إسرائيل تحرق 5 ملايين متر مربع من الزيتون والسنديان و«لا تعويض».. خليفة ل«جنوبية»: اعادة التشجير تبدأ بعد الحرب!

على يمين الطريق بين الناقورة وعلما الشعب الحدوديتين، تطالعك آثار الحرائق في أحراج السنديان، عند أسفل موقع للاحتلال الاسرائيلي، في منطقة جل العلام، حيث التهمت النيران، التي سببها القصف بالقذائف الفسورية، من جانب العدو، مساحات واسعة من الواحة الخضراء، فحولتها إلى يباس ورماد، تحتاج الى سنين طويلة لاعادة تأهيلها وزرعها مجددا، وفي الجهة الغربية المقابلة لهذا التل، إحترقت ايضا مساحات كبيرة من أشجار الملول ( السنديان) المعمرة ، في منطقة (اللبونة )، التي ذاع إسمها نتيجة تعرضها الدائم للغارات الاسرائيلية والقصف بالفسفور الابيض .

التهمت النيران التي سببها القصف بالقذائف الفسورية مساحات واسعة من الواحة الخضراء فحولتها إلى يباس ورماد تحتاج الى سنين طويلة لاعادة تأهيلها وزرعها


مقابل مستوطنة حانيتا في فلسطين المحتلة، أكلت النيران آلاف اشجار الزيتون والسنديان، التابعة لبلدة علما الشعب، فتحولت هذه المنطقة الى أرض محروقة، وصلت الى حدائق المنازل، مدمرة أشجار الزيتون ، التي يعود عمر غالبيتها الى اكثر من مئة عام، وحرمان الاهالي من قطاف حبة زيتون واحدة.

أكلت النيران آلاف اشجار الزيتون والسنديان التابعة لبلدة علما الشعب فتحولت هذه المنطقة الى أرض محروقة

الحرائق لم تقتصر على الناقورة وعلما الشعب، وهي إمتدت من الضهيرة، إلى راميا، وعيتا الشعب ورميش، ويارون وعيترون، وبليدا، وصولا الى كفرشوبا، التي كان لها النصيب الاكبر من الحرائق، التي طاولت مئات الدونمات المغروسة بالزيتون والاشجار الحرجية واللوزية، إذ يلي حجم الخسائر الزراعية الى الان في المرتبة الثالثة، بعد الخسائر في الارواح والمنازل والبيوت، جراء الاعتداءات الاسرائيلية، منذ فتح جبهة الجنوب بين “حزب الله” و”إسرائيل” في التاسع من تشرين الاول الماضي.
تتحدث السلطات اللبنانية، لا سيما وزارة الزراعة والجمعيات البيئية، عن تضرر حوالي خمسة ملايين متر مربع من الاراضي المزروعة بحوالي اربعين الف شجرة زيتون وأعداد اكبر من أشجار السنديان، وغيرها من الاشجار المثمرة، ومع الهدنة في غزة لحوالي عشرة أيام، التي شملت جبهة الجنوب، تم مسح قسم من الاضرار الزراعية، من جانب بعض البلديات ومجلس الجنوب ومؤسسة جهاد البناء التابعة ل”حزب الله”، ولم تكتمل بسبب تجدد المعارك، في حين لم يعرف مصير التعويضات، او الجهة التي ستعوض عن هذه الاضرار الكبيرة، والقابلة الى الازدياد تزامنا مع استمرار القصف بقنابل القسفور الابيض المحرم دوليا، ويترك آثاره على الشجر والبشر. في المقابل، تعد وزارة الزراعة ووزارة البيئة والجمعيات البيئية المنضوية في إطار الحركة البيئية، وعددها ٦٥ جمعية، باعادة تحريج ما تم إحراقه، بعدما كانت تقدمت وزارة الخارجية اللبنانية بشكوى إلى مجلس الامن الدولي ضد العدو الاسرائيلي، وكان سبق لوزارة لوزارة الزراعة إعلانها إحتراق مساحة 550 دونما، بينها 40 الف شجرة زيتون معمرة، نجمت عن 130 حريقا، افتعله العدو الاسرائيلي بالقذائف الفسفورية المحرمة دوليا، داعية إلى إقرار آلية عاجلة من اجل مساعدة المزارعين المتضررين، لانقاذ الثروة الحرجية واعادة الغطاء الحرجي والنباتي في اسرع وقت، والتعويض على المزارعين خسارتهم.

تتحدث السلطات اللبنانية لا سيما وزارة الزراعة والجمعيات البيئية عن تضرر حوالي خمسة ملايين متر مربع من الاراضي المزروعة

وأشار ج. زعرب احد اصحاب الاراضي في علما الشعب، التي طاولتها الحرائق، أن الاضرار في البلدة، كانت الاكبر في المنطقة، حيث التهمت النيران آلاف الاشجار ومنها اشجار الزيتون والسنديان، مناشدا التعويض للمزارعين عن خسائرهم المباشرة وغير المباشر، والعمل على اعادة تحريج الغابات في المنطقة.

الحركة البيئية
وأكد رئيس جمعية “شعاع البيئة” المهندس سليم خليفة ل”جنوببة”، أن “هذه الحركة البيئية، تواكب حجم الاضرار البيئية، الناجمة عن الاعتداءات الاسرائيلية على الاراضي اللبنانية، بواسطة الفسفور الابيض ،منذ بداية الحرب، قبل نحو شهرين”.
وأضاف ان “الحرائق ،أتت على ملايين الامتار المربعة، من الاراضي المغروسة بالزيتون والسنديان والبطم، في المناطق الممتدة من الناقورة وحتى شبعا.
ولفت الى ان الحرائق شملت 54 بلدة وقرية على طول الحدود البالغة نحو مئة كلم، و ان العدو يتحجج بكشف المقاومة، لكنه بالحقيقة ينتقم من اهل الجنوب والغطاء الاخضر الموجود في الجنوب، لا سيما السنديان، الذي يشكل غذاء وحماية لكثير من الحيوانات والحشرات”.

القنابل الفسفورية تؤدي الى تلوث التربة وحرق الاشجار وايضا جعل الاراضي غير صالحة للزراعة


وأوضح ان “القنابل الفسفورية ، تؤدي الى تلوث التربة وحرق الاشجار، وايضا جعل الاراضي غير صالحة للزراعة”، كاشفا عن ان “الحركة وبالتنسيق الكامل مع وزارتي الزراعة والبيئة والمجلس الوطني للبحوث العملية، ترفع الصوت عاليا في المحافل الدولية لوقف هذه المجازر بالاشجار المعمرة ، أنه بعد وقف الحرب، سيتم التوجه على اعادة زرع شجر السنديان ، الذي يحتاج ما بين 5 و6 سنوات حتى تتكون هذه الشجرة”.

من ناحيتها، مصادر في مؤسسة “جهاد البناء” اوضحت ل “جنوبية” ان المؤسسة معنية بالتعويض على الاضرار الزراعية المباشرة، وتتابع إحصاء الاضرار غير المباشرة”.

السابق
إيران والطريق إلى «حماس».. «الحاجة أُمُّ التحالف أم القتال»؟!
التالي
صواريخ بإتجاه الاراض المحتلة.. واسرائيل ترد