يمينة ترفع بيمينها راية الحرية النقابية في الجزائر

غسان صليبي

كانت يمينة غمراوي تتوقع
كما قالت لي عندما التقينا
في جينيف منذ اسبوعين،
انها ستتعرض للاستجواب
وربما للتوقيف عند عودتها الى الجزائر،
لأنها كعادتها في كل المؤتمرات النقابية التي تشارك فيها،
ترفع راية الحرية النقابية
بإسم النقابات المستقلة.

كانت يمينة تعرف أيضا،
انه بإنتخابها رئيسة
للكونفدرالية المستقلة لعمال الجزائر،
ستصبح هدفا مباشرا للسلطات الامنية.

لكن يمينة،
كما رفيقتها نصيرة غزلان
ورفيقها رؤؤف ملال
ورفاق آخرين في الجزائر،
قرروا الإستمرار في النضال
من أجل حركة نقابية مستقلة
تدافع عن حقوق العمال الجزائريين والمهاجرين
على حد سواء،
وعن المساواة بين الجنسين،
وكذلك عن الديمقراطية والحريات العامة في الجزائر،
رغم التهديدات الجسدية والطرد من الخدمة
والنفي الى الخارج.

تم اعتقال يمينة بعد وصولها الى الجزائر
قادمة من جينيف،
وبعد ست ساعات من الاستجواب
والاذلال الجسدي والنفسي
تم ابلاغها بالاستدعاء يوم الاثنين 13/11/2023
امام قاضي التحقيق بالقطب الجزائي الوطني
لمكافحة الجرائم المتصلة بتكنولوجيات الاعلام و الاتصال،
وهي حتى الآن لم تتبلغ اسباب الاستدعاء.

يمينة الرقيقة المسالمة،
التي احترفت التدريب النقابي والحوار المنفتح،
وناضلت من أجل المساواة بين الجنسين
ومن أجل الحريات النقابية،
ها هي تُلاحق من سلطة أمنية ذكورية،
تعتمد القمع والترهيب
اسلوبا وحيدا في التعامل مع معارضيها.

ستقف يمينة غمراوي
اليوم
بكل شجاعة
أمام المحكمة في الجزائر،
كما وقفت نسرين شاهين منذ اشهر
أمام المحكمة في لبنان،
وكما وقف احمد السعدي منذ سنة
أمام المحكمة في الاردن،
وكما وقف طارق كعيب منذ سنوات
أمام المحكمة في مصر.

وستقول يمينة بصوت عالٍ
كما قال رفاقها الشجعان
في المنطقة العربية من قبل،
أنه يحق للعمال
أن يرفضوا ظروف العمل غير العادلة
في النظام الرأسمالي،
وان يتضامنوا ويؤسسوا نقاباتهم المستقلة،
ويستخدموا في نضالهم
حقهم بالمفاوضة الجماعية
مع اصحاب العمل والسلطات،
وأيضا حقهم بالإضراب
من أجل الضغط تحقيقا لمطالبهم،
في ظل تشريعات
تضمن حرية العمل النقابي
كما تنص عليها
اتفاقيات منظمة العمل الدولية.

كل التضامن معك
أيتها السيدة الشريفة،
وكل التقدير لشجاعتك
التي لن تُقهر،
وكامل الدعم المتواصل لقضيتك،
وهي قضية جميع العمال في المنطقة العربية،
في أن يؤسسوا وينتسبوا
الى نقابات مستقلة تعمل بحرية،
بدل أن يبقوا مؤطرين خاضعين
في نقابات تابعة للسلطة،
تنفذ سياساتها ضد مصالح العمال والمواطنين.

السابق
تصعيد أمني بعد ليل عنيف.. وإسرائيل: حزب الله من يقرر من سيعيش ومن سيموت
التالي
غزة العالقة في «عنق الكارثة».. أين المفر؟!