.
