اصرار اميركي«غامض» على مغادرة الرعايا لبنان ينسحب اوروبيا ودولياً وعربيا.. وهذه خطة عمل السفارات!

واشنطن

توج القرار البريطاني الذي صدر اليوم بخفض موظفي السفارة البريطانية في لبنان الى الربع تقريبا، ليؤشر على القلق الذي ينتاب السفارات والمؤسسات الدولية من تطور الاحداث في لبنان، والتي اتت بعد ارتفاع حدة المعارك بين “حزب الله” والقوات الاسرائيلية على طول الحدود الجنوبية.

وتواصلت عمليات إجلاء الرعايا الأجانب من لبنان بعد 30 يوما من الحرب الإسرائيلية، عبر موانئ قبرص وتركيا والأراضي السورية.

وفي معلومات “جنوبية” ان “الدوائر الامنية المختصة البريطانية، اشرفت على إجلاء 4500 من رعاياها الذين كانوا قد أبدوا رغبتهم في الرحيل عن بيروت عبر مراكب نقلتهم إلى جزيرة قبرص القريبة، على أن يواصلوا رحلتهم إلى بريطانيا جوا، بحيث بقي عدد كبير من حاملي ازدواجية الجنسية بريطانية ولبنانية في لبنان، بانتظار ما ستؤول اليه الاوضاع التي تزداد حدة يوما بعد يوم”.

وتواصلت عمليات إجلاء الرعايا الأجانب من لبنان بعد 30 يوما من الحرب الإسرائيلية عبر موانئ قبرص وتركيا والأراضي السورية

وذكر المتحدث باسم القاعدة البريطانية بقبرص دينيس بارنز حيث استقبل العائدين، أنه لم يتبق في لبنان أي من الذين أبدوا رغبتهم بالرحيل.

وفي موقف لافت و”غامض”، تكرر السفارة الاميركية عوكر لرعاياها الموجودين ضرورة مغادرة لبنان، ووصل الحال الى الطلب إليهم استعدادها لتأمين عودتهم الى الولايات المتحدة على نفقتها كدين يردونه فور آلية محددة.

واللافت حسب مصدر متابع ل”جنوبية”، أن “الاصرار الاميركي على المغادرة وعدم البقاء في لبنان الا على المسؤولية الشخصية، من دون ذكر اي تفاصيل إضافية عن الاسباب المباشرة المتعلقةبتدهور الاوضاع الامنية على الحدود اللبنانية الاسرائيلية في الجنوب اللبناني”.

اللافت حسب مصدر متابع ل”جنوبية الاصرار الاميركي على المغادرة وعدم البقاء في لبنان الا على المسؤولية الشخصية

وبلغ عدد الأميركيين الذين تم إجلاؤهم منذ ثمانية أيام نحو 10000 حسب معلومات وزارة الخارجية، نقل بعضهم جوا ويقيم عدد منهم في مخيمات موقتة بالعاصمة القبرصية نيقوسيا.

ويذكر ان هناك اكثر من 500 الف لبناني يحملون ازدواجية الجنسية الاميركية اللبنانية، والأميركيون اللبنانيون هم من أكبر الجاليات العربية في الولايات المتحدة الأميركية إذ يمثلون 32.4% من العرب فيها، وبحسب إحصائيات النشطاء اللبنانيون، يوجد 3 ملايين شخص يتمتع بجذور لبنانية بقي منهم حوالي 500 الف يحملون الجنسية اللبنانية مع جنسيتهم الأميركية.

وقال القنصل الأميركي في لارنكا وليم جل إن معظم الأميركيين الراغبين بالرحيل عن لبنان فعلوا ذلك بحلول امس الاحد، مضيفا أن الجهود الأميركية للإجلاء قد اكتملت.

وهبطت مروحية تقل وزيرة الدفاع الفرنسية ميشيل إليو ماري على متن سفينة تقل فارين فرنسيين، وقالت الوزيرة إن بلادها التي أجلت نحو 5000 من رعاياها عن لبنان يتوقع أن تكمل عملية الإجلاء اليوم الاثنين.

واستقبل ميناءا ليماسول ولارنكا القبرصيان 14 سفينة تقل آلافا من جنسيات مختلفة، الهاربين من جحيم النيران الإسرائيلية في لبنان، وتوجهت سفن أخرى إلى ميناء مرسين التركي القريب لتخفيف الضغط عن موانئ الجزيرة المتوسطية الصغيرة التي تشهد ذروة موسمها السياحي.

وذكرت دوائر اميركية أن الولايات المتحدة فتحت نقطة استقبال أخرى للاجئين في تركيا.
وأفاد المتحدث باسم الخارجية التركية مراد أوزجليك أن الميناء التركي استقبل حتى الآن 3050 من جنسيات مختلفة عاد منهم 2200 إلى بلادهم.

ووصلت أمس إلى ميناء مرسين عبارة تحمل 720 أستراليا تم إجلاؤهم عبر ميناء بيروت، في عملية وصفها السفير الأسترالي بأنقرة بأنها الأكبر بالنسبة لبلاده منذ الحرب العالمية الثانية.

وقال وزير الخارجية الأسترالي ألكسندر داونر إن بلاده ستنهي اليوم، إجلاء ستة آلاف من رعاياها من لبنان، مع العلم أن 25 ألفا من حملة الجنسيتين الأسترالية واللبنانية موجودون في لبنان حاليا.

وتوقع مسؤولون كنديون أن تكون بلادهم التي أجلت 1500 من رعاياها، عبر تركيا تمكنت من إجلاء 2000 آخرين بحلول اليوم الاثنين.

وكندا هي واحدة من الدول التي تعيش فيها جالية لبنانية كبيرة، يقدر عدد الذين قدموا إلى لبنان منها بخمسين ألفا يتوقع أن يتم إجلاء 30 ألفا منهم.

وأفادت السفارة الألمانية في بيروت أن حافلتين إضافيتين ستنظمان رحلة عبر الحافلات لرعاياها العالقين في النبطية باتجاه بيروت والأخرى من بيروت إلى دمشق.

ويتوقع أن تغادر اليوم من بيروت، عبارة تقل مئات الألمان وعددا من مواطني كندا وأستراليا ودول الاتحاد الأوروبي باتجاه ميناء لارنكا، حسبما أفادت الخارجية الألمانية.

وفي المعلومات توافرت لدى سفيرة إسلام آباد في بيروت أسماء أنيسة، أن 75 باكستانيا رحلوا عن لبنان، دون تقديم إيضاحات عن كيفية مغادرتهم.

وفيما تتواصل عمليات ترحيل الأجانب بحرا عبر ميناءي بيروت وصور بصورة أقل، أعلن عن وصول 1500 من الرعايا المصريين إلى بلادهم وكانوا قد غادروا لبنان برا إلى دمشق.

ووصل إلى الخرطوم أمس الأول عدد مماثل من السودانيين الذين كانوا قد وصلوا بدورهم برا إلى العاصمة السورية.

في السياق أعلنت السلطات السيرلانكية أنها تسعى لإجلاء 200 من أصل جاليتها العاملة في لبنان، والتي تقدر بـ 80 ألف شخص معظمهم من خدم المنازل.

ووجهت السلطات البنغالية من جهتها نداء إلى منظمة الهجرة الدولية، تطالبها بمساعدة نحو عشرة آلاف بنغالي يعيشون في لبنان للرحيل عنه.
جاء ذلك بعد يومين من وصول 600 هندي إلى ميناء لارنكا القبرصي، فيما يتوقع وصول ثلاث سفن حربية إلى الميناء المذكور للعودة بهم مع 300 آخرين إلى بلادهم.

السابق
وصلتني هذه الرسالة من غزّة الآن
التالي
الراعي: لتحييد لبنان عن ويلات هذه الحرب المدمرة!